ابن الديرة
التواصل الاجتماعي وسيلة علم وأداة حرية، ومن غير المناسب أو اللائق تحويله وسيلة جهل وأداة استبداد، حيث الحرية مسؤولية يقيناً، والفوضى ليست الحرية. الفوضى انفلات لا تقره المجتمعات في طبيعتها الإنسانية، وتواجهه المؤسسات والدول بتطبيق القوانين والأنظمة.
ما يقال هنا في المطلق والعام يصح، بالضرورة، في المقيد والخاص، وبلادنا الإمارات في ذلك ليست استثناء، فهذه الدولة المتقدمة على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، تتسم بتطور البنية التقنية في أجواء من الحرية المكفولة بحكم الدستور والقانون، وكان المرجو وما زال، أن يلتزم مستخدمو وسائل التواصل المحددات العامة التي تيسر الأهداف وتحقق التواصل، وتسهم في البناء لا الهدم. الإمارات دولة قانون ودولة سيادة قانون، ومن هنا المنطلق والوصول. من هنا المبتدأ والخبر. من أجل ذلك وضعت التشريعات المواكبة لتنظيم هذا الجانب الحيوي من ناحية الشكل والفن، ومن ناحية المضمون والمحتوى، ففي ما ينشر في وسائل التواصل لدينا خير كثير، وفي الوقت نفسه، لدينا في وسائل التواصل، محلياً، شر كثير مستطير، وهو الأمر الذي لا ينسجم مع أصالة وحداثة هذه الدولة وهذا المجتمع.
المدونون والمغردون مطالبون بالتزام القانون، ولدينا اليوم التشريعات التي تنظم وسائل التواصل بجوانبها المختلفة، فهناك قانون الجرائم الإلكترونية، وقانون الإرهاب، وهناك قانون مكافحة ازدراء الأديان والبغضاء والكراهية، الذي يواجه خطاب التطرف والطائفية والعنصرية، في مجتمع يرفع شعار التسامح، ويفتخر بوزارة للتسامح هي الأولى والوحيدة في العالم.
المدونون والمغردون، خصوصاً الذين يسمحون لأنفسهم بالكلام تحت اسم الإمارات وعلم الإمارات، عليهم أن يكونوا سفراء للإمارات في الحقيقة كما في المجاز، سفراء حقيقيين يسهمون في رفعة الإمارات والدفاع عن جوهر الإمارات، لكن ما نراه اليوم أن بعضهم، وهو بعض، للأسف، كثير أو أصبح كثيراً، يسيء لنفسه ولبلاده وهو يحسب أنه يحسن صنعاً. هذا في حالة حسن النية، وهي ليست حالة عامة، فالبعض، كما يبدو من رصده ومتابعته، يسيء متعمداً، ويحول قلمه معول هدم، غير مكترث بما يفعل أو يقول، فيخالف صراحة قوانين الجرائم الإلكترونية والإرهاب وازدراء الأديان والعنصرية، كما يخالف التقاليد والأعراف الحسنة السائدة في مجتمع مبني على أسس الحق والعدل والمحبة.
وحسنا تفعل النيابة العامة عندما ترصد هؤلاء وتلاحقهم. قضايا هؤلاء لا علاقة لها بالحرية، فالحرية ليست الفوضى، والفوضى تدمير لا تعمير، وقد تسهم تغريدة صغيرة من مسيء لا يفهم ولا يريد أن يفهم معنى المسؤولية، في هدم جهود كبيرة ومتعاظمة قام ويقوم بها الإعلام الوطني الإماراتي المعروف برصانته، وبنقله الواقع، إن خبراً أو رأياً، بكل أمانة وشفافية.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae