جزم الدكتور موسى عباس الباحث الأكاديمي بأن منتخب الإمارات سيحرز لقب كأس الخليج «خليجي 23» المقامة حالياً في الكويت، مؤكداً أنه المرشح لتخطي عقبة منتخب العراق الثلاثاء في الدور نصف النهائي، مستعيناً بمقولة إن «الفريق الذي لا يدخل مرماه أي هدف بعد ثلاث مباريات فمن الصعب أن يعود بدون بطولة».
وانتقد الدكتور موسى بعض المحللين الذين هاجموا أسلوب لعب المنتخب «3-4-3»، واتهموه أنه يفتقد الشخصية، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك.
قال موسى عباس: «أولاً يجب التأكيد أن تقويم المنتخب الآن لا يجوز، حيث إن التقويم يكون بعد نهاية البطولة وليس خلالها، أما الذين يقولون إن المنتخب يفتقد الشخصية الفنية فهذا خطأ أيضا، وهناك فرق كبير بين الشخصية وأسلوب اللعب، ولا يمكن لمنتخب يفقد شخصيته وطريقة لعبه ولا يدخل مرماه أي هدف ويتأهل إلى نصف النهائي».
وامتدح موسى عباس لاعبي المنتخب الإماراتي، وقال إنهم يمتلكون القوة والصلابة العقلية، والأخيرة خصوصا يمتلكها عموري ومبخوت وأحمد خليل وهي غير موجودة عند المنتخبات الأخرى، وأي لاعب لو مر بما واجه عموري ومبخوت وأحمد خليل من تحديات وإصابات وخوض مباريات دون توقف لما استمر في اللعب، فهم ليسوا آلات تعمل، وحتى الآلة تحتاج إلى صيانة، فما بالك بلاعبين لم يرتاحوا أبدا، ومن الطبيعي أن يكونوا مرهقين.
وقال موسى عباس إن الصلابة العقلية تبدو واضحة أيضا من ثقة اللاعبين بأنفسهم ومن روح التحدي التي تظهر في تصريحاتهم، وكذلك التحكم، رغم أنهم يعيشون تحت ضغوط البطولة.
ورأى موسى عباس أن من يحلل ويقوم المنتخب، لم يعطه حقه الذي يستحقه، فكيف ننتقد منتخباً لم يخسر أي مباراة ولم يدخل مرماه أي هدف، ووصل بجدارة إلى نصف النهائي؟
وأكمل: الذي يميز المنتخب حاليا في كأس الخليج انه عنده صبر والتزام داخل الملعب، وكرة القدم حسب العلم التدريبي هي تجارة، ولا سيما في البطولات المجمعة التي تقام بنظام الكؤوس، والقياس فيها يكون من خلال النتائج وليس الأداء الفني.
واستدل الدكتور موسى أن «منتخب الإمارات يملك الشخصية وذلك من خلال اللعب بنفس الوتيرة في المباريات الثلاث، كما انه يمتلك خصوصية غير موجودة عند المنتخبات الأخرى، وهي تواجد اللاعبين مع بعضهم منذ 8 سنوات، وحتى الجدد أو الذين أضيفوا إلى التشكيلة مثل محمد برغش وخليفة مبارك وعلي سالمين، ظهروا بشكل مميز».
كما أثنى على عدم وجود المزاجية عند لاعبي المنتخب، وكذلك الترابط العاطفي فيما بينهم كبير جدا، ويظهر في كثير من المواقف، كما أن لدى الفريق شخصية واضحة، اكتسبها كفريق منذ زمن، ولا يمكن أن يأتي ناقد مع احترامي لرأيه لينفي ذلك، فالشخصية بناها المنتخب منذ 8 سنوات، وهو لن يفقدها في شهر ولن تختفي بمجرد خوض مباراة أو بطولة.
وأكد موسى عباس: كمراقب عندما تريد أن تتحدث عن أي منتخب تطالع جدول الترتيب وتسأل عن مركزه والنقاط ونسبة الأهداف، وما دام منتخب الإمارات حصد النقاط الممكنة للتأهل إلى نصف النهائي، ولم يدخل مرماه أي هدف، فهذا يعني أن لديه التزاما تكتيكيا على أعلى مستوى، وأقول أيضا للمنتقدين إن الفريق الذي ليس لديه نظام لعب هو من يفوز، بل الذي يعرف كيف يدير اللعب لتتكيف مع أسلوبه.
وأعتبر أن منتخب الإمارات على العكس مما يقال لديه أسلوب واضح، فهو في حال الدفاع تكون طريقته 3-4-3، وفي حالة الهجوم أو عندما يمتلك الكرة يتغير النظام، لذلك رأينا في أكثر من مباراة أن محمد برغش وعلي سالمين وخليفة مبارك قريبون من مرمى المنافس.
