احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، نظّم بيت الشعر في الشارقة مساء أمس الأول، في مقره، أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: علي العبدان (الإمارات)، د. سعود اليوسف (السعودية)، عبلة جابر (فلسطين)، طلال النوتكي (عُمان)، ومعتصم الأهمش (السودان)، بحضور محمد البريكي مدير بيت الشعر وجمهور من المثقفين والشعراء.
قدّم للأمسية الإعلامي وسام شيا قائلاً: «ليست لأنها لغة الضاد وحسب، بل لأنها أم اللغات وأجملها وأنقاها وأبهاها، لأنها أنصع اللغات وأشملها وأغناها، لغة الفقه والبلاغة والبيان، لغة الشعر والأدب والفنون، لغة أبي الطيب وامرئ القيس، وجهابذة الإبداع، لغة رسول المحبة والسلام والإيمان، لغة القرآن الكريم كتاب الله العظيم».
افتتح القراءات علي العبدان، حيث وصفه شيا بقوله «اعتاد أن تكون اللغة بحره اللامتناهي والشعر مركبه الذي يرتحل فيه في كل اتجاه يتماهى مع مدّه ولا يهادن مع جزره،». وقرأ العبدان من قصيدته (دفتر):
وذي ورقٍ مُسْتَوٍ كالمهادِ
يهيجُ إذا اشتم ريح المدادِ
إذا القلم اجترّ خطّاً عليه
تطاوع حتى استطاب التمادي
يرى أحرفي تستبيح سطوراً
كماءٍ توغل في كل وادي
يسافر قولي عليه بخطي
فيزهو بنقش حروف السواد
د. سعود اليوسف « يعبث بالصور كما الريح حين تعبث بالمدى، فتمطر زخات من عطر»، وقرأ اليوسف من قصيدته (أناقة فوضى):
بعضي شتاتٌ.. لستُ أنكره، وهل
فلكٌ تكامل وهو ينكر كوكبهْ؟
في حيرة الظل الغريب.. كأنني
فأس السؤال بغابةٍ من أجوبهْ
وقدم شيّا، عبلة جابر بقوله: «هي ابنة الحلم، ووريثة الألم والأمل، ابنة فلسطين التي نعود إليها كل يوم، فلسطين العصيّة على الخضوع والانكسار، فكما سيبقى الشعر عاصمة اللغة ستبقى القدس عاصمة فلسطين»، وقرأت جابر من (لغة العروج):
لي شهوة النايِ، موسيقى من الألقِ
لي ساحلُ الضوءِ، مِعراجٌ إلى الأفقِ
بدايةُ البوحِ أنْفاسٌ أطاردها
من أوّل السطر حتّى آخر الورقِ
أشيدُ دنيا بها الأحلام ماطرةٌ
تروي الحكايةُ أنّ الماء من عرقي
أما طلال النوتكي، فهو بحسب شيّا «يعتبر أن الشعر طريق لا يوصل إلى شيء وبنفس الوقت هو الطريق والغاية، هو المقل في إطلالاته ليدلي بدلوه ويتغنى باللغة شعراً وعزفاً على أوتار الكلمات»، قرأ النوتكي من قصيدته (يا صديقي):
يا صديقي تعالَ نمشي تعالَ
فالضجيج الذي كتمنا تعالى
قفزت خطوتان من قدمينا
يوم كنا نرتّبُ الآمالا
والطريقُ الذي سلكنا سويا
يوم غبنا ببحر معناه زالا
ومن خلف سحاب القصيد أطل الشاعر معتصم الأهمش يصبّ نبض الحرف على دروب الجمال فقرأ من قصيدته (قداسة الغيم):
وقفتُ خلف السحاب مستترا
أصبُّ ماء القصيد كيف أرى
أخطّ درب البروق في لغة
تقيل وقع الظلام ما عثرا
وكلما أثقل الحنين دمي
هبطتُ كالنيزك الذي استعرا