Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

صيف «هوليوود»لا يستوعب 20 فيلماً

$
0
0
محمد رُضا

هناك ما يمكن التكهن به بسهولة فيما يتعلق بالسنة الجديدة سينمائياً. في الواقع يمتد هذا التكهن ليشمل السنوات المقبلة كلها. إنه عبارة عن حقيقة أن السينما ستبقى منقسمة بين فريقين: واحد ينظر إليها ويمارسها على أساس ترفيهي وكصناعة جماهيرية، والآخر يعتبرها ويزاولها تبعاً لإيمان راسخ بأن عليها أن تكون فنية في المقام الأول وجادة في المقام الثاني. البعض لا يمانع في أن تكون جادة أولاً وفنية ثانية.
لا مانع من أن يحاول البعض الدمج بين الناحيتين، لكنه لن يكون دمجاً سهلاً. لدينا الماضي بأسره برهاناً على هذه النقطة، فالعمل على منح المشاهد فيلماً للترفيه وفي الوقت ذاته مدعاة للتفكير الجاد وبث الوجدانيات والمعالجات الفنية يتطلب مقدرة فذّة لا يمتلكها سوى قلة من المخرجين حول العالم: مارتن سكورسيزي، كريستوفر نولان، ديفيد فينشر، بدرو ألمادوفار، أليخاندرو غونزاليز إيناريتو، كلينت ايستوود، كينيث براناه .
يتبلور هذا التقسيم في اتجاهات محددة: صالات السينما تستوعب الأفلام الترفيهية. المهرجانات تضمن الأفلام الفنية. الفريق الثالث يتوزع بين الاثنين. وفي خضم هذا وذاك تتعامل السينما مع حركة لولبية لا تتوقف. أقرب إلى دولاب كبير يواصل الدوران حول نفسه اثنتي عشرة مرّة لاثني عشر شهراً قبل أن يعود إلى بدايته مرّة أخرى. حركة تؤمن لمشاهديها ما يرغبون في مشاهدته في أي شاكلة أو منهج ولصانعي السينما، إما الربح الوفير ،وإما الجوائز الخالدة. في نهاية المطاف، كل مخرج جديد عليه أن يحدد انتماءه ويعمل بهذا المقتضى.
العام الجديد حافل بكل شيء. سيبدأ يداً بيد، ففي الوقت الذي لن تتوقف فيه «هوليوود»، والمراكز التجارية الأساسية لصناعة السينما مثل فرنسا والهند وإسبانيا (كل للناطقين بلغته أولاً) وتتقدم في العام الجديد لتطرح ما لديها جنباً إلى جنب ما تزدحم به الفترة ذاتها من مناسبات فنية كبيرة، تبدأ بجوائز «جولدن جلوبس» وتنتهي في الشهر الثاني بحفلتي الأوسكار الأمريكي و«بافتا» البريطانية، مروراً بمهرجان برلين وما يعرضه.
العام المنصرم، 2017، لم يكن جيداً على صعيد الإيرادات. الغلة لم تكن وفيرة بحيث تعتبر شركات السينما حول العالم، خصوصاً الهوليودية، بأن السنة المنتهية كانت من بين السنوات الجيدة.
على العكس، إيرادات السينما الأمريكية تحديداً، كانت الأسوأ لأكثر من عشر سنوات، إذ استحوذت على 3 مليارات و800 مليون دولار 6‪.‬5 في المئة هبوطاً عن إيراد العام 2016 عندما تجاوز الإيراد 4 مليارات دولار. الرقم الجديد من الدلالة بحيث لا يمكن مقارنة هبوطه إلا بالعودة إلى سنة 2006 عندما اكتفت الأسواق بنصيب لم يتجاوز 3 مليارات و600 مليون دولار.
أحد الأسباب المهمّة أن أفلام موسم الصيف (حيث تسجل الأفلام أعلى إيراداتها) لم تقدر على إنجاز ما اعتقدت أنها ستنجزه منه. في الواقع، لم يكن من بينها فيلم جيد وحافل حتى على المستوى الترفيهي، لكن صيف 2018 يعد بغير ذلك.
كما يعلم المتابعون جميعاً، موسم الصيف هو الموسم الذي يتم فيه إطلاق السلاسل السينمائية. تلك الأجزاء المكملة لما سبق أو تلك التفرعات الناتجة عنها. لكن هذا لا يعني أن هذا الموسم هو الوحيد الذي يحظى بمثل هذه الأفلام. ولن يستطع ذلك حتى وإن حاولت شركات التوزيع وصالات السينما الأمريكية حشر أفلامها في غضون الأشهر الثلاثة أو الأربعة التي يتكون منها الموسم.
وهناك سبب جوهري لذلك: هذا العام لدينا ما لا يقل عن عشرين فيلماً تابعاً لعشرين سلسلة، بينما عدد أسابيع الصيف لا تزيد ولا تنقص عن اثني عشر أسبوعاً. وحتى عندما يبدأ الصيف الهوليودي باكراً، بحلول مايو/‏ أيار، فإن عدد الأسابيع ما زال لا يكفي لاستيعاب كل الأفلام خصوصاً أنه من الضروري ترك فسحة أسبوع بين الفيلم الكبير والآخر ما ينتج عنه تقليص فرص عرض العديد من الأفلام المسلسلة.
هذا إلى جانب عدد كبير من الأفلام التي تحتشد للفرصة الذهبية ذاتها من دون أن تكون أفلام مسلسلات.
أفلام التشويق

