توج منتخب عمان بلقب كأس الخليج «خليجي 23» للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على منتخب الإمارات بركلات الترجيح 5-4 ( الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر) في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما في استاد جابر الدولي في الكويت.
وكان بإمكان «الأبيض» أن يتوج بكأس الخليج بعد أن سنحت له ركلة جزاء في الدقيقة 89، لكن عمر عبد الرحمن «عموري» أهدرها إذ تصدى لها حارس مرمى «الأحمر» فايز الرشيدي بكل براعة.
والمفارقة أن «عموري» نفسه هو من عاد وأهدر ركلة الترجيح الأخيرة، حيث تصدى الرشيدي لكرته بكل براعة، مهديا «الأحمر» اللقب الثاني في تاريخه بعد عام 2009.
وقدم المنتخبان مباراة مثيرة، مع أفضلية في الوقت الأصلي لصالح منتخب عمان الذي كان الأقرب للتسجيل في أكثر من فرصة، لولا تألق خالد عيسى الرائع، والمفارقة أن «الأبيض» كان الأفضل في بعض أوقات الشوط الإضافي ولولا الرعونة والإجهاد الذي بدا أنه أصاب علي مبخوت وعمر عبد الرحمن، لكان في النتيجة كلام آخر.
عموما، نقول شكرا ل«الأبيض» على ما قدمه ووصوله إلى النهائي، قاتل وحاول، وفي المقابل يجب على المدرب زاكيروني أن يحسن من الأداء، لأن منتخبنا أفتقد المتعة التي كان عليها في السابق، واكتفى بأداء دفاعي معقول، ومستوى هجومي كارثي ترك حوله أكثر من علامة استفهام، لأنه من المعيب أن ينهي منتخبنا خمس مباريات، ولم يسجل فيها سوى هدف وحيد، كان عبر ركلة جزاء.
بدأ منتخب الإمارات الوطني اللقاء بأسلوب 3-4-3، حيث تألفت التشكيلة من خالد عيسى في حراسة المرمى والثلاثي الدفاعي إسماعيل أحمد وخليفة مبارك ومهند العنزي، وزج المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني بالرباعي محمد برغش يسارا، ومحمد أحمد يمينا، وفي المحور علي سالمين وخميس إسماعيل ومن أمامهما عمر عبد الرحمن وأحمد خليل وعلي مبخوت.
أما الجانب العماني، فقد اعتمد على فايز الرشيدي وأحمد مبارك ورائد إبراهيم وخالد الهاجري وحارب السعدي وعلي البوسعيدي وسعد سهيل ومحسن الخالدي وجميل اليحمدي وسعد بن سهيل ومحمد المسلمي.
بدأ اللقاء بضغط من المنتخب العماني المنافس، بحثا عن خطف هدف التقدم، وسط تراجع في صفوف الأبيض الذي عمد إلى ضمان عدم اهتزاز مرمى خالد عيسى، وتحول اللقاء سريعا إلى «جس نبض»، مع محاولات تكسرت على دفاع المنتخبين دون تهديد يذكر على مرمى الحارسين في الدقائق العشر الأولى.
بعدها دانت السيطرة للمنتخب الأحمر العماني الذي فرض الطوق على دفاع منتخبنا من خلال الضغط على حامل الكرة، الأمر الذي أربك لاعبينا وصعب من مهمتهم في بناء الهجمات.
ولم يفلح لاعبونا في صنع التهديد الأول إلا بعد ربع ساعة من البداية، حين لعب علي سالمين كرة طويلة ساقطة خلف الدفاع العماني لتصل إلى أحمد خليل الذي حضرها لنفسه وسددها لكن الكرة مرت بجانب المرمى، لتضيع فرصة سانحة من أجل افتتاح التسجيل (18).
وحاول العمانيون الرد بكرة عرضية تطاول لها المدافع إسماعيل أحمد وأبعدها عن رأس المنافس، قبل أن يعود خالد عيسى ليلتقط رأسية أحمد مبارك كانو التي وصلت إليه من ضربة حرة مباشرة (22).
وعاد اللقاء ليتحول إلى شد وجذب بين المنتخبين، حتى سدد جميل اليحمدي كرة من خارج المربع علت المرمى بقليل (26)، ليرد علي مبخوت بتسديدة ولا أخطر من خارج المربع علت المرمى العماني بقليل ليستمر التعادل السلبي سيد الموقف (28).
وقدم منتخبنا أجمل فاصل من التمرير والتحرك مع وبدون كرة، حين تحكم لاعبونا بالسيطرة مع تمريرات بينية، حتى دخل محمد برغش المربع لكنه لم يحسن التمرير، لتضيع أفضل المحاولات الهجومية للأبيض (34).
وواصل المنافس الاعتماد على الكرات العرضية حينا، والطولية أحيانا ليتدخل خالد عيسى ببراعة وليبعد كرة قبل أن يصل إليها خالد الهاجري، ليعود المنافس ويهدد مرمى الأبيض بتسديدة من خارج المربع مرت بجانب المرمى.
وانتهى الشوط على أجمل وأخطر فرص المنتخب العماني، حيث مرر لاعبوه سلسلة من التمريرات قبل أن يسدد محسن كرة ولا أخطر مرت بجانب المرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
دخل لاعبو المنتخب العماني الشوط الثاني أكثر رغبة وإصرارا على تحقيق الفوز، ودانت لهم السيطرة والتحكم بمجريات المباراة من خلال استغلال الهفوات في الدفاع «الأبيض».
