تنظيم المعارض العلمية يعتبر واحداً من عوامل تفوّق الدول وارتقائها، إذا ما أضيفت وتفاعلت مع كل مظاهر الحياة العصرية التي تعيشها، والتكنولوجيا التي تستخدمها، وهي تماماً الطريق إلى التطور والتميز، ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل أيضاً على المستوى العالمي.
ولأن الإمارات تعيش حالة من التحول إلى مدن ذكية، وتستخدم أحدث المبتكرات وكل جديد في مجال الأجهزة الذكية، فمن الطبيعي أن تحتضن العديد من المعارض العلمية العالمية وتدعمها بكل إمكانياتها، باعتبارها الملتقى الإبداعي الذي يجمع أغلبية الشركات العالمية مع الشركات والجهات والأفراد من داخل دولة الإمارات، ومن دول المنطقة، وبما ينعكس إيجابياً على المستوى الوطني.
ولعل مشاركة كبريات الشركات العالمية المتخصصة في قطاع المعلوماتية وتقنياتها، في المعارض العلمية التي تنظمها الإمارات، وتلك الدولية السنوية التي تستضيفها، تعتبر دليل اهتمام البلاد الكبير بالتكنولوجيا والعلوم، ودعمها لكل الشركات العاملة في هذا القطاع، بما ينعكس بصورة شديدة الإيجابية على الثورة التي تعيشها البلاد في كل أركانها، مؤسسات تسهم بقسط مناسب في عملية التنمية الشاملة، واستيعاب روح العصر وقوانينه، وهو الهدف الاستراتيجي الذي تحرص قيادة دولة الإمارات على الوصول إليه، ضمن أهدافها بعيدة المدى، ورؤيتها لاستشراف المستقبل، طريقاً نحو الوصول إلى العالمية.
ولأن ثورة المعلومات ووسائل الاتصال هي أحد المؤشرات الرئيسية للقرن الحادي والعشرين، فقد أخذت بها الإمارات بكل اقتدار، وحرصت الدولة على أن تسجل فيها جولات ابتكار وتميز وإبداع؛ لأنها الطريق الطويل والشاق الذي يجب أن تسير فيه للوصول إلى الريادة العالمية، وهو ما يحقق للإمارات، الآن كل الذي تستحق من مكانة بذلت الكثير من الجهود والإمكانيات والعزيمة التي لا تلين من أجل الوصول إليها والحفاظ عليها.
الجهود التي تبذلها الإمارات في نشر العلوم والتكنولوجيا في كل مفاصل الحياة فيها، والاستفادة الحقيقية العالية من إنجازات الدول الأخرى في المجال المعرفي والتقني، سوف تقودها بكل تأكيد إلى الحفاظ على مكانتها في ريادة المال والأعمال والتعليم والثقافة والتكنولوجيا، تماماً إضافة إلى ريادتها في الأعمال والمشاريع الإنسانية، التي تخدم جميعها الهدف الإنساني الأكبر ألا وهو إسعاد الناس، وتوفير مقومات الحياة العصرية الرغيدة لأبناء الوطن.
وفي مثل هذا الوضع، يجب على كل الشركات الخاصة، وبالتأكيد الكبرى منها، أن تستفيد من الإنجازات الوطنية والأنشطة العلمية التي تنظمها أو تستضيفها، ومن آخر المبتكرات والإبداعات التقنية التي تتيح المعارض العلمية تبادل معلوماتها مع الجهات الأخرى المشاركة، سواء كانت دولاً أو مؤسسات، بل إن الشركات الخاصة الكبرى مدعوة إلى أن تتكامل بجهودها مع الحكومة في هذا المجال، فتنهض بتحمل مسؤولية التوسع في تنظيم المؤتمرات والمعارض العلمية المتخصصة، وتنفيذها باقتدار.
ebnaldeera@gmail.com