إذاً ما الذي لدى مدافع هوليوود من أفلام تطلقها في فئة أفلام السلاسل؟
يبدأ العام بالجزء الرابع من «داخلي» وهي سلسلة من أفلام الرعب التي يعود سبب استمرارها حقيقة أنها قليلة التكلفة، بحيث لا تشكل عبئاً اقتصادياً إذا ما فشلت. وأفلام الرعب متعددة وكثيرة ولا تنتظر أن تتبع سلسلة. من الشهر الأول من السنة الجديدة لدينا «سايكوباث» «يوم دم الموتى» إضافة إلى «داخلي 4».
في الشهر الثاني تتحول الدفة إلى أفلام التشويق والحركة أكثر من سواها فنجد أمامنا «أفعال عنف» من بطولة بروس ويليس و«ماري الفخورة» وهو «أكشن» نسائي مع تاراجي هنسون في البطولة بينما يتولى ليام نيسون بطولة «المتنقل» (تقع معظم أحداثه في قطار) وينتقل كل من مايكل شانون ومايكل بينا وكريس همسوورث والمغربي سعيد تاجماوي إلى الحرب ضد الإرهاب في «قوة ال 12» بينما يضطلع جيرالد بتلر ببطولة «مجموعة من اللصوص».
أولى السلاسل الكبيرة (ولو نوعاً) سيحط في نهاية الشهر الأول من السنة تحت عنوانه «راكضو المتاهة 3»، حول تلك العصبة من الشبان والبنات الذين ما زالوا يواصلون البحث عن مهرب من متاهة أرضية كبيرة.
في حجمه، وفي الشهر الثاني من العام، تواصل هوليوود تقديم تلك الحكاية الساخنة المسماة «خمسون ظل من الرمادي» مع داكوتا جونسن. وفي الشهر الثالث «باسيفيك ريم» الثالث مع سكوت إيستوود (ابن كلينت) وكان الجزء الأول حقق نجاحاً كبيراً قبل عامين.
إذ يحل الصيف باكراً وقبل موعده الرسمي، وذلك في مطلع مايو/‏ أيار تتدحرج هذه السلاسل قدما وتبدأ بالفصل الثالث من «ذا أفنجرز» مع روبرت داوني وتوم هولاند وكريس همسوورث من بين آخرين.
وقبل أن تهدأ زوبعته ينطلق فيلمان معا هما Deadpool 2 مع رايان رينولدز في بطولة هذه الشخصية الخارجة من صفحات الكوميكس و«أوشن 8» وهو ذلك الفيلم الكوميدي الذي يدور في كل مرة حول سرقة ثمينة كاملة. ساندرا بولوك تعود بعد غياب لتقود البطولة لجانب كايت بلانشيت.
«الرائعون 2» يليهما بعد أسبوع واحد خلال شهر (يونيو) لكن الفيلم الأهم سيكون «جوراسيك بارك-5» من إنتاج ستيفن سبيلبرغ.
وتتواصل أفلام السلاسل بما فيها أفلام ما يعرف ب «السوبر هيرو» مثل «الرجل النملة 2». وتضم هذه الأفلام «وحوش رائعة 2» و«المهمة مستحيلة 5» و«سبايدر مان 4» و«كريد 2» من بين أفلام أخرى مستمرة حتى نهاية السنة.
طبعاً ليست كل الأفلام أجزاء من مسلسلات، لكن هناك تيارين جديدين قائمين ضمن هذه السينما التجارية. الأول هو لأفلام تقوم على تفرعات من السلاسل، بحيث يتم تأسيس مسلسلات جديدة منها (تخيل شجرة تفاح مثلاً) وأهمها هذا العام سيكون «صولو» الذي يدور حول شخصية المغامر هان صولو كما لعبه هاريسون فورد في الأجزاء الأولى من ستار وورز. كذلك سنرى «سُم» المستخلص من سلسلة «سبايدر مان».
التيار الثاني (وهو الأكبر) مشكل من عدد أكبر من المعتاد مما يُسمى ب «إعادة صنع» (Remakes). أي أفلام سبق لها أن أنتجت في الماضي البعيد ويتوخى لها أن تثير النجاح بين جيل اليوم كما أثارته بين جيل السبعينات والثمانينات سابقاً. من هذه الأفلام «مفترس» الذي كان أرنولد شوارتزنيغر لعب بطولته سنة 1987 لكن بطولته الآن ستعود إلى ممثل عضلات جديد أسمه بويد هولبروك. «هالووين» الذي كان المنتج العربي الراحل مصطفى العقاد قد أنجز أولى حلقاته في السبعينات، يطل في إعادة صنع من إنتاج ابنه مالك العقاد. وتشمل هذه الإعادات الجديدة أفلاماً موسيقية مثل «ماري بوبنز» و«مولد نجمة» وأخرى من الكلاسيكيات الأدبية، مثل «كسارة البندق».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>