وقام سعد سهيل بأخطر المحاولات حين تلاعب بالدفاع الإماراتي قبل أن يدخل المربع ويسدد كرة صاروخية مرت بجانب القائم لتضيع فرصة ولا أخطر للمنافس (49).
وسنحت فرصة خطيره للأبيض حين وصلت الكرة إلى رأس عموري داخل المربع، لكنه لم يحسن تحويلها إلى داخل المرمى (50).
وأجرى زاكيروني التغيير الأول وأشرك أحمد برمان بدلا من خليفة مبارك ليتحول اللعب إلى 4-3-3، وأحيانا 3-5-2.
وتواصل التفوق العماني لتسنح فرصة خطرة، لكن التسديدة مرت بسلام لليحمدي، ورد عليها لاعبونا بكرة خطرة من رأسية إسماعيل أحمد بين يدي الحارس فايز الرشيدي (56).
وأجرى زاكيروني مدرب منتخبنا الوطني التغيير الثاني حين دفع باللاعب إسماعيل الحمادي بدلا من أحمد خليل من أجل تفعيل الشق الهجومي والبحث عن هدف يحسم به لقاء القمة.
ورفع المنافس من إيقاع اللعب، مع استغلال الجانب الأيمن من دفاع الأبيض ليمرر رائد كرة عرضية وصلت إلى كانو عالجها بتسديدة قوية التقطها الحارس خالد عيسى ببراعة (70).
وتسارع إيقاع المباراة، مع حرص اللاعبين على حسم المباراة في وقتها الأصلي، لتشهد الدقائق محاولات خطرة، انتهت خطورتها قبل أن تهدد مرمى الحارسين الرشيدي أو خالد عيسى.
وعاد خالد عيسى ليتألق في إبعاد تسديدة سعد سهيل، قبل أن يرتكب هفوة كادت أن تكون قاتلة حين اخطأ في التقاط الكرة لكن المهاجم لم يحسن استغلالها، لتعود إلى خارج المربع ويسددها سعد سهيل التقطها خالد عيسى على دفعتين( 81).
وفوت علي مبخوت على نفسه وعلى منتخبنا فرصة قتل المباراة حين فشل في استغلال تمريرة عموري التي وصل إليها قبل الحارس الرشيدي، لكن المدافع فهمي بن سعيد تألق في إبعادها وإنقاذ مرماه من أبرز الفرص.
وتدخل الحارس العماني فايز الرشيدي في التقاط كرة من عرضية محمد برغش قبل أن تصل إلى مبخوت وسط ترقب الجماهير.
ركلة جزاء
وحصل منتخبنا على فرصة حسم المباراة والفوز، حين نال علي مبخوت ركلة جزاء، بعد أن تدخل عليه المدافع المسلمي، ليحتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها عمر عبد الرحمن «عموري» وسددها قوية أرضية، لكن الحارس فايز الرشيدي تعملق في إبعادها لينقذ مرماه من هدف اللقب ل«الأبيض» ليجر المباراة إلى وقتين إضافيين (90).
وشهد الشوط الإضافي الأول أخطر فرصة عمانية وكانت من ركلة حرة سددها حسن سهيل وأبعدها حارس مرمانا خالد عيسى ببراعة إلى ركنية( 105).
وفي مطلع الشوط الثاني قام إسماعيل الحمادي بمجهود فردي ثم سدد كرة مميزة أصابت الشباك الخارجية، ثم شارك محمد عبد الرحمن«عجب» مكان خميس إسماعيل(109) في تبديل هجومي واضح لزاكيروني، لكن ذلك لم يحل دون التعادل في الوقت الإضافي أيضا، ليلجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح.
خالد عيسى حارس تاريخي
توج خالد عيسى حارس مرمى الإمارات بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما حافظ على نظافة شباكه في خمس مباريات متوالية.
وأصبح خالد عيسى رابع حارس مرمى في التاريخ يحافظ على نظافة شباكه طوال نسخة واحدة في البطولة، بعد الكويتي أحمد الطرابلسي والعماني علي الحبسي والسعودي وليد عبدالله، لكنه يتفوق على الجميع بأنه خاض مباراتين انتهتا بركلات الترجيح، أي انه خاض 60 دقيقة زيادة.
تحكيم اللقاء
قاد المباراة طاقم تحكيم كويتي بقيادة الحكم الدولي علي شعبان، ساعده كل من فارس الشمري ويعقوب هلال وعلي سماهيجي حكماً رابعاً.
الركلة الخامسة
سجل لمنتخبنا في ركلات الترجيح علي مبخوت، ومحمد برغش، وأحمد برمان، وإسماعيل أحمد، وأهدر «عموري» الركلة الحاسمة الخامسة.
وسجل لعمان عبد العزيز المقبالي، وسعد سهيل، وأحمد كانو، وسعيد الرزيقي، ومحسن جوهر.
الركنية الأولى
حصل منتخب الإمارات الوطني على الركنية الأولى في المباراة مع وصول المباراة إلى الدقيقة 30، بعدما حصل المنافس على أربع ركلات في نصف الساعة الأولى من المباراة.