وقال الدكتور موسى عباس مفسرا نظريته: «لذلك قلت إن كرة القدم هي تجارة والأهم فيها هو ماذا جنيت، أي الحصاد، لا يهمني إن كنت استحوذت على الكرة لمدة 90 دقيقة وخسرت في النهاية، ولا يهم أن أحصل على 20 فرصة، بل ما يهمني كم هدفا سجلت منها، نحن لا نعيش في «المدينة الفاضلة» لأفلاطون الذي كان يريد أن ينام ويصحو ويرى كل شيء من حوله جميلا ومثاليا، في كرة القدم لا يوجد مثالية مطلقة، بل مبدأ واضح، هو الإيجابية والاستفادة القصوى من الفرص التي تصنعها لتسجلها، وعدد الفرص ليس المقياس بل كم تسجل منها».
وقال الدكتور موسى عباس: «ليس وقت الحديث الآن عن تقويم المنتخب وجمالية الأداء الذي يقدمه، بل الحديث يجب أن يكون عن ماذا حقق، والواقع يقول إنه يسير في الطريق الصحيح، ما دام وصل إلى نصف النهائي».
وتحدث موسى عباس بثقة عن قدرة «الأبيض» بالفوز على العراق الثلاثاء، لأن المنتخب الإماراتي يملك رباعيا هجوميا قويا بوجود عموري وعلي مبخوت وأحمد خليل وإسماعيل الحمادي، وفي لحظة التجلي لأي منهم يمكن أن يقلب أي مباراة رأساً على عقب.
واعتبر أن «المنتخب العراقي من الناحية الدفاعية ضعيف، ولا سيما على الأطراف، وهو يعطي مساحة للمنافس يمكن النفاذ منها، لذلك يجب أن تكون رغبة منتخب الإمارات وجمهوره أكبر للفوز بغض النظر عن كل ما يقال، عن قوة المنتخب العراقي واعتباره من قبل بعض النقاد الأفضل مع عمان في البطولة حتى الآن استنادا إلى الإحصاءات، لكن ليس المهم أن يكون لاعبو العراق أو عمان جروا 20 كلم في المباراة، بل المهم أن تسجل، وعموري حتى ولو جرى 6 كلم ولكن في كرتين يمكن أن ينهي المباراة لصالح فريقه».
وأكد أن «الروح القتالية عند لاعبي الإمارات ستكون أقوى الثلاثاء، وأعود وأكرر إن المنتخب العراقي لديه عيوب، وهو غير ملتزم تكتيكيا، وسيكون اللقاء معه أسهل من لقاءات الدور الأول، لأن لدينا الكفاءة الخططية، ونملك لاعبين مثل عموري وأحمد خليل وعلي مبخوت يصنعون الفارق، ولنسأل هل يوجد لاعبون آخرون في المنتخبات الأربعة التي وصلت إلى نصف النهائي بمستواهم؟ الجواب بالتأكيد سيكون، لا، لذلك أنا متفائل بأن منتخب الإمارات ذاهب للمباراة النهائية ثم الفوز باللقب، والبطولة لن تخرج من يد منتخب الإمارات، لأن الخبرة والصبر والصلابة العقلية عندنا أفضل».
وقال موسى عباس: «سبب تفاؤلي، أن لدينا قوة دفاعية ظهرت بوضوح في الدوري الأول، كما لدينا قوة هجومية، بوجود الرباعي الذهبي( عموري ومبخوت وأحمد وإسماعيل)، كما أن دعم القيادة والشعب موجود، لذلك الإمارات أقرب منتخب للفوز بكأس الخليج، وتخطي منتخب العراق مسألة وقت ليس إلا، لأنه تكتيكيا نحن الأفضل منه، وصحيح أن العراق لم يخسر حتى الآن، لكن في المقابل لم يختبر جديا، ولم يجد المنافس الذي يهاجمه بشكل صحيح ويستغل ثغراته الدفاعية».
وراهن موسى عباس على أن عموري ومبخوت وأحمد وإسماعيل سنراهم في المربع الذهبي غير، ووجه رسالة إلى لاعبي الإمارات بالقول: «يجب أن يكون عندنا الذكاء الانفعالي، وحتى لو تقدم الفريق المنافس، حافظوا على رباطة الجأش، الصبر هو المطلوب».
أما عن قول البعض إن مهاجم المنتخب علي مبخوت لا يقاتل خلال المباريات ويبدو كمن يتنزه، فهذا يدل على عدم إلمام قائله بعلم التدريب، فهل يعلم من يقول ذلك أن مبخوت مرهق؟ وهو لعب سبع مباريات في ظرف 23 يوماً، منها أربع مباريات تتطلب جهدا كبيرا في مونديال الأندية حيث واجه الجزيرة أوكلاند سيتي ثم بطل آسيا، وريال مدريد بطل أوروبا، وباتشوكا المكسيكي بطل الكونكاكاف، قبل أن يخوض ثلاث مباريات مرهقة أيضا في كأس الخليج.
ويتابع الدكتور موسى: «يوجد فرق كبير بين لاعب ليس لديه روح قتالية ولاعب مرهق، وعلي مبخوت مجهد، وهذا شيء واضح حيث خاض سبع مباريات في فترة متقاربة، وهو يحتاج إلى استشفاء أكثر لكن الظروف فرضت على المدرب زاكيروني الدفع به، لذلك يحاول إراحته في الدقائق الأخيرة من المباريات الثلاث في كأس الخليج».