أبوظبي: نجاة الفارس
نظم ملتقى القراءة والمعرفة أمس الأول، محاضرة بعنوان «علاقتك مع نفسك» لخبيرة التدريب أنسام الشالجي، وذلك في مكتبة جرير في أبوظبي بحضور عضوات الملتقى.
أشارت المحاضرة إلى أن نجاح الإنسان يعتمد على تكوين علاقة سوية متوازنة مع نفسه، وأنه لا يمكن أن نحب الآخرين ما لم نتمكن من حب أنفسنا، فالحب يزدهر ويكبر عندما نقدمه للآخرين، ولكنه دائما يبدأ عند النفس، فعندما يحب المرء ذاته فإن العالم من حوله يصبح أكثر جمالا وجاذبية ونجاحا، فحب النفس ليس استثناء، حيث يتيح للمرء النظر إلى الأشياء والأشخاص.
وأضافت أن قليلاً من الناس يعرفون أنفسهم حق المعرفة، فالمكون الحقيقي والهوية الحقيقية الواقعية لا يتم تعريفها من خلال عمل الشخص أو وظيفته أو أي دور اجتماعي يقوم به، إنه مجموع مواهبه ومهاراته، اهتماماته وحكمته المتفردة في الحياة، أي طبيعته التي تميزه عن سواه.
وتطرقت إلى مفهوم النفس، موضحة أن النفس تتكون من الذات والعقل والقلب والجسم، وبالتالي فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام الصحة، والحياة، والأخلاق، ثم عرفت المرونة النفسية بأنها القدرة على مواجهة الشدائد والصدمات والتهديدات والأحداث الضاغطة مع اكتساب خبرة كبيرة تمكن الفرد من التعامل مع أحداث مماثلة بكفاءة وفاعلية، ومن ثم العودة إلى الوضع الطبيعي والسوي بعد التعرض لهذه الأحداث.
وتحدثت عن أبرز الطرق التي تساعدنا على فهم الذات ومنها التعرف على القدرات، وتجنب العيوب الداخلية، ثم إكمال نواقص الشخصية، موضحة أن التعرف على ميزات الشخصية أمر مهم للغاية، فهناك الكثير من الميزات التي نحملها في أنفسنا ولا نقوى على ترجمتها على أرض الواقع، فإن أراد الإنسان أن يفهم شخصيته ويعلم ما يدور في نفسه، عليه أن يكون قادرا على توظيف الميزات الموجودة داخله، ويحاول بكل الطرق الممكنة أن يعززها، ويعتز بها، ويعمل على تنميتها حتى تتلاءم مع مجريات العصر.
ودعت الشالجي إلى استثمار القدرات لأنها أكثر طريقة تساعد الإنسان في معرفة احتياجاته، وما يتلاءم مع قدراته وسنه، ودعت أيضا إلى احترام الآخرين واحترام وجهات النظر بعيدا عن التعصب، لأن احترام الآخرين يساعد الإنسان على فهم ذاته، مؤكدة على أهمية تقبل الفشل فلا نجاح يأتي إلا بعد العديد من التجارب الفاشلة.
ثم شرحت أهم الطرق لإصلاح العلاقة مع الذات ومنها التوقف عن التأجيل والتسويف لتحقيق الأحلام والأهداف، وأن يفعل الشخص ما يريده هو لا ما يريده منه الآخرون، وأن يعطي نفسه مزيدا من الحب والاهتمام والرعاية، دون أن يكون ضحية، وعليه أن يؤدي واجباته ويتحمل مسؤولياته، ويحمل الآخرين مسؤولياتهم، دون أن يقلق من الفشل، كما عليه أن يتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين، ولا ينخرط بجلسات النميمة.