Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

بل موراي: الكوميدي لا يسعى لإضحاك المشاهد

$
0
0
محمد رُضا

تستطيع أن تعتبر أن بل موراي (اسمه الكامل وليام جيمس موراي) كوميدياً كبيراً وناجحاً. تستطيع أيضاً أن تنفي عنه هذه الصفة وتقر أنه أحد الكوميديين المعروفين فقط. لكن في الحالتين لا تستطيع أن تتجاهل حقيقة أنه كوميدي متميز في أدائه وصاحب صوت في السينما الكوميدية وخصوصاً تلك الفنية المستقلة.
ولد سنة 1950 كواحد من ثمانية أولاد. وهو ليس الوحيد في عائلته الذي اتجه إلى التمثيل. هناك ثلاثة آخرون من إخوانه اتجهوا صوب هذه المهنة هم جون وجووَل وبرايان. لكنه بالتأكيد أشهرهم.
وربما يصح القول أنه لم يختر أن يكون كوميدياً بل الكوميديا هي التي اختارته. ففي العام 1975 نجد أن النافذة الوحيدة التي أتيحت له كانت من خلال البرنامج الكوميدي التلفزيوني Saturday Night Live. شارك هناك التمثيل مع عدد كبير من الكوميديين الذين تخرجوا في هذا البرنامج ليصبحوا ممثلي سينما ناجحين.وهو لم يحاول تغيير شروط نجاحه عندما انتقل إلى السينما بل حافظ عليها وأضاف إليها. شاهدناه في «مقتحمو الأشباح» وفي «توتسي» و«ماذا عن بوب؟» و«أكبر من الحياة». في العام 1998 اختاره المخرج وس اندرسون للاشتراك مع سواه في بطولة جماعية في فيلم «رشمور». ومع هذا المخرج أنجز حتى الآن ستة أفلام بحيث ما عاد يمكن تصوّر غيابه عن أي فيلم من أفلام اندرسون. وهو يخبرنا كيف تم هذا التعاون ولماذا يثق بالمخرج ويوافق على العمل معه قبل أن يقرأ السيناريو.

* دائماً ما أسمع أنك دقيق الاختيار. لا توقع عقداً قبل أن تفكر ملياً فيما يعرض عليك. هل يجنبك هذا تمثيل أفلام لا ترضى عنها؟
- الجواب السريع على ذلك هو نعم. بالتأكيد يجنبني هذا الارتباط بمشروع فيلم لا أشعر حياله بأي جذب أو عاطفة. لكن المسألة أبعد من هذا. أولاً غير صحيح أنني مدقق دائم. هناك مشاريع وافقت عليها بمجرد أنني سمعت من المخرج ما دفعني لتبني المشروع أو كنت على ثقة بالمخرج الذي يعرض عليّ الدور.

* مثل من؟
- عندما شرحت لي (المخرجة) صوفيا كوبولا فكرة فيلمها «ضائع في الترجمة» (Lost in Translation وافقت قبل أن أقرأ السيناريو. طبعاً طلبت منها أن تبعث لي بالسيناريو النهائي لأنها حين تحدثت معي كانت لا تزال تكتب النسخة الأولى من السيناريو وأخبرتني أنها تجري تعديلات. بالنسبة للمخرجين الذين أثق بأعمالهم عندي وس اندرسون. هذا يستطيع أن يرفع سماعة الهاتف ويتصل بي في أي وقت وسأكون حاضراً له. سيرسل لي السيناريو لاحقاً، لكني واثق من أفلامه.

* هل هو المخرج الذي تعاملت معه أكثر من سواه؟
- نعم. ستة أفلام حتى الآن وهناك فيلم سابع.


أسلوب بصري

* لماذا هو بالتحديد؟ ما هي العلاقة المهنية التي تربطكما؟
- إنها علاقة مهنية، كما ذكرت، تقوم على احترام متبادل بيني وبين هذا المخرج الذي أعتبره من أفضل المواهب السينمائية حالياً. وأنا لست الوحيد الذي يعود في أفلامه. لا بد أن تعلم أن هناك عدّة أسماء تواكب عمله. أعتقد أنه يشعر بأنه يعرفنا إلى حد كاف ليثق بأن ما يقوم به حين إسناده أدواراً لنا فعل صحيح. وأنا تحديداً أثق به إلى حد كبير.

