صنع دبا الفجيرة التاريخ وهزم النصر للمرة الأولى على مدار مبارياتهما السابقة، وفي نفس الوقت أعاد «العميد» 11 عاماً إلى الوراء بعدما تخطاه بركلات الترجيح 5-4، في مباراة تألق فيها حارس مرمى «النواخذة» فهد الظنحاني بشكل لافت، وطار لصد الكرات كما لا يفعل من قبل، في حين أن البرازيلي فاندرلي أكد أنه مشكلة فريقه دون قصد بعد إلغاء ركلة الجزاء له. الكلمة الأولى التي ترددت، أن فاندرلي «منحوس»، وهو كان يخوض مباراته الأولى بعد غياب بسبب الإصابة، وبدل أن يكون اللقاء فرصة له لإسعاد «العميد» تسبب في تعاسته، عندما سدد ركلة الجزاء بطريقة مخالفة للقانون «منع خداع الحارس والتمويه»، ليلغي الحكم الركلة ويحتسب ركلة حرة لدبا، وهي سابقة تحصل للمرة الأولى في ملاعبنا.
كان فاندرلي مشكلة النصر دائماً فنياً وإدارياً، فهو صاحب الأزمة الشهيرة في قصة «الجواز المزور» التي جعلت الاتحاد الآسيوي ثم الإماراتي يوقفه، وهو صاحب الإصابات المتكررة منذ سنتين، التي جعلته يلعب مع «العميد» مباريات محدودة جداً وتعد بالدقائق.
وأعادت الخسارة أمام دبا الفجيرة، النصر إلى 11 عاماً للوراء، حيث إنه كثيراً ما يخرج من دور ال 16 أمام فرق المنطقة الشرقية، وكان آخر من أخرجه فريقه الخليج ( خورفكان حالياً )عام 2008 بالفوز عليه 3-2، كما أخرجه من قبل فريق الفجيرة في 2007، واتحاد كلباء في 2003.
عموماً، كان فاندرلي هو الحاضر الأبرز في حديث الإيطالي برانديلي مدرب النصر، وقال عن واقعة ركلة الجزاء، وهل إذا كان الجهاز الفني مطالباً بوضع اللاعبين في الصورة حول التعديلات الجديدة في اللعبة، بأن هذا السؤال يجب أن يحول إلى اللاعب نفسه.
ورداً على سؤال حول أن كل أحداث النصر السيئة في السنتين الأخيرتين ارتبطت باسم فاندرلي، رد قائلاً: كل لاعب يمر ببعض اللحظات العصيبة في حياته ومسيرته المهنية، وأنا كمدرب أشرفت على عدد كبير من اللاعبين، وفاندرلي يعتبر واحداً من أفضل اللاعبين المميزين الذين أشرفت عليهم وأعتقد أنه قادر على التغلب على سوء الحظ الذي يعانيه.
وقال برانديلي أيضاً: «أنا في غاية الحزن والأسف للإدارة والجمهور واللاعبين والنادي بصفة عامة، أمام دبا كنا الأفضل في الشوطين الإضافيين، وكان من المفترض أن ننهي المباراة قبل أن تصل إلى مرحلة الركلات الترجيحية، لا أعتقد أن الكلام سيفيد بعد الذي حدث، اللاعبون في غاية الحزن داخل غرفة الملابس».
في المقابل، عاش معسكر دبا الفجيرة من لاعبين وإداريين وجهاز فني فرحة كبيرة، وعبّر المدرب البرازيلي كاميلي عن سعادته بالتأهل، وقال: دخلنا إلى ملعب المواجهة ونعرف أننا سنلعب أمام فريق النصر الذي لعب معنا كامل العدد بعد عودة المصابين، وفي مقدمتهم الهداف البرازيلي فاندرلي لكن تعاملنا مع المباراة بدافع الفوز من واقع طبيعة مباريات الكأس التي لا تقبل القسمة على اثنين.
وحول الوضع المقبل بعد التأهل لدور الثمانية أكد كاميلي أن الفرصة باتت مواتية لفريق دبا الفجيرة لتحقيق بطولة في هذا الموسم، لأن الوضع في الدوري يختلف تماماً عن الوضع في الكأس، حيث بإمكان الفريق أن يتغلب على الفوارق في الإمكانات مع الفرق الأخرى، ويمكن أن يصل إلى أبعد من دور الثمانية.
وتابع: نفس حسابات كأس رئيس الدولة تنطبق على مسابقة كأس الخليج العربي والتي يمكن أن يمضي فيها فريق دبا الفجيرة إلى مرحلة التتويج باللقب.
