إعداد: إبراهيم باهو
عندما تأسست شركة «أبل» في بداية أبريل عام 1976، حاولت شركات صناعة الحواسيب في الولايات المتحدة الأمريكية، تطوير نفسها لمجاراة «أبل» في هذا المجال، إلا أن أغلبها بما فيها العملاقة مثل «آي بي إم» و«مايكروسوفت» و«إتش بي» و«هوليت باكارد»، فشلت في اللحاق بركبها، لتسبقها الأولى وتطرح أول حاسوب شخصي تجاري لها، أطلقت عليه اسم «أبل ليزا»، وذلك في مثل هذا اليوم من عام 1983.
وفي سياق متصل وليس بعيداً عن عالم التكنولوجيا والتقنية، استطاعت شركة «آي بي إم»، إنتاج أوائل الفيروسات التي تفتك بالحواسيب، وتمكنت من زراعتها في نظام «إم إس دوس» لتشغيل الحواسيب، من إصدار شركة مايكروسوفت، وذلك في مثل هذا اليوم من عام 1986.
بدأ العمل على تطوير «أبل ليزا» في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان يترأس العمل عليه ستيف جوبز، إلا أنه أُخرج من الفريق في عام 1982، بسبب خلافات داخلية، فاندلعت منافسة بين العاملين على مشروع ليزا، و«قراصنة جوبز» العاملين على مشروع «ماكنتوش»، حول المنتج الذي سيصل إلى السوق أولاً.
في البداية خمّن الجميع أن جهاز «ليزا» فاز بالسباق؛ لأنه طرح أولاً وأصبح أول حاسوب شخصي يباع للعامة بواجهة جرافيكية، لكن اتضح لاحقاً فشل المشروع تجاريا؛ نظراً لمحدودية البرامج المتاحة على الحاسوب، وارتفاع تكلفته، حيث طرح في السوق بسعر 9995 دولاراً. وأعلنت «أبل» وقتها أن اسم الجهاز هو اختصار ل«Local Integrated System Architecture»؛ لذلك أطلقت عليه اسم ليزا، وهو أول حرف من كل كلمته، لكن اتضح لاحقاً أن الاسم الحقيقي كان من اسم ابنة ستيف جوبز الأولى.
بعد إطلاق «أبل ليزا» وفشله، بدأ ستيف جوبز، تطوير نموذج جهاز جديد تحول إلى أيقونة «أبل» في عالم الحواسب الشخصية حتى يومنا هذا، وهو جهاز «ماكنتوش»، الذي ظهرت فيه عبقرية ستيف في هذا العالم.
من جانب آخر وبالعودة إلى عالم الفيروسات الحاسوبية، يمكن القول إن فيروس «برين» الذي ابتكرته شركة «آي بي إم» الأمريكية العملاقة لتصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيات، وزرعته في نظام التشغيل «إم إس دوس» لمايكروسوفت، يعد من أوائل الفيروسات التي صنعها الأمريكيون.
ظهر مصطلح فيروس الحاسوب لأول مرة عام 1985، من قبل مهندس الحاسوب الأمريكي فرد كوهين. وتنفذ الفيروسات غالباً، أحد أنواع الأنشطة التخريبية على الحواسيب المصابة، كالاستحواذ على مساحة القرص الصلب، أو على جزء من المعالج، أو الوصول إلى معلومات خاصة أو سرية أو شخصية، كأرقام البطاقة الائتمانية، وإفساد البيانات، وإظهار رسائل سياسية أو رسائل هزلية مزعجة على شاشة المستخدم، أو رصد لوحة مفاتيح المستخدم ومعرفة ما يكتب، أو إرسال رسائل بريدية غير مرغوب فيها، لجهات اتصال المستخدم.