غدا يبدأ «عام زايد»، ليوثق تاريخاً استثنائياً مضيئاً وحاشداً، بسجل إنجازات حافل بعطايا، ومكارم، ووقفات، ومواقف راحل غال على قلوب وأفكار وعقول الجميع، فبدءاً من اليوم وعلى مدار الشهور الأثنى عشر المقبلة، تتكثف الذكرى الحية أبداً لزايد الخير طيب الله ثراه، بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده.
2018 عام سيكون مختلفاً بمشيئة الرحمن في زواياه وجوانبه المتنوعة، حيث سيحمل في طياته تأكيداً متجدداً لاعتراف جمعي، ضمني، وعلني بدور المغفور له بإذن الله تعالى الأب الكبير المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، في بناء إمارات العزة، والكرامة، والشموخ، والرفعة، والأعراف، والعادات والتقاليد، والقيم، والمبادئ الأصيلة.
عام سيسرد ويسترجع الجميع فيه مآثر الراحل الكبير، حكيم العرب، الذي قامت على سواعده دولة يتحاكى بها القاصي والداني في كل ما يعمها من رقي، وتميز، وتحديث، وتطوير، وتحضر، وصل إلى حد التخطيط للوصول إلى الفضاء الخارجي، وقهر المستحيل، وكسر حاجز الصعب، والتواصل مع ما اكتنفه الغموض طويلا، وفك طلاسم مازالت تقف دول كثيرة أمامها عاجزة، رغم ما ترفل فيه من تقدم، فيوم قال زايد «الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على الماضي، وقسوة ظروفه» وكانت مقولته تلك ترجمة حقيقية لواقع معاش، ومسيرة عمل متميزة علت فيها مكانة الإمارات إلى عنان سماء التقدم، والفخر.
مكانة استثنائية
«عام زايد» عنوان أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لعام 2018، للاحتفاء بالقائد ولإبراز دوره في تأسيس الدولة، ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة، وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، فضلاً عن تخليد شخصية الراحل الكبير، ومبادئه وقيمه عالمياً كمثال لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم، ومن أكثرها إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته، وأيضا لتعزيز مكانته بوصفه رمزاً للوطنية وحب الوطن، وتخليد إرثه رحمه الله عبر مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.
وفي ذلك جاء تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن اختيار عام 2018 ليكون «عام زايد» يجسِّد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لدى كل إماراتي؛ كونه القائد المؤسِّس لدولة الاتحاد، وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها الدولة على المستويات كافَّة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء، في الإمارات والخليج، وعلى المستويَين العربي والدولي، واعتبر سموه أن «عام زايد» سيكون عاماً يستشعر فيه الوطن مآثر زايد وإرثه العظيم، ليعايش أبناؤه حقبة مفعمة بالخير والعطاء، ستظل محفورة في وجدانهم، قائلاً: «عام زايد عام يحافظ فيه الوطن على إرث زايد، ويعيش أبناء الوطن قيم زايد، ونعمل معاً وفق رؤية زايد».
الميلاد والنشأة
وحين التحدث عن «عام زايد» لابد أن نستذكر السيرة الذاتية للراحل الكبير، فهو الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان الفلاحي، ولد يوم6 مايو 1918 بإمارات الساحل المتصالح، ولد في الجزيرة المطلة على الخليج العربي «أبوظبي» والتي أطلق عليها هذا الاسم كما تقول أغلب الروايات بسبب كثرة الظباء فيها، فيما لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولم يتعود جسده ملمس ونعومة الحرير، حيث فتح زايد عينيه على قومه، وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر، وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شيء إلا الكرامة والإباء، وكان طفلاً صغيراً يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن مقر الحكم في أبوظبي الذي بناه الشيخ شخبوط الأول عام 1793بعد انتقاله إلى أبوظبي من ليوا، وولد فيه الشيخ زايد بن سلطان الثاني وعاش فيه طفولته وشبابه.