الياسي: فاندرلي سدد بنفس الطريقة في التدريب
قال أحمد الياسي كابتن فريق النصر: «لا أعرف ماذا أقول فكلمة الاعتذار لا تكفي لجمهور النصر فقد خيبنا الظن في أنفسنا،وخيبنا ظن الجمهور فينا».
وحول ضربة جزاء فاندرلي، قال الياسي: «هذه هي طريقة فاندرلي في تسديد ركلات الجزاء منذ أن عرفناه في ملاعبنا وبالأمس القريب سدد خلال التدريبات والإعداد للمباراة بنفس الطريقة، لكل لاعب طريقته في التسديد، وفاندرلي ليس أول مرة يسدد ضربة جزاء بهذه الطريقة، فمحترف الشارقة (فاندر) يأخذ نصف ساعة في التسديد، ومحمود خميس له طريقته وأي لاعب يسدد على طريقته الخاصة وقد يكون آخر مترين خذلا فاندرلي وفي النهاية لا نلومه».
وتابع: «أهم عنصر في النادي هو الجمهور، وهو الذي يدفع من جيبه ويترك المشجعون عملهم وأسرهم ويحضرون لمساندة الفريق وكلمة اعتذار على هذا الموسم المحبط لا اعتقد أنها كافية، ولكن يجب إلا نحني رؤسنا ويجب أن نكون أقوياء».
مبارك: «سأبطل الكرة» إذا كان هدف دبا ليس تسللاً
اكتفى خليفة مبارك غانم مدافع فريق نادي النصر بترديد بعض العبارات مثل: «الحكام هم من يسيرون المباريات»، «وهدف دبا الفجيرة الذي سجل علينا كان من تسلل واضح، وأتحدى أي شخص يقول إن هذه الحالة غير تسلل وأنا مستعد
«أبطل كرة» القدم إذا لم يكن تسللا».
وقال أيضا: «أنا لاعب وزاوية الحكم أفضل من زاويتي، ورغم ذلك رأيت أنه كان هناك ثلاثة لاعبين في موضع تسلل فلا أعرف لماذا لم تحتسب حالة تسلل؟» وأضاف: «ربنا يعين الحكام وربنا يعيننا عليهم».
فرحة كبيرة
عبر لاعبو دبا الفجيرة عن فرحتهم ببلوغ ربع نهائي الكأس بمعانقة الأردني ياسين البخيت الذي سدد الركلة الأخيرة والحاسمة،وحرص اللاعبون والإداريون على توثيق تلك اللحظات بلقطات «السيلفي»، وعمل هشام تكنوين مصور اتحاد الكرة في توثيق كل صغيرة وكبيرة في المباراة كعادته في كل الأحداث.
وقال وليد أحمد لاعب دبا الفجيرة المنتقل من الشارقة مؤخراً «سعادتي كبيرة بالفوز والتأهل إلى ربع النهائي وبهدفي في شباك النصر، وأنا سعيد باللعب مع دبا الفجيرة وسنعمل على تقديم الأفضل في الفترة القادمة».
طارق: من حق الجمهور أن «يطلع اللي في خاطره»
قال طارق أحمد محور فريق نادي النصر:«لقد بذلنا واجتهدنا لأجل الفوز، ولكن قدر الله وما شاء فعل فقد حصلنا على ركلة جزاء ولم نسجل منها بل تحولت مخالفة علينا».
وتابع: «أصبح الموضوع أكبر من تحسين النتائج، فيجب علينا أولا تحسين الصورة لأن الفريق أصبح بلا أداء وبلا نتائج، ومن حق جمهور النصر أن يطلع «كل اللي في خاطره» طالما أن الفريق لايؤدي ولايفوي».
وأضاف: نتقبل انتقاد الجمهور بصدر رحب وكل ما نتمناه في الفترة القادمة تعديل الصورة واستعادة لغة الانتصارات.
فتوحي يكشف سر ركلات الترجيح
كشف المغربي إدريس فتوحي كابتن دبا الفجيرة وأحد أبرز نجوم المباراة أن «النواخذة» تراجع للدفاع لاستدراج النصر كي يقوم دبا بشن طلعات هجومية مرتدة مركزة لإنهاء المباراة ولكن لم يوفق في ذلك.
وأكد فتوحي ل «الخليج الرياضي» أنهم تدربوا على ركلات الترجيح قبل المباراة بيوم وقال: «كنا نعرف جيدا أن حارس النصر شامبيه بارع في التعامل مع ركلات الجزاء وأنا شخصيا لي تجربة معه فهو أول حارس مرمى صد لي ركلة جزاء في مسيرتي الكروية وكان ذلك في الموسم الماضي وأول ما نصحت وأوصيت به زملائي التركيز على التسديد بقوة والحمد لله زملائي عملوا بنصيحتي وسددوا بقوة وأكثرهم تسديداً بقوة كنت أنا».