أكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي أن الهدف الرئيسي للاجتماعات السنوية لحكومة عجمان، هو تحفيز الجميع على تحمل المسؤولية بالمشاركة في وضع الخطط والاستراتيجيات، التي من شأنها أن ترفع من وتيرة الأداء والتميز وتتواءم مع توجهات دولة الإمارات ومساعيها للوصول إلى مصاف أفضل الدول في العالم، من خلال المتابعات المستمرة للدوائر والجهات الحكومية في تنفيذ التوصيات والمبادرات والمقترحات التي يتم التوصل إليها في الاجتماعات.
وقال سموه: «إنني على ثقة كبيرة بأن مثل هذه الاجتماعات ستؤتي ثمارها، بنتائج إيجابية، لتعزيز سبل التعاون وتحقيق إنجازات جديدة، لنثبت للعالم أن كوادرنا الوطنية قادرة على مواكبة التطورات العالمية وقيادة مسيرة التنمية الحضارية في الميادين والقطاعات كافة، داعيا إلى استمرار تلك الاجتماعات لنرى في المستقبل ثمرتها ونتائجها التي من خلالها نحقق التطور المستمر.
جاء ذلك خلال ترؤس سمو ولي عهد عجمان، أمس الاجتماعات السنوية لحكومة عجمان، تحت عنوان «اجتماعات المواءمة مع الحكومة الاتحادية لتحقيق الأجندة الوطنية» التي تناولت ثلاثة ملفات تمثلت في «ملف التركيبة السكانية» و«ملف التشريعات» و«ملف التنافسية» إلى جانب تبادل التجارب والخبرات عبر إيجاد قنوات رسمية معنية بتطبيق التجارب المشتركة في تطوير العمل الحكومي إضافة إلى تحقيق أهداف التنمية استناداً إلى مبادرات محلية منضوية تحت مظلة رؤية الإمارات 2021 وأجندة عجمان 2021.
خريطة طريق
وشدد سموه على ضرورة مناقشة الموضوعات ذات الأهمية، ورفع نتائج الاجتماعات إلى القيادة لاتخاذ القرارات المناسبة لتنفيذها ومتابعتها لتحقيق مئوية الإمارات 2071.
وقال سموه إن مخرجات الاجتماعات السنوية لحكومة إمارة عجمان ستشكل خريطة طريق للعمل في ضوء ما تتضمنه من أفكار وحوارات متواصلة بين جميع المسؤولين في الجهات الحكومية وتبادل التجارب الحيوية ليستفيد منها كل الأطراف لوضع تصور شامل للخطط التنموية بالمرحلة القادمة والمحافظة على ما تحقق من إنجازات.
ورفع سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ما يبذلونه من جهود ومتابعة متواصلة لخدمة الوطن وإسعاد المواطنين، وترسيخ نهج قيادتنا في العمل كفريق واحد لتكون الإمارات من أوائل الأمم المتقدمة.
تعزيز التكامل والتنسيق
في ذات السياق، أكد محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، في كلمة له خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لحكومة عجمان، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تركز على تعزيز التكامل والتنسيق ومواءمة التوجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي لما يشكله ذلك من قوة دافعة لمسيرة دولة الإمارات نحو المستقبل.
وأشار إلى أن رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، للاجتماعات السنوية الأولى من نوعها لحكومة الإمارة، التي تنظم بمتابعة سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، تمثل مبادرة متميزة تؤكد ريادة حكومة عجمان وسعيها الدائم إلى مواءمة برامج عملها مع توجهات حكومة دولة الإمارات المستقبلية.
مكون للشخصية الإماراتية
وقال القرقاوي إن الشغف بالمستقبل عنصر مكون للشخصية الإماراتية منذ عهد الآباء المؤسسين، الذين وضعوا تصوراً لتطور دولة الإمارات على مدى عقود وإن جهود الحكومة في صناعة المستقبل تترجم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن «استشراف المستقبل، والاستعداد للمتغيرات ليس عملاً تكميلياً، بل أساسي لأن الحكومات غير المستعدة للمستقبل ستضيّع بلا شك سنوات وتخسر ثروات».
وأضاف وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل: انطلاقاً من هذه التوجهات انبثقت «مئوية الإمارات 2071» التي أطلقت ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في سبتمبر/أيلول الماضي، المستلهمة من أفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بهدف نقل الإمارات من موقعها ضمن أفضل دول العالم إلى أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071.
وأضاف أن حكومة دولة الإمارات تبنت استشراف المستقبل محورا أساسيا في نموذج عملها، القائم على تعزيز الابتكار والتميز والريادة في العمل وبناء القدرات الوطنية على أسس علمية وعملية تواكب التوجهات المستقبلية وتحقيق السعادة للمجتمع، مؤكداً أن الموجة التكنولوجية الكبيرة التي تحملها الثورة الصناعية الرابعة تتطلب منا كحكومات تغيير نماذج أعمالنا ونظرتنا المستقبلية وتعزيز جاهزيتنا، وهنا يأتي دور عملية الاستشراف التي تجعل الحكومات أكثر تأقلما ومرونة وأسرع استجابة للمتغيرات.
وقال: «إذا رجعنا إلى فترة الستينات قبل قيام دولة الإمارات نلاحظ أنه لم يكن هناك بنية تحتية من مواني وكانت ممرات المطارات ترابية ولم يكن هناك شبكة طرق، ولكن خلال الخمسين عاما الماضية أصبحنا اليوم ندير 77 ميناء على مستوى العالم، ولدينا أسطول طيران يضم 500 طائرة من اكبر أساطيل الطيران على مستوى العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، كما نمتلك اليوم أجود شبكة طرق عالمية ونتحدث الآن عن أطول طريق في العالم وهو الطريق إلى المريخ.