توفي الشيخ سلطان بن زايد سنة 1926 وابنه زايد في مرحلة الصبا وانتقل من مرحلة مبكرة من شبابه إلى العين التي تولى حكمها في ما بعد.
شخصية مرموقة
وتلقى الشيخ زايد العلم على يد عبد الله بن غانم لمدة عامين، ثم سعى في مرحلة الصبا والشباب إلى المزيد من التحصيل العلمي بجهده الخاص، فحفظ ما تيسر من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ومعرفة قواعد الشريعة الإسلامية وسيرة النبي المصطفى، وفي السنوات المبكرة من حياة زايد كانت سورة الفاتحة هي أول ما تنامى إلى سمعه، حتى بدأ يردد آيات سورة الفاتحة كما يتلقنها تماماً، ثم يحفظها عن ظهر قلب على ضوء مصباح خافت يشتعل بزيت الزيتون، وشيئاً فشيئاً تدرج مع الآيات والسور، وأصبح له باستظهار آيات القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولع شديد، كما فهم وحفظ نماذج من عيون الشعر العربي كأشعار المتنبي، وأبي تمام، ونظم الشعر النبطي، وألم بقيم البادية وأعرافها، واكتسب المهارات الحياتية المطلوبة في مجتمعه كالصيد والفروسية والرماية.
وبمرور الوقت انعكست نشأة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه لتشكل منه شخصية مرموقة تتسم بالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال، وتطغى عليه الحكمة، وعمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبة التوازنات القبلية، وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفين فيما بينهم، وأيقن بحكمته المعروفة أن صراع البقاء سيبقى هاجس جميع القبائل، وأن النزاعات الناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام، ولمع نجمه إبان المحادثات الخاصة بحل النزاع حول منطقة البريمي الحدودية فنظر إليه الناس باحترام وإعجاب شديدين.
حكم العين
تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، فوضع خطة دقيقة لاستثمار إمكانات المدينة وعمل بدأب على تحقيق تلك الخطة، ولم يكن بينه وبين شعبه حجاب فهم جميعاً يستطيعون الذهاب إليه، ويقولون ما عندهم، حيث أكد لهم ضمنياً أن الحاكم منهم، ولا يعلو فوقهم، وتحولت العين في عهده وعلى يده إلى جنة خضراء، في ما أحس زايد منذ أن تولى أمورها وضواحيها بحاجة الشعب إلى إصلاحات كثيرة، وكان لا يملك سوى القليل حتى من الماء مصدر الحياة وعمادها، ولكن ندرة الماء، والمال، والإمكانيات، لم تقده إلى اليأس، حيث بدأ في إصلاح الأفلاج القديمة، وحفر آباراً جديدة للتوسع في زراعة الأرض، ومنها فلج الصاروج في مدينة العين.
وبفضل توجهات زايد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم «المدرسة النهيانية»، كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ليحول الشيخ زايد ما كان يحلم به إلى حقيقة واقعة، وكان أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين قرار الشيخ زايد بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع، إضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية، ومضى زايد على طريق الإصلاح فلم يترك ميداناً دون أن يطرقه حتى عرف بأنه «رجل الإصلاح الكبير». وكانت كل تلك الإصلاحات والإنجازات تبشر بأن زايد هو الرجل الموعود لحكم إمارة أبوظبي.
تولي القيادة
وتولى زايد مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي في السادس من أغسطس عام 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفاً لشقيقه شخبوط، لتبدأ مرحلة جديدة من الإنجازات، حيث وضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وبدأ بدفع أبناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية، كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات، ولم تمض أيام على تسلمه الحكم حتى أعلن زايد عن إقامة حكومة رسمية ذات إدارات ودوائر، وأسند إليها المهام اللازمة لتسيير الدولة.
