نظم بيت الشعر في الأقصر ندوة بعنوان «التلاقي الحضاري في الشعر العربي المعاصر»، استضاف فيها الشاعرالدكتور منير فوزي وقدمها أشرف البولاقي.
في البداية عرف البولاقي بالضيف، حيث ولد منير فوزي عام 1961 في مدينة المنيا، حصل على ليسانس آداب - قسم اللغة العربية وماجستير في النقد الحديث ودكتوراة في البلاغة والنقد الأدبي من جامعة المنيا 1994، يعمل مدرساً بكلية الدراسات العربية بجامعة المنيا، له عدة دواوين شعرية منها: تحورات الأرض 1985 - القطاة التي احترفت مهنة الموت 1986 - هذا المجنون الجميل 1987. إضافة إلى عدة أبحاث ودراسات.
استهل فوزي حديثه قائلًا:عندما أطلق الأديب والشاعر الإنجليزي المعروف بتمجيده للاستعمار روديارد كبلنج مقولته الشهيرة: «الشرق شرق والغرب غرب، وهيهات أن يلتقيا»، أتراه كان يدشن تصوراً خاصاً به، أم أنه كان يقر بنظرية محتمة؟ مؤكداً أن دراسته «التلاقي الحضاري في الشعر العربي المعاصر» محاولة للتثبت من فرضية «كبلنج»؛ حيث يتلمس فيها ملامح الالتقاء الحضاري بين الشرق والغرب في الشعر العربي المعاصر، من خلال تجارب خمسة شعراء معاصرين هم: «صلاح عبد الصبور» (1931- 1981م) و«أحمد عبد المعطي حجازي» (1935)، و«أدونيس» (1930) و«محمد إبراهيم أبو سنة» (1937) و«محمود درويش» (1941- 2008م)؛ بوصفها تجارب نوعية تظهر الاختلاف في التناول والمعالجة، وتعكس -أيضاً- الاختلاف في الرؤية وفي الوعي بالذات العربية.
واستعرض فوزي نماذج من قصائد هؤلاء الشعراء، مبيناً ملامح الالتقاء الحضاري فيها بين الشرق والغرب بوصفه حضارة الآخر، فالشاعر «صلاح عبد الصبور» في قصيدته «أغنية من فيينا» ينطلق من واقع تجربة معايشةٍ له في النمسا، حيث يلتقي قطبا الشرق والغرب ممثلين في الذات الساردة (المذكر) والآخر (الأنثى)، إذ إن الذات الساردة في قصيدته (أغنية) ليست ذاتاً متأملة/ فاعلة كذات «عبد الصبور» بل هي ذات تتحدث من منطلق الضعف والشيخوخة انعكاساً لما آل إليه حال الحضارة العربية، في حين أن الآخر (الأنثى) - والتي ترمز للحضارة الغربية- نجدها فتية في ريعان شبابها، تمتلئ حيوية وتفيض بالقوة، ومن خلال هذه العلاقة المضطربة تتضح ملامح التفاعل والتلاقي، أما نص «أدونيس» «قبر من أجل نيويورك» فنجد فيه صورة «نيويورك»- رمز الحضارة الغربية في تمدنها- على هيئة حيوان له أربع أرجل، وهي دلالة الجهات الأصلية، وكل جهة منها وجهة للقتل، كما نرى «المدنية» في صورة متوحشة فهي تفترس الآخرين وتلتهمهم دون شفقة، وتمضي قصيدة «رؤية نيويورك» للشاعر «محمد إبراهيم أبو سنة» في ركاب نص «أدونيس»، وتوشك أن تكون صدى لها.
وفِي ختام الأمسية استمع الجمهور إلى قصائد الشاعر الدكتور منير فوزي حيث أنشد من قصيدة «حصار»:
كل الشوارع أقفرت
وبقيت وحدي
وحدي
فليس سواي من يمضي
وليس سواي من يردي
ومن يردي
تداخلت المعالم والمعاني
واستقر الموت في جسدي
فأنا المحاصر والمحاصر
والنبوءة والتردي
في البداية عرف البولاقي بالضيف، حيث ولد منير فوزي عام 1961 في مدينة المنيا، حصل على ليسانس آداب - قسم اللغة العربية وماجستير في النقد الحديث ودكتوراة في البلاغة والنقد الأدبي من جامعة المنيا 1994، يعمل مدرساً بكلية الدراسات العربية بجامعة المنيا، له عدة دواوين شعرية منها: تحورات الأرض 1985 - القطاة التي احترفت مهنة الموت 1986 - هذا المجنون الجميل 1987. إضافة إلى عدة أبحاث ودراسات.
