Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

«لم ينجح أحد»

$
0
0
ابن الديرة

مضمون العنوان كان، على مدى سنين طويلة، خبراً محتملاً خصوصاً في أيام الامتحانات التقليدية، حيث يحدد أو حتى يهدد مصير الطلاب امتحان آخر العام الدراسي، حيث لا تعليم إلاّ التلقين والحفظ، ثم اختبار قوة الحفظ لا قوة البحث والاستنتاج في الامتحان، وتؤكد مقولة «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» ما يراد قوله هنا، فكأنما اشتقاق كلمة «امتحان» من كلمة «محنة» فقط لا غير. في تلك الأجواء، كان يحتمل في هذا الامتحان أو ذاك، في هذه السنة أو تلك، ألاّ ينجح أحد.
في مشاريع تطوير التعليم الحديثة يجب أن ينجح الجميع، بحيث لا يرسب أو يفشل أحد. التعليم اليوم فكر جديد وإبداع وابتكار، فلا أسلوب إلاّ التواصل والتفاعل، نحو مزيد المعرفة والاكتشاف. بعد ذلك، فإن عبارة «لم ينجح أحد» يجب، كفكرة ومضمون، أن تغيب تماماً عن حياتنا عامة وليس التعليم والامتحانات خاصة. كما في التعليم، فكذلك في العمل على نطاقات أوسع وأشمل، لا نريد أن نسمع أن أحداً لم ينجح، فلكل إنسان استعداداته ومواهبه وقدراته وميوله، ولكل إنسان مجال تميزه ونبوغه، لكن ذلك ليس اشتغال الفرد فقط، وإنما هو اشتغال المؤسسات الوطنية وينبغي أن يكون هاجسها وانشغالها على الدوام في زمن تكريس فكرة الاستدامة اقتصاداً وتنمية واجتماعاً وثقافة.
«لم ينجح أحد» أو «حتى لم ينجح البعض أو القليل» تعبير عن تصورات ووجهات نظر لا تناسب هذه المرحلة الآن، ولم تكن تناسب أي مرحلة في أي وقت.
فهل خططنا أو أعددنا في الإمارات نحو جيل لا يعرف الفشل ولا يعترف إلاّ بالنجاح؟.. طرح هذا السؤال سهل، لكن الإجابة ليست سهلة وربما هي حتى الآن غير ممكنة. الحكم على مشروع تطوير التعليم أيضاً غير ممكن الآن، ومبادرات تطوير الأداء الحكومي تتجاوز الآن مراحل التجريب إلى مرحلة الإقرار والثبات، خصوصاً لجهة مخرجات ذلك الأداء من كوادر موارد بشرية عبر التدريب والتعليم المستمر بعد إنجاز التعليم المتوسط وما بعده، والتعليم الجامعي وما يليه.
لا نريد أن يفشل أحد، لذلك نطرح شعارنا الجديد «لم يفشل أحد» بدل ذلك الذي كان أحياناً، في منتصف العام الدراسي أو نهايته، يتردد في الأخبار والمجالس والمنتديات، ونريد أن نحقق التكامل بين نجاح مشروع تطوير التعليم الموصل حقاً إلى المدرسة الإماراتية الواحدة من جهة، ومشروع التوظيف خصوصاً التوطين من جهة ثانية.
ولا نريد أن يتسرب أحد من المدارس والجامعات. نريد أن يحب شباب الإمارات العلم، وأن يقبلوا عليه إقبالاً، و لا نريد لأحد أن ينسحب وهو قادر على العطاء والحياة. نريد لكل ما أثير اليوم محاطاً ومحيطاً بفكرة أن النجاح للجميع ولا مكان للفشل أن يتحول إلى برامج عملية قابلة للتطبيق، وصولاً إلى مجتمع تحويل التحديات إلى فرص.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>