Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

«طعام، صلاة، حب».. البحث عن التوازن

$
0
0
الشارقة: محمدو لحبيب

«طعام، صلاة، حب» هو كتاب يحكي عن سيرة ذاتية للكاتبة والصحفية الأمريكية إليزابيث جيلبرت، لكنه أكثر من مجرد سيرة، إنه يدخل في ذلك التصنيف الذي يمزج الرواية بالسيرة الذاتية في عمل يتقصى الواقع وإن كان يسرده بدرامية تحيل للإحساس بخياليته.
نجحت مذكرات جيلبرت تلك في أن تتبوأ مكانة عالية على قوائم المبيعات، حيث بيع منها أكثر من مليوني نسخة، وتحولت إلى فيلم سينمائي، ووضعتها «نيويورك تايمز» على قائمتها للكتب.
تطوف الكاتبة بقرائها بين محطات ثلاث، هي إيطاليا والهند وإندونيسيا، لتكشف في كل محطة عن جزء من هواجسها النفسية، وتؤسس لمرحلة جديدة من بحثها عن التوازن في الحياة.
حظي الكتاب بقراءات عديدة في مواقع قراءات الكتب، وتفاعل معه العديدون بآرائهم وتعليقاتهم التي كشفت عن مدى التأثر بالكتاب وتجربته الإنسانية.
أحد القراء يستعرض تلك العلاقة بين الرواية والمذكرات الشخصية التي ميزت الكتاب، وكيف أنها جعلت البعض لا يقدره حق قدره، فقال: «وكأن للأحاسيس روائح وأشكالاً، (طعام، صلاة، حب) الكتاب الذي قرأه الكثيرون وفهم معانيه القليل، لنبدأ من البداية، أولاً الكتاب هو سيرة ذاتية وليس رواية، ولكنه علمنا أن الواقع يصوغ أبدع الروايات»، ثم يمضي القارئ في تعليقه المتعمق في نفسية الكاتبة قائلاً: «في البداية شعرت بأنني أشتم رائحة الاكتئاب بين السطور، أعرف تلك الرائحة جيداً، فيها لهفة وخوف وصدق واعتراف، إنها مكونات الرائحة التي راحت تنفك على الورق، لا تخبرك الرائحة عن طريقة تأليف الكتاب، فخمنت في البداية أنه يوميات معدلة، لكن في النهاية أخذت رائحة الاكتئاب تختفي بعد الرحيل عن إيطاليا.. أو إيطاليا هي أسوأ محطاته».
قارئة أخرى لا تشاطر السابق رأيه، بل تعتبر أن أجمل محطات الكتاب كانت في إيطاليا والتي ارتبطت بالكلمة الأولى في عنوانه (طعام)، فتقول: «ليته كان (طعام، طعام، طعام)، لا أدري إن كانت إيطاليا فعلاً رائعة لذلك الحدّ الذي رأيتها فيه خلال قراءتي لهذا الكتاب، أم إنني ذهبت بخيالي بعيداً، لكن لم يمرّ عليّ جوع أقوى من ذاك الذي لازمني أثناء سفري عبر إيطاليا معها»، ثم تضيف مستعرضة رأيها في بقية مراحل الكتاب فتقول: «القسم الأول من الكتاب كان أكثر من رائع، جذبني بكل تفاصيله الحزينة الكئيبة الرائعة الجميلة، بينما محطة الهند كانت مملّة جداً، لم أحب التأمل ولا اليوجا ولا أي شيء في الهند عدا ذاك الصديق الذي صادفته الكاتبة هناك، حبّ: أظنني مللت من التفاصيل التي رافقت الهند، وظلمت القسم الأخير من الكتاب ولم أوفه حقه في التركيز، لكن أعجبتني جداً طقوس المولودة التي تلامس قدماها الأرض للمرة الأولى، كان رائعاً أن تتخيل ستة أشهر كاملة دون الوقوف على الأرض».
وتتحدث قارئة أخرى عن علاقتها الشخصية بالكتاب والتي شعرت عند انتهائها من قراءته بأنها كمن يغادر بيتاً عاش فيه طويلاً فتقول: «هل يجدر بي هنا الحديث عن الكتاب؟ أم الحديث عن نفسي مع هذا الكتاب؟ إنها من الحالات الاستثنائية التي قد تواجه قارئاً أمام كتاب معين، كنت أشعر بفراغ كبير وأنا أصل إلى الصفحة الأخيرة، تماماً كمن يضطر إلى مغادرة بيت عاش فيه طويلاً».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>