وكانت الأولويات إقامة المدارس، والمساكن، والخدمات الطبية، وإنشاء ميناء ومطار، وشق الطرقات، وبناء جسر يربط بين أبوظبي واليابسة، وأصبح هدير الآلات في كل مكان، وانتقل الآلاف من الأكواخ إلى البيوت الصحية النظيفة وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء، ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت، وانتقل التعليم من نظام الكتاتيب إلى المدارس العصرية، وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد، وفتحت عشرات الفصول الجديدة لمحو أمية من فاتهم قطار التعليم، وبدأت العيادات في تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء، بعد أن حرموا من الرعاية الصحية طويلا ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود، كما أولى زايد اهتماماً خاصاً بالبيئة فأنفق مبالغ طائلة على عملية تشجير مدينة العين وإمارة أبوظبي، وقال حينذاك زايد: «إن عملية التنمية والبناء والتطوير لا تعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة».
الدولة الاتحادية
وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971 تكون اتحاد من ست إمارات «أبوظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، الشارقة، أم القيوين» وعرف باسم الإمارات العربية المتحدة، وقد انتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد آل مكتوم نائباً للرئيس، وانضمت رأس الخيمة بعد فترة وجيزة إلى الاتحاد الذي أعلن رسميا في 11 فبراير/ شباط عام 1972، حيث عندما أعلن البريطانيون رغبتهم في الانسحاب من منطقة الخليج بعد 150 عاماً من السيطرة التامة، اغتنم زايد الفرصة ليرسم بحكمته وذكائه المستقبل السياسي للمنطقة، فأقنع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي حينها بالانضمام إليه في بناء دولة اتحادية من تسع إمارات هي أبوظبي، ودبي، وعجمان، والفجيرة، ورأس الخيمة، والشارقة، وأم القيوين، إضافة إلى البحرين، وقطر اللتين فضلتا العمل للحصول على استقلال كامل ما دفع زايد إلى مضاعفة جهوده لإقامة الاتحاد مع الإمارات المتبقية.
نهضة شاملة
كثف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جهود البناء بعد قيام الاتحاد ورفع من وتيرة العمل في سائر المشاريع الحيوية والمهمة، فازدادت المساحات الخضراء، والأراضي الزراعية، وعمت المحاصيل الزراعية الأسواق، ووفقاً لوزارة الزراعة والثروة السمكية على موقعها على شبكة الإنترنت، فإن إجمالي المساحات الخضراء في الدولة وصل في عام 1998 إلى نحو 1,2 مليون دونم بينما وصل إجمالي مساحة الأراضي الزراعية إلى ما يقارب 617 ألف دونم من بينها 591 ألف دونم مخصصة لزراعة النخيل.
كما امتدت شبكات المياه والكهرباء في أنحاء الدولة لتؤمن احتياجات المواطنين من المياه العذبة وتفي بالاحتياجات الزراعية، وتبعاً لإحصاءات وزارة المياه والكهرباء فقد وصل إجمالي استهلاك المياه يوميا إلى ما بين 250 مليون جالون و 300 مليون جالون، فيما ساهم مشروع الربط الكهربائي الموحد بين إمارات الدولة في سد احتياجات الإمارات كافة من الطاقة.
فضلا عن النهضة الصناعية الكبيرة التي شهدتها الدولة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث أقيمت المناطق الصناعية، والمؤسسات المشرفة على إدارة الشؤون الصناعية في الدولة، واستثمرت مبالغ كبيرة في عملية النهوض بالصناعة الوطنية، لتأمين مصادر بديلة للدخل، ووصلت هذه المبالغ في عام 1995 إلى نحو 13,7 مليار درهم، ومن خلال إحصاءات وزارة المالية والصناعة فإجمالي عدد المنشآت الصناعية في الدولة بلغ في عام 2003 نحو 2795 شركة ومصنعاً، خلاف النهضة العمرانية من شق الطرق، وتشييد الجسور حيث يتجاوز إجمالي طول شبكة الطرقات في الدولة اليوم سبعة آلاف كم من الطرق السريعة المعبدة.
