هل هو هوس جديد تخلقه التكنولوجيا المتقدمة؟ أم هو بالفعل فكر حقيقي ربما يتحول إلى واقع ملموس تشهده حياتنا في المستقبل؟ والحديث هنا عن الإنسان الخارق، وليس لأسباب افتراضية كأن يكون من كوكب آخر مثل سوبرمان أو أن يرجع الفضل في قوته الاستثنائية إلى لدغة عنكبوت تعرض لعقارات أو إشعاعات «ما كسبايدر مان»، إنما هو أقرب إلى فكرة الإنسان المحسن بفضل التكنولوجيا المتقدمة، الذي تزيد قدراته بفضل زراعة شرائح إلكترونية في جسده.
واستضافت دبي مؤخراً إنساناً لديه هذه الطموحات، طموحات الخلود، الذي تعززه برأيه تقنيات التعزيز البشري، وهو زولتان استيفان، الصحفي ورجل الأعمال المناصر لفكر التعزيز البشري والمرشح المتنافس على منصب حاكم كاليفورنيا، والذي بدأ فعلاً رحلة التحول إلى إنسان خارق على غرار، أيرون مان، بزراعة شريحة في يده تساعده فقط في الوقت الحاضر على فتح الأبواب عن بعد وتشغيل محرك السيارة وغير ذلك من المهام البسيطة التي يتوقع أن تزيد شيئاً فشيئاً في المستقبل القريب لتتمكن وفي غضون أعوام قليلة من تقديم كافة الخدمات التي يقدمها الهاتف المحمول في الوقت الحالي.
وفتح استيفان بطموحاته الحوار أو الجدل حول مدى جدية فكرة التعزيز البشري، فكرة أن يتمكن الإنسان العادي من مضاعفة قدراته من خلال زراعة شرائح إلكترونية، كما أنه يثير الجدل حول مدى مشروعية الفكرة وقابليتها للتحقق.
بحسب استيفان بدأت الفكرة تلقى رواجاً، فهو ليس الوحيد الذي قام بزراعة هذه الشريحة، بل قفز عدد مستخدميها من بضعة عشرات قبل عام إلى أكثر من 40 ألف شخص في الوقت الحاضر.
لا جدل هناك في أن فكرة الخلود حلم لهث وراءه الكثيرون، وبذل البعض كل ثمين لنيل الحلم بعيد المنال، لكن هل يمكن أن تحمل فكرة دمج الإنسان والآلة تفسير هذا الحلم؟ وهل يحقق الإنسان طموحه في حياة أطول وقدرات أفضل بتحوله إلى شبه إنسان وشبه روبوت؟ هذا ما ستوضحه السنوات القادمة.
دبي: عبير أبو شمالة