ليست القدس تفصيلاً في الوجدان المسيحي المشرقي، فهي بالنسبة إليهم «أورشليم» التي دخلها السيد المسيح فاتحاً، لا بالسيف ولا بفوهة الدبابات، بل اخترق صفوف الأطفال حاملي سعف النخل الذين رحبوا به هاتفين«هوشعنا يا ابن داود مبارك آلاتي باسم الرب». وفي هذه المدينة تقوم كنيسة القيامة، وهي كانت محجهم قبل احتلال إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967، على أثر حرب حزيران/ يونيو من ذلك العام. ومنذ ذلك التاريخ امتنع المسيحيون في البلدان العربية عن زيارتها والحج إليها، وظلت مفتوحة لرجال الدين الذين يؤمونها للخدمة الراعوية وفق ترتيبات خاصة. وطالما كانت القدس في الأدبيات المسيحية مدينة مسكونية، وصدر عن مرجعيات كنسية في العالم مطالبات بجعلها مدينة مفتوحة لأتباع الديانات الإبراهيمية وتحت إشراف دولي خاص، إذا استحالت عودتها إلى ظلال السلطة العربية والتاج الأردني كما كانت قبل سقوطها.
والمسيحيون في لبنان -على اختلاف انتماءاتهم - ظلوا متعلقين بهذه المدينة المقدسة، ولم يفت في عضدهم وتعلقهم أن زل لسان أبو إياد الرجل الثاني في «فتح» إبان حرب السنتين في لبنان (1975- 1976) بقوله: «إن طريق القدس تمر في جونيه». كما أنهم في كل مراحل تاريخهم منذ سقوط هذه المدينة المقدسة، كانوا يجاهرون بموقفهم المعارض للاحتلال، ويدعون «إسرائيل» إلى جلاء جيشها عنها، وتسعى قياداتهم الروحية إلى ترتيب خاص يُمكّن كل المؤمنين، من مسيحيين ومسلمين ويهود، بلوغ مقدساتهم دون عوائق تمليها الاعتبارات السياسية، رغم علمها أن الهدف الاستراتيجي لدولة «إسرائيل» هو جعل القدس عاصمة أبدية لها، وهي سعت وحاولت عبر «لوبياتها» المنتشرة في عواصم القرار الدولي، ولاسيما واشنطن، انتزاع اعتراف هذه العواصم بذلك، لكنها اصطدمت باعتراض دائم من قبلها، حتى من أكثر الرؤساء الأمريكيين تشدداً واحتضاناً ل«إسرائيل» مثل ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان وجورج بوش الأب والابن، الذين أصروا على عدم ركوب هذا المركب رغم تعاطفهم مع «إسرائيل».
إن الدليل على وقوف المسيحيين في وجه خطوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو دعوة بطريرك الموارنة الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، إلى قمة روحية مسيحية - إسلامية في بكركي، ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة الإسلامية التي عقدت في إسطنبول، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في هذه القمة، وكانت الكلمة التي ألقاها مميزة وتضمنت خريطة طريق لمواجهة قرار ترامب الخطير، إذ نصت على ضرورة:
1- التقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة باسم مجموعة الدول الإسلامية «oic» لتعطيل القرار الأمريكي وإلزام الولايات المتحدة الأمريكية إلغاءه.
2- القيام بحملة دبلوماسية تهدف إلى زيادة عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين والانتقال إلى اعتبارها دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية اللازمة لاعتماد القدس الشرقية عاصمة لها.
3- اتخاذ إجراءات عقابية موحدة ومتدرجة، دبلوماسية واقتصادية، ضد أي دولة تنحو منحى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
4- الدعوة المشتركة لشعوب دولنا لتتحرك في بلدانها وأماكن انتشارها لتشكيل قوة ضغط شعبي تساند ضغطنا السياسي والدبلوماسي.
5- التمسك بالمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها من دون انتقاص، والتوافق مع وسيط دولي نزيه للعمل على تفعيلها كي لا يبقى أمامنا سوى العودة عنها، مع ما يترتب على هذه العودة من تداعيات.
كلمة الخارجية
وكانت لوزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل، في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة أخيراً، كلمة في غاية الأهمية شد فيها العصب العربي واستنهض دول الجامعة العربية، ورسم الخطوط الحمراء منبها إلى المخاطر التي تنجم عن التسليم بقرار ترامب، داعياً إلى العمل الجاد والدؤوب للحؤول دون أن تنسحب مفاعيل هذا القرار على دول أخرى.
إن المسيحيين في لبنان، بل في المشرق العربي، يتماهون مع موقف رئيس الجمهورية وكنائسهم في رفض خطوة الرئيس الأمريكي.