* هل السبب في ثقتك به يعود إلى موضوعاته أو إلى أسلوبه البصري مثلاً؟
- إلى موضوعاته وإلى أسلوبه البصري الذي أعتقد أنه مميز جداً عن سواه. كذلك يعود إلى شخصياته التي يكتبها وكيف يقدم هذه الشخصيات على الشاشة.

* هل ترى أن كوميديات اندرسون تختلف عن كوميديات سواه؟
- طبعاً وكثيراً جداً. إنه يمضي صوب السخرية التي تعرف أين تتجه بدورها. هو ليس ساخراً ليثير الضحك بل لكي يوصل رسالة. يرغب في أن يعلمك أن تحت ما يبدو وضعاً طبيعياً هناك أحداث غير طبيعية. هذا الشيء الكبير الذي اسمه المجتمع يستطيع أن يأخذ منه قطعة صغيرة يعالجها كالنحات كما يريد ويقدمها بطريقته الخاصّة.

 الحياة العادية

* أنت ممثل كوميدي سمحت لنفسك ببعض الأدوار الدرامية. هل أفهم من ذلك أنك تفضل الكوميديا؟
- الممثل عليه أن ينطلق من دون أن يسأل نفسه هذا السؤال الذي طرحته. ما يحدث عادة، وما حدث لي منذ البداية، وجدت نفسي ممثلاً كوميدياً في أفلامي الأولى، لا شك أن عندي موهبة معينة في هذا الإطار والجمهور أعجب بها. لا يمكن تضييعها بأدوار مختلفة بل الحفاظ على تلك الموهبة وتعزيزها.

* هل نجاح الممثل الكوميدي مرتبط بقدرته على الإضحاك؟
- يعتمد ذلك على أي نوع من النجاح. شخصياً لا أستجيب كثيراً لمسألة تمثيل فيلم يشترط على الممثل أن يكون مهرجاً أو فيلم مباشر في رغبته إضحاك المشاهدين. بالنسبة لي هذا تضييع وقت. أعتقد أن الكوميدي عليه أن لا يسعى لإضحاك المشاهدين. وما أعنيه هو أن عليه عدم التعامل مع دوره أو مع الفيلم تعامل من يعرف أنه يؤدي دوراً كوميدياً في فيلم كوميدي. في الحياة العادية أكثر ما يُثير الضحك هو الموقف الناتج عن سوء فهم أو عن وقع مفاجئ. لو قصدت غير ذلك فإنه لم يعد كوميديا وإن كان فهو مباشر ومدروس وهذا ينفي خصائصه في هذا النطاق.

* لكن الأفلام الكبيرة التي تنتجها الاستوديوهات والتي تشترك أنت بها من النوع المباشر. أليس كذلك؟
- مثل ماذا؟

* مثل «مقتحمو الأشباح» (Ghostbusters) أليس كذلك؟
- بطبيعة الحال هي مختلفة عن أفلامي الأخرى. لا شك لكني لست من النوع الذي سيقول لا لجزء ثالث من مسلسل ناجح. عليّ أن أتمتع ببعض الضعف الشخصي (يضحك).

* حيال سيناريو يأتيك من استوديو كبير، كيف تتصرف؟ على أي أساس توافق؟
- السيناريو الذي يصلني من استوديو كبير هو السيناريو الذي أدقق فيه. معظم ما أقوم بتمثيله منذ سنوات هو أفلام صغيرة مستقلة. ولا أعتقد أنني مفرط في هذا الموقف. الفيلم المستقل يمنحك شعوراً بأنه يتحدّث عنك في مقابل الفيلم الذي هو من إنتاج رئيسي حيث قد تشعر أنك مجرد مندوب له.

* حين تنظر إلى سنوات مهنتك ماذا ترى؟
- أرى بل موراي قد أنجز ما أراد إنجازه بأقل قدر من التنازلات الفنية.

