فلسطين تودع أبطال انتفاضة القدس

شيّع آلاف الفلسطينيين أمس، جثامين أربعة شهداء ارتقوا برصاص قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، وسط دعوات لتصعيد الاحتجاجات وتحويل الحراك إلى انتفاضة متكاملة الأبعاد، فيما اندلعت مواجهات في الأراضي المحتلة أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين.
وخرج آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس، لتشييع جثماني الشهيدين ياسر سكر، وإبراهيم أبو ثريا، من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي انتشر خبر استشهاده وصوره على خط المواجهة مع قوات الاحتلال، كالنار في الهشيم، إثر تعرضه لعيار ناري في الرأس أطلقه قناص «إسرائيلي».
وانطلق موكب تشييع الشهيد أبو ثريا (29 عاماً)، من أحد مساجد مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وسط مشاركة شعبية وفصائلية حاشدة. وردد المشاركون في الجنازة هتافات غاضبة، تدعو المقاومة للرد على جريمة الاستهداف المتعمد للشهيد أبو ثريا، الذي لم يكن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال بعد استهدافهم له، خلال مشاركته في المسيرات الغاضبة تنديداً باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة ل«إسرائيل».
كما شيّع الآلاف في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، الشهيد سكر الذي استشهد خلال المواجهات التي اندلعت شرق الحي.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، خلال تشييع أبو ثريا، إن الشهيد رفُع عنه حرج الجهاد والمقاومة، ولكنه تقدم الصفوف ووصل إلى خط المواجهة ليكون حجة على الناس جميعاً، وليكون وصمة عار في جبين المحتل المغتصب الإرهابي، الذي يصل إلى حد القتل المباشر والمتعمد لشباب فلسطين.
وأضاف: «حين تكون المعركة للقدس يخرج من هو مثل شهيدنا لا يتذرع بما هو فيه، يرفع علم فلسطين ويرمي بالحجارة، يقاوم بالقدر الذي هو عليه». وشدد هنية على أن «شعب يتقدمه مثل الشهيد ثريا شعبٌ منتصر»، مشيراً إلى أن «فناناً إيطالياً شهيراً رسم كاريكاتيراً عالمياً للشهيد أبو ثريا، عقب استشهاده». وقال: «شهيدنا وصل صداه إلى كل أرجاء العالم.. كل العالم وقف أمام هذه الشهادة وأمام هذه الرسالة العظيمة؛ رسالة شعب فلسطين الذي يقاتل من أجل القدس، وإسقاط قرار الإدارة الأمريكية من أجل فلسطين؛ كل فلسطين».
وشيع الآلاف من جماهير مخيم عناتا قرب القدس جثمان باسل إبراهيم، وسط هتافات الجماهير بمواصلة الانتفاضة. واستشهد إبراهيم، إثر إصابته بالرصاص الحي في الصدر في مواجهات مع قوات الاحتلال في عناتا بالقدس.
وفي السياق ذاته، شيع الآلاف من أهالي بلدة بيت أولا شمال غربي محافظة الخليل، جثمان محمد أمين عقل العدم، والذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال على مدخل مدينة البيرة الشمالي قرب رام الله.
وطالب المشيعون ب«الانتقام لدماء الشهيد ومواصلة الانتفاضة من أجل القدس المحتلة»، فيما شهدت بلدة بيت أولا إضراباً شاملاً حداداً على روح الشهيد.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ففي مدينة القدس، قال الهلال الأحمر، إن ثمة ثماني إصابات جراء الضرب وشظايا قنابل صوت، خلال اعتداء قوات الاحتلال على الأهالي في القدس، وتحديداً قرب باب العامود، وشارع صلاح الدين. إلى ذلك، أصيب المصور الصحفي سعيد ركن، بشظايا قنبلة صوت أطلقها جنود الاحتلال على المتظاهرين في شارع صلاح الدين بمدينة القدس، كما اعتدت قوات الاحتلال على المواطنين في شارع صلاح الدين، فيما اعتقلت فتى، عقب مسيرة خرجت من المكان.
وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال على مدخل بلدة عناتا شمال شرقي القدس. وفي مدينة رام الله، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين قرب حاجز «بيت إيل»، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وفي مدينة بيت لحم، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أعلى المدخل الشمالي لبيت لحم. وفي غزة، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، أن إجمالي أحداث أمس، في قطاع غزة هي خمس إصابات بجروح متوسطة.
وتصاعدت الدعوات لتكثيف الاحتجاجات الشعبية في جميع الأراضي الفلسطينية، فقد قالت حركة «فتح»، إنها «مستمرة في برنامج فعالياتها الشعبية في كل المحافظات».
ووجهت الحركة نداء شعبياً لإغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين، وذلك يومي غداً الاثنين والخميس المقبل القادمين، كما دعت إلى تحويل الحراك لانتفاضة متكاملة الأبعاد.
ودعت الحركة إلى التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة تجاه بوابات القدس، تزامناً مع وصول مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأراضي المحتلة، الأربعاء المقبل، واعتبرت «فتح» الجمعة القادم «يوم غضب فلسطيني» في كل محافظات الوطن، رفضاً وتنديداً بالقرار الأمريكي الجائر.