«الخليج» قامت بجولة استطلاع على قيادات مسيحية، من مسؤولين، سياسيين وشخصيات ورجال دين، للوقوف على آرائهم فقالوا:
*وزير العدل سليم جريصاتي استهل حديثه ل «الخليج» باعتبار كلمة الرئيس ميشال عون في القمة الإسلامية في إسطنبول بانها غاية في الأهمية، وتنطوي على مقاربة شجاعة وثاقبة. وأضاف أن كلمة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الجامعة العربية بالقاهرة، صوبت بدورها البوصلة في اتجاه القدس لأن من شأن ذلك أن يؤسس لوحدة موقف عربي من القضايا المشتركة، في زمن الخلافات العاصفة والمدمرة. وأضاف جريصاتي: إن موضوع القدس في نظر القانون الدولي هو أنها مدينة ذات طابع دولي أصبحت تحت رعاية الأمم المتحدة التي شكلت لجنة وصاية لهذا الغرض. وهناك نماذج عن وصاية مماثلة حصلت في الحرب العالمية الثانية كدانتزنغ وطنجة وبرلين. هي مدينة دولية، ولدى اتخاذ الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين، كان القرار بأن تكون القدس تحت الرعاية الدولية، وعليه فإن إعلان الرئيس الأمريكي أن القدس عاصمة أبدية ل«إسرائيل»، ينهي كل القرارات الصادرة عن الهيئات الأممية والمنظمات الدولية، سواء تلك التي اتخذها مجلس الأمن أو منظمة «اليونيسكو» أو محكمة العدل الدولية. وكان مهماً أن الوزير باسيل تكلم عن هذا الموضوع ببعد قومي وبما ينسجم مع هويتنا.. لا تهمنا مسيحية القدس بقدر ما تهمنا هويتها العربية وكونها مدينة الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلام. وفيما اعتبر جريصاتي أن الخطوات التي تحدث عنها الرئيس عون في قمة إسطنبول، هي بمثابة خطة تحرك وسيكون لبنان مبادراً إلى اتخاذ القرارات اللازمة من أجل ترجمة هذه الخطوات على الأرض، فإنه أكد أن المسيحيين في لبنان -كما في الشرق- موحدون في رفض خطوة الرئيس الأمريكي، ومؤيدون لطروحات رئيس الجمهورية.
* النائب السابق لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي قال ل«الخليج»: أولاً إن لبنان له دور مميز على صعيد هذه المسألة، لأنه يمثل آخر منصة متقدمة للوجود المسيحي الأنطاكي بعد ما أصابته الأحداث في السنوات الأخيرة.. هو دور قيادي يجعل من الكنيسة اللبنانية معنية مباشرة بكنيسة القيامة وهويتها. وفيما لبنان يحتضن الديانات السماوية التي تتعايش على أرضه بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لا يمكن إلا أن يكون معنياً بالحرم القدسي، كما هو معني بكنيسة القيامة. كذلك، فإن التعايش المسيحي -الإسلامي كان سمة المدينة المقدسة، فإن مسؤولية لبنان التاريخية أن يكون منبراً متقدماً للدفاع عن هذا المعطى، وفي أن يرى بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب افتئاتا على الحقوق، وتعدياً على أرض لبنان وكنائسه وجوامعه، خصوصاً أن لبنان معني باللجوء الفلسطيني الذي شكل عبئا، لأن عدم الحل يعني التوطين. وإذا حصل ذلك، فإنه يترجم قضاء مبرماً على القضية الفلسطينية.
واعتبر الفرزلي أن النقاط الخمس الواردة في خطاب الرئيس عون بالقمة الإسلامية في إسطنبول تصلح لكل العرب ويجب الأخذ بها لدى مقاربة موضوع القدس في المحافل الدولية، الإقليمية، والعربية.
القرار الخاطئ
* عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم: قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاطئ جداً من نواح كثيرة، خصوصاً بمنطقه التاريخي والإيماني والقومي. فقد أدخل هذا القرار المنطقة بمشكلة كبيرة جداً وهو غير مدروس وسيرتد سلباً إلى حد بعيد جداً على عملية السلام.
كما سيكون لهذا القرار الكثير من الانعكاسات السلبية التي ستتسبب بمشاكل إضافية في المنطقة وهو لن يخدم عملية التفاهم بين الولايات المتحدة والشعوب في العالم العربي والشرق الأوسط.
لقد كانت ردود الفعل على هذا القرار جيدة في لبنان، ولا بد من تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية ضد قرار ترامب، الأمر الذي سيضع حداً لكل أنواع المزايدات.
إن الحفاظ على القدس ملتقى للأديان وعاصمة لدولة فلسطين يحتاج إلى نقاشات عميقة وكان رفض قرار ترامب أول خطوة مهمة جداً خطاها اللبنانيون كذلك العرب وشعوب المنطقة.. مطلوب رسم الخطوات المستقبلية التي تؤتي ثماراً ملموسة وتحقق نتائج جيدة، وهو ما يتطلب التنسيق والحوار بين العرب والدول الإسلامية وسائر الدول في الغرب انطلاقاً من عدم إضاعة أي فرصة أو إمكانية للوقوف بوجه قرار ترامب ومفاعيله، ولا شك في أن الفلسطينيين هم أكثر من يستطيع رسم الرؤى القابلة للتطبيق من هذا القبيل شرط أن يكونوا موحدين في التخطيط لنهج استرداد القدس. وعلى العرب والدول الإسلامية وسائر الدول، التي ستدعم خطوات الفلسطينيين أن يعززوا التواصل مع الطرف الفلسطيني في كل الخطوات السياسية والدبلوماسية المطلوب القيام بها وصولاً إلى تشكيل جبهة عالمية ضد قرار ترامب.
وفي مطلق الأحوال يجب ألا نغفل عن أن إعلان بيروت الصادر عن القمة العربية عام 2002 يبقى أساس عملية السلام في المنطقة.
ضد الشرعية الدولية
* عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم سلهب: قرار ترامب أحادي وضد الشرعية الدولية التي تعترف بالقدس عاصمة لدولتي فلسطين و««إسرائيل»» والتي تبقى مرجعيتنا بشكل دائم وهي المولجة بمعالجة هذه المسألة وكل مسألة تتعلق بالعلاقات بين الدول والشعوب. وقد سبق للولايات المتحدة أن أقرت بالقدس عاصمة لدولتي فلسطين و«إسرائيل» وها هو قرار ترامب يتناقض مع الموقف الأمريكي الثابت في موضوع عملية السلام في المنطقة.
ولعل هذا القرار سبب مباشر لإعادة المنطقة إلى حالة عدم الاستقرار بينما كانت الأمور تنحو ناحية إدارة الخلافات الإقليمية خصوصاً بالنسبة إلى القضية الفلسطينية وما حصل أتى انقلاباً على هذا المسار بدل تسهيل الأمور وحل المشاكل والمعضلات بدرجة معينة.
الموقف اللبناني في القمة الإسلامية جيد جداً كذلك المواقف الصادرة عن العالم العربي وهي مواقف تشكل خريطة طريق للتعامل مع قرار ترامب وهي تعد بتحقيق نتائج ملموسة ضده. والأفضل للبنانيين أن ينسقوا مع سائر الدول العربية والإسلامية كذلك مع الغرب في مواجهة قرار ترامب. وفي مطلق الأحوال يجب أن يعود الجميع إلى موقف الفاتيكان من القدس من ناحية جعلها عاصمة لدولتي فلسطين و«إسرائيل» وتدويلها لتكون مفتوحة أمام الجميع ومقراً لكل الأديان السماوية.
القدس الشرقية
* يؤكد نائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الوزير السابق سليم الصايغ حرص حزبه على الاعتراف بأن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، وهي مدينة الأديان السماوية كلها، لذلك يجب أن تكون مدينة مفتوحة ومحمية دولياً ليتمكن جميع المؤمنين في العالم من زيارتها وممارسة شعائرهم الدينية فيها، والكتائب هي مع مقاربة جامعة وموضوعية لمسألة القدس وترى في ذلك فرصة لإعادة إنتاج وحدة صف ورؤية طال غيابهما.
* رئيس «الرابطة المارونية» النقيب أنطوان قليموس قال ل «الخليج»، إن المسيحيين اللبنانيين يؤيدون كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي ألقاها في قمة إسطنبول، وإن موقف الرابطة ينسجم مع موقفي الرئيس والكنيسة المارونية لأن استمرار القضية الفلسطينية من دون حل عادل يؤجج الصراع في المنطقة ويرفع من منسوب التوتر ويدخلها في متاهات لا يعرف لها قرار. ويأمل قليموس أن تمر العاصفة التي خلفها قرار ترامب من دون تصدعات لأن ما يجري حالياً غير طبيعي وغير منطقي والتصدي له يكون بالموقف الحازم والحوار الدائم المجرد من أي قيود. ورأى قليموس أن إعلان ترامب وحد المسلمين وكذلك المسيحيين حول عنوان القدس، وأوجد التفافاً بين المكونات الطوائفية في لبنان على قاعدة نصرة القدس والحؤول دون أن تتحول عاصمة لإسرائيل. وهذا هو التحدي الذي يجب الذهاب إليه بوحدة صف وموقف.