* هل ترفض الكثير من الأعمال السينمائية؟
- حسناً. ما هو السبب الذي من أجله يقرر الممثل أن يقبل أو يرفض مشروعاً ما؟ أعتقد لو سألت هذا السؤال لجاءت الإجابات مختلفة وبعضها له علاقة باستحسان الدور. لكن عندي هو أن الحفاظ على مكتسباتي من ثلاثة عقود على الأقل له أولوية مطلقة في تعاملي مع العروض. مؤخراً، ولن أذكر أسماءً، رددت سيناريو يمنحني بطولة مطلقة في إنتاج رئيسي. كل ما في الأمر أنني لن أقتنع بنفسي. لم أجد أنني راغب في تمثيل فيلم لمجرّد أنه إنتاج أوّل.

في المغرب

* قبل عامين ذهبت إلى المغرب حيث صورت هناك فيلماً عنوانه Rock the Kasbah. بماذا خرجت من تلك الرحلة؟ هل كانت المرّة الأولى التي تزور فيها بلداً عربياً؟
- نعم كانت المرّة الأولى وما أستطيع قوله هو أن رحلتي أيقظتني إلى وعي جديد. هل أنت من المغرب؟
- لا.

* لكنك تعرف ثقافتها على ما أعتقد.
- نعم
- هذه الثقافة قريبة منك لكنها بعيدة عني كثيراً وما أفقت عليه هو ذلك البعد الكبير بين ما تعودت عليه وبين ما كان عليّ أن أتعود عليه وأقبله. حتى الطعام اختلف. في أمريكا تعلم ماذا نأكل وكيف. هناك الطعام يصبح مختلفاً. تأكل على نحو مختلف وتنام على نحو مختلف. الطقس مختلف. رد فعل جسدك على الطقس مختلف. وأحب أن أرى أن الأمريكي الذي يقصد بلاداً بعيدة عليه أن يعرف ويدرك تماماً أنه ضيف وأن عليه أن يترك وراءه الكثير من عاداته. الثقافة بأسرها مختلفة ما بين الشرق والغرب.

* هل شعرت بذلك الفارق عندما صوّرت «مفقود في الترجمة» في طوكيو؟
- نعم، لكن بصورة أخف لأن هناك تشابهاً في بعض النواحي العملية.

* ماذا تعني لك القدرة على السفر كثيراً ولو بسبب العمل؟
- الانفتاح. لكني لا أسافر كثيراً بدافع العمل. معظم عملي يتم هنا وأحياناً في كندا.

* ماذا تعني لك الشهرة؟
- ليس صفقة بائسة. أحب أن أكون مشهوراً. أحب أن أعمل كثيراً. التمثيل هو أفضل ما أستطيع القيام به. عندما أعمل أنا إنسان أفضل من المعتاد. أحب الشهرة لكن، سريعاً ما تنال من الممثل فيبدأ بالعمل فقط على أساسها.

* لكن قيل عنك إنك انطوائي. لا تظهر في الحفلات ولا تكترث للاجتماعيات وقيل إنك لا تحب الرد على الهاتف.
- أحياناً كل هذا صحيح ما عدا أنني انطوائي. على العكس أحب جداً استقبال الأصدقاء وأداوم التواصل معهم عندما لا أعمل. لكني لا أحب الحفلات الكبيرة. لا أشعر أن عليّ أن أتحول إلى شخصية اجتماعية مشهورة.

* هل تعتبر نفسك نجماً؟
- لا. لا أعتقد أنني نجم لكن إذا ما أراد الإعلام اعتباري نجماً فهو حر. لا أشعر أن عليّ أن أتصرف على هذا النحو.

* كيف تحمي نفسك من النجومية أو الشهرة المتطرفة إذاً؟
- أعتقد أنني أمضيت في التمثيل ما يكفي من السنوات لكي أعرف الكيفية التي أحمي بها نفسي. السبب أننا في الحياة نتصرف بحسب معطياتنا. هل تريد أن تكون مشهوراً أو تريد أن تكون ممثلاً أو كاتباً أو مخرجاً مشهوراً؟ هذا هو السؤال وحسب إجابتك تتصرف. قد لا تتصرف على نحو صحيح أو كما ترغب في البداية لكنك ستجد نفسك اخترت ما أردت أن تكون عليه وليس ما لا ترغب به.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>