استهل فوزي حديثه قائلًا:عندما أطلق الأديب والشاعر الإنجليزي المعروف بتمجيده للاستعمار روديارد كبلنج مقولته الشهيرة: «الشرق شرق والغرب غرب، وهيهات أن يلتقيا»، أتراه كان يدشن تصوراً خاصاً به، أم أنه كان يقر بنظرية محتمة؟ مؤكداً أن دراسته «التلاقي الحضاري في الشعر العربي المعاصر» محاولة للتثبت من فرضية «كبلنج»؛ حيث يتلمس فيها ملامح الالتقاء الحضاري بين الشرق والغرب في الشعر العربي المعاصر، من خلال تجارب خمسة شعراء معاصرين هم: «صلاح عبد الصبور» (1931- 1981م) و«أحمد عبد المعطي حجازي» (1935)، و«أدونيس» (1930) و«محمد إبراهيم أبو سنة» (1937) و«محمود درويش» (1941- 2008م)؛ بوصفها تجارب نوعية تظهر الاختلاف في التناول والمعالجة، وتعكس -أيضاً- الاختلاف في الرؤية وفي الوعي بالذات العربية.
واستعرض فوزي نماذج من قصائد هؤلاء الشعراء، مبيناً ملامح الالتقاء الحضاري فيها بين الشرق والغرب بوصفه حضارة الآخر، فالشاعر «صلاح عبد الصبور» في قصيدته «أغنية من فيينا» ينطلق من واقع تجربة معايشةٍ له في النمسا، حيث يلتقي قطبا الشرق والغرب ممثلين في الذات الساردة (المذكر) والآخر (الأنثى)، إذ إن الذات الساردة في قصيدته (أغنية) ليست ذاتاً متأملة/ فاعلة كذات «عبد الصبور» بل هي ذات تتحدث من منطلق الضعف والشيخوخة انعكاساً لما آل إليه حال الحضارة العربية، في حين أن الآخر (الأنثى) - والتي ترمز للحضارة الغربية- نجدها فتية في ريعان شبابها، تمتلئ حيوية وتفيض بالقوة، ومن خلال هذه العلاقة المضطربة تتضح ملامح التفاعل والتلاقي، أما نص «أدونيس» «قبر من أجل نيويورك» فنجد فيه صورة «نيويورك»- رمز الحضارة الغربية في تمدنها- على هيئة حيوان له أربع أرجل، وهي دلالة الجهات الأصلية، وكل جهة منها وجهة للقتل، كما نرى «المدنية» في صورة متوحشة فهي تفترس الآخرين وتلتهمهم دون شفقة، وتمضي قصيدة «رؤية نيويورك» للشاعر «محمد إبراهيم أبو سنة» في ركاب نص «أدونيس»، وتوشك أن تكون صدى لها.
وفِي ختام الأمسية استمع الجمهور إلى قصائد الشاعر الدكتور منير فوزي حيث أنشد من قصيدة «حصار»:
كل الشوارع أقفرت
وبقيت وحدي
وحدي
فليس سواي من يمضي
وليس سواي من يردي
ومن يردي
تداخلت المعالم والمعاني
واستقر الموت في جسدي
فأنا المحاصر والمحاصر
والنبوءة والتردي
ومن قصيدة أخرى بعنوان ( أنا لا أحبك مرتين ولا أقايض بالندى ) قرأ:
عند انفلات الطلقة الأولى
تبدت لي بلادي
كنت أحمل جمرتين من الشموس
ودمعتين من الفصول
وقبلتين من الندى
حين استقرت طلقتي في رهبة الأشياء
حاملة تفاصيلي
وكنت أهز نخلات الوداد
وأحشد النيل القديم على الزناد
وأستعيد ملامحي