مواقف تاريخية
* المحامي سمير عبد الملك، أمين سر تجمع «قرنة شهوان» سابقاً: لن أعيد التذكير بسرد المواقف التاريخية والمسيحية حول القدس، بل أشير إلى ما صرح به البابا فرنسيس خلال زيارته للأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة في أيار/ مايو 2014 من «أن زيارة السجين ليست بحال من الأحوال تأييداً للسجان» رافضاً مخططات الاحتلال التهويدية للقدس..
ولفت عبد الملك إلى ما صدر عن القمة الروحية الإسلامية - المسيحية التي انعقدت يوم أمس في 14 كانون الأول/ أكتوبر 2017 بمبادرة من بكركي والتي صدر عنها موقف موحد حول مدينة القدس رفض قرار الرئيس الأمريكي وجاء في بيان القمة «إن قرار الرئيس الأمريكي صدمنا وصدم به العالم... إنه قرار جائر بحق الفلسطينيين والعرب والمسيحيين والمسلمين وقرار مخالف لقرارات الشرعية الدولية ولمقررات الأمم المتحدة وللقانون الدولي وقد علت أصوات من مختلف الجهات تندد به وتطالب بالرجوع عنه أو إبطاله.. ونطالب مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية الوقوف إلى جانبنا في هذا المطلب...
واعتبر عبد الملك أن القرار العربي والإسلامي والمسيحي الموحد هو القاعدة التي يجب أن ترتكز عليها خريطة الطريق لمواجهة هذا القرار عبر التمسك بقرارات الشرعية الدولية وبالقانون الدولي ودعم كل أشكال المواجهة والتصدي التي يجب أن تكون تصاعدية ومفتوحة.. وهنا تلعب الشعوب الدور الكبير في تحديد أشكال هذه المواجهة المفتوحة.. وللشعب الفلسطيني الدور الأكبر في تحديد هذه المسارات.. لأن «من يأكل العصي ليس مثل من يعدها» كما يقال.
وختم عبد الملك بقوله: «إن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة إلى مدينة القدس يجب أن يشكل الرافعة للبدء في استنهاض قدراتنا وتوحدنا حول قضيتنا المقدسة. لقد رمى الرئيس الأمريكي حجراً محركاً المياه الراكدة، وعلينا تلقف هذه المناسبة للتمسك بالشرعية الدولية أولا، ومن ثم للتوحد حول هذه القضية المقدسة ثانياً، وللتقدم معاً بمطلب واحد يقضي التمسك بمطلب أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وتجييش كافة إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية والمحلية والقيام بحملة تثقيفية داخل مجتمعاتنا وعلى كافة المستويات.. لأن ميزان القوى متحرك، ولن يموت حق وراءه مطالب»..
مدينة الأديان
* أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الراهب اللبناني الماروني الدكتور يوسف مؤنس قال ل«الخليج»، إن الفاتيكان يرى أن القدس هي مدينة مفتوحة لكل الأديان، وليست ملكاً لأحد، ولا يمكن أن تكون كذلك.. إنها ملك جميع المؤمنين بالله، ومن المؤكد أن قرار الرئيس ترامب كان خاطئاً، فليس هو من يهب القدس، والأمم المتحدة أعلنت أن القدس مدينة مفتوحة لجميع أبناء الديانات السماوية، ففيها كنيسة القيامة، تلة الجلجلة، بستان الزيتون، عدا الأرض التي سار عليها السيد المسيح. وأكد مؤنس أن القدس كانت للجميع وأنها كانت أفضل، معتبراً أن الحال التي جعلها عليها ترامب لن تدوم وستذهب مع ذهاب ترامب.
* حبيب أفرام رئيس «الرابطة السريانية» في لبنان قال ل«الخليج» نحن معنيون بمصير هذا الشرق ومتجذرون فيه. ونحن جزء لا يتجزأ من قضايا المنطقة. والقدس هي مدينة السلام، ومدينة رمزية بالنسبة لنا، وهي أرض مقدسة دخلها المسيح وفيها علم وتأمل ومات وقام. ولذا نحن ضد الظلم والتعسف اللذين تمارسهما الدولة «الإسرائيلية» المنغمسة في القهر والرافضة لأي حل للقضية الفلسطينية، ما يخل بقواعد الاستقرار. وهذا يحتم الانخراط في حل حقيقي من خلال دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ومن خلال عودة الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم المشروعة.. هذا ما يراه المسيحيون المشارقة والكنائس في لبنان على اختلاف مذاهبهم. القدس وحدتهم وأوثقت علائقهم بمواطنيهم المسلمين، فمدينة الله تجذب أبناءها وتراهم مستعدين لأي شيء عندما تكون هويتها على المحك.