التعليم للجميع
وهناك الاهتمام بالتعليم الذي أولاه الشيخ زايد، رحمه الله، جل اهتمامه، «فالمدرسة النهيانية» افتتحت في عام 1959 في العين، وتزايد عدد المدارس والجامعات في الدولة، وكان توفير التعليم لجميع مواطني الدولة إحدى أهم مبادرات الشيخ زايد لتطوير الإمارات، وفي إطار هذه المبادرة تم بناء المدارس والمراكز التعليمية في جميع أنحاء الدولة، كما تم استقدام المدرسين من الدول العربية الأخرى لتعليم الأجيال الشابة،.
وبلغت جهود الشيخ زايد أوجها عندما نجح في تأسيس كثير من المؤسسات التعليمية المعتمدة، مثل «جامعة الإمارات»، و«كليات التقنية العليا»، و«جامعة زايد»، كما احتضنت الدولة كثيرًا من الجامعات والكليات الخاصة، مثل «جامعة أبوظبي» و«جامعة عجمان للعلوم والتقنية»، وغيرهما، كما كانت دولة الإمارات أيضاً إحدى أوائل الدول التي أدخلت مهارات الحاسب
الآلي ضمن مناهجها الدراسية، فيما على الجانب الطبي برزت الإنجازات التي تحققت على يد الراحل الكبير بارتفاع عدد المؤسسات الطبية العاملة في الدولة من مستشفيات حكومية، وخاصة، ومراكز صحية حكومية، وصيدليات تؤمن الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وغير ذلك.
مواقف سياسية وطنية وقومية تاريخية وبارزة
أسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، سياسة خارجية متميزة، تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة القضايا كافة، كما قامت على السلام، منطلقاً من إيمانه بأنه حاجة ملحة للبشرية جمعاء.
وكان زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»، وفي محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، مما أثر في الموقف الدولي لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول في الإمارات إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول في المعركة، وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر، قال الشيخ زايد إن «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي»، فأصدر أوامره لوزير البترول بأن يعلن في الاجتماع الوزاري باسمه فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التي تساند «إسرائيل»، فشكل ذلك ضغطا كاملا على القرار الدولي بالنسبة للمعركة، التي اعتبرها حرب التحرير.
كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد «إسرائيل»، مؤكداً أن «المعركة هي معركة الوجود العربي كله، ومعركة أجيال كثيرة قادمة، علينا أن نورثها العزة والكرامة»، كما قدم
الشيح زايد الدعم لمصر في حرب أكتوبر.
كما زود زايد مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا، وإرسالها مع مواد طبية، وعدد من عربات الإسعاف، وتموينية، بصورة عاجلة مع بدء الحرب، دون أي مقابل.
ذريعة الجزر
ورفض الشيخ زايد اعتبار قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران ذريعة للعراق في استمرار الحرب مع إيران، وكان لدولة الإمارات العربية المتحدة موقف عبرت عنه من خلال مشروع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الهادف إلى وقف الحرب العراقية الإيرانية.
عقب الغزو العراقي للكويت، لجأ 66 ألف كويتي إلى الإمارات في أعقاب ذلك، واستقبلهم الشعب الإماراتي وأمر الشيخ زايد بتوفير السكن لهم، ومنحهم مساعدات مالية، بالإضافة إلى إعفائهم من دفع أي رسوم للعلاج الطبي.
كان لدى الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح توجه وحدوي بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحقق ذلك في 25مايو 1981م في أبوظبي، وتم اختيار الشيخ زايد رحمه الله بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأول رئيس دولة يوقع على ميثاق المجلس.