اقتصاد المستقبل
وشدد القرقاوي على أن اقتصاد المستقبل قائم على البرمجيات وأن نفط المستقبل هو البرمجيات والخوارزميات، مشددا على أهمية امتلاك كوادر وطنية تمتلك عقليات ومواهب وقدرات ومهارات متميزة ومتخصصين في البرمجيات يمكن أن تنشئ اقتصادا قويا ومختلفا تماما عن الاقتصاد التقليدي.
وتطرق إلى تجربة دولة النرويج في تقليل الاعتماد على النفط حيث اقتصادها كان مشابهاً لدول الخليج العربي مع نظرته المستقبلية، مشيراً إلى أن 70% من اقتصاد دولة الإمارات قائم على قطاعات غير نفطية، ومشيراً إلى أن الهدف في المرحلة المقبلة تقليل الاعتماد على النفط، والدخول في قطاعات جديدة.
وطرح وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في كلمته تجارب الشركات الكبرى على مستوى العالم، كيف اعتمدت على البرمجيات.
كما تطرق إلى اكبر متجر تجزئة في العالم وهو «متجر علي بابا»، وهو شبكة صينية بدأها مدرس لغة إنجليزية صيني، اليوم حجم مبيعاتها 4 مليارات دولار، سؤال نبني مراكز ولا منصات للتجارة الإلكترونية؟، كما أن أكبر سلسلة حجوزات فندقية في العالم لشركة لا تمتلك غرفة فندقية واحدة، ولكن لديها 80 مليون حجز فندقي سنويا.
كما أبان في كلمته أن 47 % من الوظائف سوف تختفي خلال 25 سنة القادمة.
الحضور
حضر الاجتماعات الشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية والشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط ومحمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل وعهود الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة ورؤساء ومديرو عموم الجهات الحكومية المحلية في الإمارة وعدد من كبار المسؤولين.
تفاهم بين «تنفيذي عجمان» و«التنافسية»
تم خلال الاجتماعات توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بعجمان، والهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، بهدف التعاون الإحصائي وتبادل البيانات الإحصائية وتحقيق الاستخدام الأمثل للسجلات الإدارية للطرفين، على أن يعمل الطرفان على تحقيق الغايات من المذكرة في تعزيز أواصر التعاون المؤسسي بين الطرفين في مجال العمل الإحصائي بصورة منهجية لتحقيق التكامل في الجهود الإحصائية، ووضع إطار عمل منهجي ومنظم لتبادل وإعادة إصدار البيانات وإنشاء رزنامة إحصائية متناسقة وطنياً ومحلياً مع الأجندة الإحصائية الوطنية.
مجلس للذكاء الاصطناعي
أكد محمد القرقاوي أن دولة الإمارات أصبحت محطة رئيسية للأشخاص الذين يصممون المستقبل، ومشاريع الدولة للمستقبل لم تبدأ من اليوم وإنما يعمل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على هذه المشاريع منذ فترة طويلة سواء في الطاقة الشمسية، أو متحف التقنية والمستقبل، والذي من خلاله كيف نستطيع تصميم المستقبل لدولة الإمارات، وكيفية إدارة مدن المستقبل، وكيف تم تحويل الحلم إلى واقع مثل مسبار الأمل وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وحول سؤال للشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، حول وجود تشريع في دولة الإمارات يدعم الذكاء الاصطناعي لتفادي الأخطاء، قال إن دولة الإمارات الآن بصدد إنشاء مجلس للذكاء الاصطناعي، ووضع أنظمة وتشريعات للذكاء الاصطناعي.
تكاتف الجهود .. والملفات الثلاثة
بدأت جلسات الاجتماعات بكلمة الدكتور سعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان أوضح من خلالها أن تنظيم الاجتماعات السنوية لحكومة عجمان يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وهي دعوة حثيثة من قيادتنا الرشيدة لتكاتف الجهود وتنسيق العمل في إطار من الإبداع والابتكار لتجاوز العقبات والتحديات التنموية.
وأكد على حرص القيادة على دعم القطاع الحكومي والاستثمار الأمثل في بناء الكوادر البشرية، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التنسيق والتكامل بالعمل الحكومي لتحقيق رؤية الإمارات 2021 ورؤية حكومة عجمان 2021 لتحقيق التكامل والتناغم المطلوب بين حكومة عجمان والحكومة الاتحادية.
ولفت المطروشي إلى أهمية الملفات الثلاثة المطروحة في الاجتماعات السنوية لحكومة عجمان المتمثلة في «ﻣﻠﻒ التركيبة ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ» و«ﻣﻠﻒ التشريعات» و«ملف التنافسية».
ثم قام سمو ولي عهد عجمان والحضور والضيوف بجولة تفقدية على الاجتماعات المنعقدة والتي تم توزيعها على مجموعات، اطلعوا خلالها على المناقشات والمقترحات التي تمت مناقشتها والوصول إلى مخرجات ومبادرات، حيث خرج المجتمعون في التنافسية بعدة مبادرات، منها مبادرة تقييم سهولة ممارسة أنشطة الأعمال ومبادرة الرقم العالمي ومبادرة دراسة القطاعات والأنشطة الاقتصادية لتحفيز الاستثمار، وفي ملف التركيبة السكانية خرج المشاركون فيها بمبادرة أعداد التركيبة السكانية ومبادرة الارتقاء بالأنشطة الهامشية ومشروع تعداد عجمان بلس ومؤشر البناء الذكي.