Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

حوار الثقافات من بغداد إلى طليطلة

$
0
0
انتشر الإسلام في بقاع آسيا وإفريقيا، التي كانت من قبل قد خضعت ردَحاً طويلاً للثقافة الهيلينستية والرومانية، وهذا ما قرّب بين الإسلام والتراث الكلاسيكي، وجعل حركة الترجمة من الإغريقية في بغداد العباسية، تبدو وكأنها المسار الطبيعي للأمور، وكان لهذا التلاقح الفكري أثر كبير في انتعاش الثقافة الإسلامية وازدهارها وبلوغها حد النضج، ما أهلها لأن تصبح الثقافة العالمية السائدة والمؤثرة في مسار الحضارة البشرية، وتشبه حركة الترجمة العباسية من القرن الثاني إلى الرابع الهجري في روحها العامة، ما حدث في عصر النهضة الأوروبية.
هذا الكتاب وعنوانه «المنجز العربي الإسلامي في الترجمة وحوار الثقافات من بغداد إلى طليطلة» للدكتور أحمد عتمان يسهم في وضع أساس متين للدراسات التخصصية في هذا المجال، دون أن يهمل مخاطبة القارئ العربي غير المتخصص خدمة للثقافة العربية، وتبياناً للإسهام العربي المتميز في حوار الثقافات، فحركة الترجمة في بغداد تتشابه مع عصر النهضة الأوروبية، من حيث الاهتمام بالتراث العلمي الإنساني والإفادة منه لإحداث التقدم والرخاء.
يقول د. عتمان: «لا يستطيع أحد إنكار أن الدراسات الأرسطية في مدرسة يحيى بن عدي البغدادية وتلميذه متى بن يونس القنائي هي التي أمدت ابن رشد بالإضاءات اللازمة لشروحه وتعليقاته، وكان ابن رشد هو المدخل الرئيس لأرسطو في أوروبا، وقد آن الأوان لدراسة هذه النقطة في ضوء مصادرها الإغريقية والعربية واللاتينية، بطبيعة الحال واجهت حركة الترجمة بعض الاعتراضات والتحفظات، لكنها لم تقم على أساس عقائدي، بل لها أسباب اجتماعية وثقافية تستوجب الدرس ».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>