إسهامات خيرية وعطاء إنساني بالمليارات
الأيادي البيضاء للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعطاياه، وإسهاماته الخيرية والإنسانية في جميع أنحاء العالم كانت من الزخم، والسخاء، إلى حد لافت، ولدرجه يصعب حصرها، أو قصر الحديث عنها في مجرد أسطر، وكان منها الآتي وفقا لما قدمه كتاب «زايد.. رائد الخير» عن أهم محطات مسيرته في البذل والعطاء الإنساني والخيري بدءاً من لحظة توليه الحكم في إمارة أبو ظبي عام 1966 وحتى عام 2000:
* في 22 مارس 1969 قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي منحة قدرها ثلاثة ملايين ومئة وستون ألف دولار لجامعة أريزونا الأمريكية لإقامة مشروع تحلية مياه البحر وبناء محطة كهرباء على جزيرة السعديات•
* في سنة 1971 وبعد قيام الاتحاد تبرع بمبلغ 50 ألف دولار أمريكي لدعم أنشطة منظمة اليونيسيف في برامجها الهادفة لمساعدة الطفولة.
* في 17 يونيو عام 1971 أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» عن تبرع الشيخ زايد بمبلغ 20 ألف دينار بحريني لدعم صمود غزة ضد الاحتلال الصهيوني.
* في 7 فبراير 1972 قرر الشيخ زايد مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء والحكومة اليمنية، وفي 11 مارس 1974 قدم مبلغا إضافيا قدره مليون وسبعمئة وعشرة آلاف دولار لتكملة المشروع.
* وفي 1 مارس 1972 تبرع بمبلغ 50 ألف دينار بحريني لإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية،
* وفي 15 مارس 1972 تبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لحل مشكلة العطش في السودان.
الدم العربي
* في عام 1973 حدث الموقف التاريخي العظيم للشيخ زايد حين قال إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، داعما لموقف مصر وسوريا في حرب أكتوبر لتحرير الأراضي العربية المحتلة.
* وفي 1 مايو 1974 أعلن زيادة رأس مال صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي بمقدار أربعة أضعاف ليصل إلى 500 مليون دولار، وفي 6 نوفمبر 1974 قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دفعة مالية جديدة للبنك الإسلامي للتنمية بلغت 10 ملايين دينار إسلامي ليرتفع مجموع مساهمات الدولة في البنك إلى 110 ملايين دينار إسلامي•
* وفي 28 يناير 1976 م قدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية.
* وفي 11 فبراير 1976م قدم قرضين لدولة البحرين بقيمة 160 مليون درهم لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية•
* وفي 16 فبراير 1976 م وبتوجيهات من الشيخ زايد قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب جواتيمالا
* وفي 29 فبراير 1976 قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة قرضا بدون فوائد إلى منظمة اليونيسكو تبلغ قيمته مليونين و400 ألف دولار، وفي 26 يونيو 1976م، منح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضا بقيمة 40 مليون درهم لتمويل مشروعات إنمائية في بنجلاديش.
طريق صنعاء - مأرب
* في 29 سبتمبر 1976 حضر الشيخ زايد الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لطريق صنعاء - مأرب والذي بلغت تكاليف إنجازه 187 مليون ريال يمني على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة.
* وفي 22 ديسمبر 1976 قدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 5,16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان، وفي 17 فبراير 1982م تبرع بمبلغ 500 ألف دولار لمشروع مبنى الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في كراتشي، وفي 28 مارس من نفس العام منح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً لمنظمة دول حوض نهر السنغال قيمته 259مليون درهم، وفي 10 إبريل 1982 وبتوجيهات من الشيخ زايد قدمت الإمارات مساعدة عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن.
* وفي 11 فبراير من عام 1990م تبرع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ عشرين مليون دولار لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
* وفي 16 مايو 1990 تبرع بنصف مليون دولار لدعم جمعية الصداقة بين الإمارات والصين، وفي 26 من شهر فبراير في سنة 1992 وقع صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي في دمشق ثلاث اتفاقيات مع سوريا لتمويل ثلاثة مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم.
* وفي 19 سبتمبر 1992 تبرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا.
* وفي 26 ابريل 1993 تبرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بعشرة ملايين دولار لمساعدة شعب البوسنة والهرسك على تجاوز محنته.
* وفي 25 يونيو من عام 1994م تم التوقيع على الاتفاق لإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطة المسلمين الصينيين ونشر الدعوة الإسلامية بتكلفة 3,1 مليون درهم.