عقد وعامان.. والإصرار عنوان

لا تغيب المشاعر العاطفية الغامرة وشعبنا يحتفل بمرور 12 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في إمارة دبي، لكن الذي يحضر معها أضعافاً مضاعفة الاحتفال بمنجز محمد بن راشد عبر المعلومة الموثقة والرقم الصحيح.
ديناميكية قائد استثنائي مثل محمد بن راشد عنت للإماراتيين الكثير، وانعكست أداءً إيجابياً لافتاً في حكومة دبي، وفي الحكومة الاتحادية التي تولاها محمد بن راشد فشهدت على يده نجاحات مشهودة لا يمكن قياسها بالفترة الزمنية الوجيزة، شأن ما تحقق في دبي أيضاً، فكل يوم هو زمن عمل وإنجاز، وكل عام يختصر الجهد مطوقاً بالإخلاص وكأنه أعوام مديدة.
الإتقان، إلى ذلك، هو العنوان، ولقد أسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إسهاماً واضحاً وملموساً في تكريس نهضة الحاضر وتأسيس حلم المستقبل، فعمل، بكل محبة وحماسة، إلى جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلاقاً من إرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإيماناً بقيم وشيم زايد الخير، وفِي التفاصيل التي عرفها الجميع وأذهلت العالم أن طموح محمد بن راشد يستعصي على الحصر، ولذلك كان مكسب بلادنا وشعبنا به كبيرا.
محمد بن راشد مكسب حقيقي، رجل له رؤية ومنهج، وقائد وضع شعارات التحدي موضع الفعل والإمكان، فألهم بما قدم، الأجيال، لا على مستوى دولة الإمارات فحسب، وإنما على المستوى العربي من الماء إلى الماء، بل أبعد من ذلك، فأدهشت مبادرات محمد بن راشد، في الإبداع والابتكار وصناعة الأمل ورسم المستقبل، قطاعات واسعة على الصعيد العالمي، ما رفع اسم دبي والإمارات عالياً كراية الإمارات العالية.
محمد بن راشد مبدع فرص التميز ومعلّم الإصرار، وقد اشتغل على المستقبل في الحاضر حتى لمس المستقبل أهل الحاضر، ورأوا غدهم يزدهر، خيطاً خيطاً، خطوة خطوة، في يومهم الزاهر. ركز على العلم، ورسمه أملاً وطريقاً، وخصص له وزارات عدة متخصصة، كما جعل المعرفة هدفاً معلناً لكل المؤسسات الاتحادية والمحلية، وللملايين في دولة الإمارات، ولمئات الملايين في الوطن العربي والعالم، محققاً في العمل العام النوعي فروسية الفارس العربي الذي يعرف هدفه تماماً، وتماماً يعرف كيف يصل إلى هدفه.
عرف محمد بن راشد أنه لا مستقبل خارج العلم والمعرفة، فبارك مشروع تطوير التعليم الذي هو، في حقيقته مشروع تغيير تعليم، وركز على الإنسان في صحته وحياته ومعيشته، واهتم بالفئات جميعاً، وتعامل معها جميعاً بالسوية البصيرة الحكيمة ذاتها، فكل إنما يقدر على صعود القمم، وكل إنما ينهض من الهمم وبالهمم.
عقد وعامان من تنمية الإنسان وعمران المكان، ووقت لتحقيق فكرة فريق العمل من دون إقصاء لجهد الفرد وإبداعه، وشراكة حكومية مجتمعية، وتعزيز للنساء وللشباب، وتعزيز لمكتسبات الاتحاد في تكاملٍ مع ما تحققه الجهات الوطنية المحلية، وعقد وعامان من رصد المستجدات وتجاوزها بقرارات شجاعة وتوجهات من القوة والثقة، وصولاً إلى ما يناسب كل مرحلة من مراحل العمل الوطني، استمراراً على مبادئ زايد وراشد ومكتوم والآباء المؤسسين.
وبعد عقد وعامين، في يوم جلوسك يا صاحب السمو، نقول لكَ كل عام وأنت والوطن بخير، مؤكدين على أننا أحق بالتهنئة، التهنئة بك، يا قائداً أدخل شعبه السعيد، في عمر من الهناء مديد.