رغم نفي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا.
وتأكيد «البنتاجون» أنه لا يعمل على إنشاء «جيش» كردي في سوريا، أعلنت أنقرة أنها «غير مقتنعة» بالتصريحات الأمريكية، وتلقت القوات التركية على طول الحدود مع سوريا، أمس، أوامر بالاستعداد لتدخل محتمل في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد بريف حلب شمالي البلاد، بعدما كان مجلس الأمن القومي قد أعطى الضوء الأخضر لبدء العملية وأكد جاهزية تركيا ضد المقاتلين الأكراد السوريين، كما شدد على ضرورة التنسيق مع روسيا حيث توجه رئيسا الأركان والاستخبارات التركيان إلى موسكو لهذا الغرض.
وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بوصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هتاي قرب الحدود مع سوريا. وكان اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد عُقد الليلة قبل الماضية وانتهى بالتأكيد على أن تركيا ستتخذ إجراءات «فورية» و«حاسمة» لحماية نفسها من الأخطار القادمة من سوريا. وذكرت الوكالة أن الجيش التركي رد أمس على مصادر نيران أطلقتها الوحدات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من مواقع سيطرته في شمال سوريا باتجاه الأراضي التركية. ونقلت الوكالة عن المصادر القول إن القوات التركية أطلقت 40 قذيفة مدفعية باتجاه مناطق صوفان وجنديريس وراجو) ومسكنلي التابعة لمدينة عفرين.
من جهة أخرى، قال تيلرسون للصحفيين إنه اجتمع مع وزير الخارجية التركي في فانكوفر يوم الثلاثاء لتوضيح الأمر. وأضاف على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن عائداً من كندا حيث استضاف اجتماعاً عن كوريا الشمالية «هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق. نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق». ومضى قائلاً «أعتقد أن من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع. ليس هذا هو ما نفعله». وأوضح تيلرسون في خطاب يتعلق بالسياسة الأمريكية حيال الازمة السورية ألقاه في ستانفورد بولاية كاليفورنيا «إنه أمر حاسم لمصلحتنا الوطنية أن نحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي بسوريا»، مشيرا إلى أن الهدف الأول للمهمة العسكرية سيبقى متمثلا بمنع «تنظيم داعش من الظهور مجدداً»، وكذلك منع إيران من أن تعزز بشكل إضافي مواقعها بسوريا، والمساعدة في نهاية المطاف على دفع رئيس النظام السوري بشار الأسد خارج السلطة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أكدت، من جانبها، أن الولايات المتحدة تدرب حلفاءها الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية، لكنها شددت على أنها لا تعتزم إنشاء «جيش» كردي في سوريا.
وقال وزير الخارجية التركية مولودجاويش أوغلو في مقابلة مع قناة «سن ان ان» التركية «هل نحن راضون بالكامل عن النفي الأمريكي لانشاء قوة حدودية شمالي سوريا؟ كلا، نحن غير راضين... نحن بحاجة إلى رؤية تدابير ملموسة».
وفي هذا السياق، زار رئيس أركان الجيش التركي خلوصي اكار ورئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان أمس موسكو حيث من المتوقع أن يبحثا مع قائد الجيش الروسي الوضع في سوريا، حسب ما أعلن الجيش التركي.(وكالات)