يداه الصغيرتان تحتضنان تلك الكاميرا التي تفوق وزنه بكثير، بجسد يحلق كالنحلة في الأجواء، وبروح ترفرف عالياً، وبابتسامة لاتفارق ملامح وجهه البريئة، راح يصول ويجول راكضاً واثقاً بخطواته ضاغطاً على زناد عدساته ليصوبها جيداً تجاه هدفه، ليقتنص كل الجديد والمتميز والمتفرد.
متعب الحضيف الطفل السعودي صاحب الـ 8 سنوات، حاصل على لقب أصغر مصور في الشرق الأوسط بشهادة جامعة الدول العربية العام الماضي.
في «إكسبو الشارقة» رأيته يتنقل باحترافية وبوعي وبسرعة مذهلة وسط الحضور الكبير للمهرجان، ساعياً لتوثيق تفاصيله.
رغم صغر سنه وقصر قامته، إلا أن صوت لقطاته بات مميزاً وواضحاً وسط عمالقة التصوير في العالم.
راقبته طويلاً، وما إن وقف يلتقط أنفاسه بجانب والدته التي كانت أول من آمنت بموهبته وعاهدت نفسها أن تدعمه وتكون لصغيرها سنداً بعد الله سبحانه وتعالى، ولا تبخل عليه بشيء بداية بمده بأحدث الأدوات والعدسات، وحتى السفر والتجوال لحضور الندوات والورش والمهرجانات الخاصة بالتصوير، حتى اقتربت منهما لأفاجأ بأنني لست أمام طفل يمتلك كل أدوات الكبار بل العمالقة في الحوار والحديث والسرد والتعبير عن آماله وطموحاته في المستقبل الذي لايرى فيه سوى الأمل والنجاح بدرجات قد تفوق الامتياز.
بدأ متعب حديثه بهدوء متحدثاً عن بدايات اكتشاف علاقته بالكاميرا قائلاً: بداية مشواري كانت في مضمار الفروسية، عندما أعجب المسؤولون في المملكة بطريقتي في التصوير ووصفوني بالمحترف في التعامل حتى مع زملائي المصورين الذين كانوا يزاحمونني في التقاط الصور.
صمت الصغير قليلاً لتتدخل والدته بالقول: في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات كانت الجولة الثانية لمتعب في عالم الشهرة، من خلال معرض«إثراء المعرفة» الذي يضع رعاية المواهب في أول اهتماماته، والتقط متعب صوراً كثيرة مميزة ومختلفة لكل أرجاء المؤتمر، ووصف بأنه من المحترفين.، ومنذ تلك اللحظة انطلق ابني في هذا العالم، واستطاع الحصول على ما يزيد على 25 جائزة.
يقطع أصغر مصور في الشرق الأوسط حديث والدته بلطف قائلاً: سعيد وفخور بمشاركتي في أضخم مهرجان للتصوير في المنطقة العربية، وجئت من نفسي وصممت على الحضور، وأنوي المشاركة في العام المقبل، وأجهز مجموعة من الصور منذ تلك اللحظة ليكون معرضي مختلفاً ومميزاً، و استفدت كثيراً من زيارتي لإمارة الشارقة، وأنوي زيارة كل الأماكن الأثرية والتراثية وتصويرها، فهي بالنسبة لي فرصة لن تعوض خاصة أنني أفكر في أن يكون المعرض الذي أشارك به في الدورة المقبلة من «إكسبوجر» مختصاً بأماكن من الشارقة.
عندما أنهيت الحديث مع متعب كان حلمه يحلق في سماء أكسبوجر مردداً أمنية الدخول في موسوعة «جينيس» بلقب أصغر مصور في العالم.
أمل سرور