جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، تأكيده أن الانتخابات ستجري في موعدها المقرر، وحذر من خلط الأوراق، مشدداً على أنه «كما واجهنا الإرهاب بوحدتنا علينا أن نواجه الفساد بوحدتنا»، فيما أكد المرجع الديني جواد الخالصي، أن من يشارك في الانتخابات يحكم على موقفه بالخيانة، وعلى تصرفه بالحمق وعدم التعقل.
وقال بيان صادر عن مكتب العبادي، إنه بحث مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، مسألة إجراء الانتخابات في موعدها، والأوضاع السياسية والأمنية ودعم الاستقرار والإعمار، كما جرت مناقشة التطورات على الساحة الإقليمية والدولية. وأكد العبادي، بحسب البيان، «إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وفقاً للاستحقاقات الدستورية، ورفض أية محاولات لتأجيلها».
من جانبه، أكد كوبيتش «الموقف الأممي الداعم للعراق بشكل كامل، وضرورة إجراء الانتخابات في موعدها»، مثمناً «مساعي الحكومة العراقية، وجهودها المبذولة لإعادة الاستقرار والإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد».
من جهة أخرى، قال العبادي في كلمة له خلال المشاركة باحتفال النصر، الذي أقيم في كربلاء، «لا ينبغي أن نضيع النصر بأي شكل من الأشكال، ولا يجوز أن نضيع نصرنا بفرقتنا وتنازعنا، ونهدر كل طاقاتنا»، محذراً من أن «الخلاف الذي يريده البعض غير مقبول، ولا يتحقق النصر الكبير إلا بالوحدة والتضحيات، من خلال البناء والإعمار». وأضاف، «كما واجهنا الإرهاب بوحدتنا، علينا أن نواجه الفساد بوحدتنا»، موضحاً أنه «لا يمكن لشخص واحد أو جهة واحدة مهما أوتيت من قوة أن تحارب الفساد وحدها، ولابد أن نتوحد لمواجهة الفساد». وشدد العبادي، «علينا أن نكون على درجة عالية من الوعي»، محذراً من «محاولات خلط الأوراق، ومن الإرهابيين والمجرمين الذين يحاولون قتل الأبرياء، فهناك فكر منحرف وإجرامي يريد قتل الأبرياء وما زال موجوداً، وهناك من يحاول أن يستطمعه تحت مختلف العناوين».
على صعيد متصل، قال الخالصي، خلال خطبة الجمعة أمس في الكاظمية، إن «الشعب العراقي إذ يكتشف المؤامرة بكل أبعادها، ويستعيد الشريط الإجرامي الذي مر على العراق في قتل المدنيين وإحداث التفجيرات.. هذا ما رأيناه في ساحة عدن، وساحة الطيران، وأماكن أخرى»، مشيراً إلى أن «هذا يؤكد أن العملية السياسية هي عملية تدميرية للبلد؛ لكي يبقى خاضعاً لإرادة الأجنبي ويتحكم بإرادته». وأضاف أن «السؤال الذي يسأله العراقيون كافة: هل هذه الانتخابات القادمة الناتجة من العملية السياسية يمكنها أن تثمر شيئاً إيجابياً لصالح العراق؟ وتابع الخالصي، أن من أراد أن يشارك فهو مسؤول أمام الله تعالى عن ذلك، ولكن اليوم وبعد إجماع الأمة والشعب العراقي على بؤس النتائج التي خرجت من الانتخابات، فإن من يشارك فيها وهو لا يرى إلا تمرير المشروع المعادي، فهو بذلك يحكم على موقفه بالخيانة، وعلى تصرفه بالحمق وعدم التعقل». وأكد أن الشعب العراقي بشكل عام يئنّ من آثار هذه الانتخابات والعملية السياسية، كما نسمع ونرى، فما هو الحل؟ هل نذهب إلى الانتخابات مرة أخرى، وبنفس الطريقة فنفرز نفس الوجوه؟ داعياً الجميع إلى مقاطعة الانتخابات؛ حتى لا يجري هذا المشروع المدمر للعراق باسم الشعب العراقي وباسمنا حسب تعبيره.
بغداد: زيدان الربيعي