في هذا الوقت من كل عام تتزين الشوارع والمحال والبنايات بالأنوار، ويتلون الأفق بألوان العلم الإماراتي الشامخ احتفاء بقدوم الاحتفالات بيوم الشهيد، واليوم الوطني. ويبدأ القائمون على تنظيم الاحتفالات بالبحث عن أفضل القوالب الفنية التي يمكن أن تجسد تاريخ وطن، وكفاح شعب، وبسالة أبطال سكنوا هذه الأرض الطيبة. وفي النهاية لا يجد المنظمون أفضل من فنون الأوبرا المختلفة لتقدم تعبيراً فنياً راقياً عن المراحل المختلفة في عمر الشعوب، ونضالها.
ومن بين فنون الأوبرا اختارت إمارة الشارقة هذا العام قالب «الأوبريت» لتجسيد المعاني السامية التي ترتبط بالوطن في عرض بعنوان «أوبريت وطن النور» الذي يتم تقديمه مساء اليوم على مسرح المجاز من بطولة الفنان حسين الجسمي، والفنانة عُريب، والفنان أحمد الجسمي، والفنانة سميرة أحمد، ومن كلمات عبدالله بلحيف النعيمي والشاعر والإعلامي راشد شرار، ومن ألحان خالد ناصر، وإخراج محمد العامري.
يتحدث الأوبريت عن قوة دولة الإمارات وتاريخها الذي بدد الظلام منذ الإعلان لتكون موطن النور من خلال خمس لوحات، حيث إن كل لوحة تعبر عن مرحلة مرت بها دولة الإمارات، مع تخصيص لوحة عن إمارة الشارقة (القلب الكبير)، لإبراز دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في دعم العمل الإنساني، إضافة إلى الفقرات الدرامية والاستعراضية التي تقوم بأدائها مجموعة من طلاب وطالبات إمارة الشارقة، والفنانين.
حول الأوبريت يقول الفنان والملحن خالد ناصر لـ«الخليج»، وعن أنواع الموسيقى التي استخدمها في تلحين الأوبريت: «هو عبارة عن 5 لوحات مغناة، اللوحة الأولى عبارة عن مزج وتناغم بين فن العازي الذي صغته بطريقة جديدة متطورة تختلف عن الفن الأصلي الذي استخدمته كاستهلال لفن العيالة، واللوحة الثانية عبارة عن الإيقاع الشعبي الإماراتي الذي استحدثته منذ فترة طويلة وأصبح مستخدماً في الخليج، واللوحة الثالثة عبارة عن إيقاع الحربية، ويتسم الإيقاع بالحماس مع إضافة جمل لحنية تربط الحماس بالفرح. واللوحة الرابعة عبارة إيقاع الليوا ويتسم الإيقاع بمشاعر الفرح لذا استخدمناه لتناغم معاني الكلمات مع اللحن. اللوحة الخامسة والأخيرة إيقاع الدزة، وهو متعارف عليه دائماً في اختتام الأوبريتات، ويتسم بالفرح والنشاط، ومزجنا الكلمات المكتوبة باللغة العربية الفصحى مع هذا الإيقاع فظهر بصورة جديدة جميلة.
ويضيف ناصر أن هذا التنوع في الألحان ونوعية الموسيقى المقدمة في الأوبريت تناسب الرسالة التي يحملها العرض، وهي أن دولة الإمارات موطن النور، تبدد الظلام بالخير، وبأعمالها الإنسانية وقيم التسامح على جميع المستويات الإقليمية والعالمية. و تعمل الموسيقى على جذب المتلقي لمتابعة أحداث العرض.. كما أنها تعبر عن غزارة الإيقاعات وتنوعها في بيئتنا المحلية فجميل أن نستخدمها.. وأيضاً تنوع المقامات الموسيقية في الأعمال الكبيرة ينم عن ثقافة الملحن الموسيقية وخبرته الإبداعية في هذا المجال.
أما القرية العالمية بدبي، فاختارت قالب المسرح الغنائي لتحتفل باليوم الوطني بعرض يحمل عنوان «بلاد الخير» الذي يقدم على مدى 6 أيام تبدأ غداً ، بمعدل عرضين كل يوم على المسرح الثقافي بالقرية.
والعرض ينتمي لنمط الأعمال الملحمية الغنائية، ويتكون من ستة مشاهد تعكس مسيرة العطاء في تاريخ دولة الإمارات. والعرض من إخراج علي الخوار، وصمم الاستعراضات عبيد علي، ومن تلحين خالد ناصر.
وقال عبيد علي : «نفخر بإنتاج هذا العمل المسرحي الضخم الذي يستوحي اسمه وقصته من «عام الخير». سعدت بالمشاركة في هذا العمل الذي يعكس الموروث الثقافي وهوية وطننا على أكمل صورة «.
وأضاف : «حرصنا مع فريق العمل على اعتماد رؤية ابداعية تنقل قصة دولة الإمارات بتفاصيلها المذهلة في محتوى فريد، قالباً ومضموناً، وتطرحه في إطار شعري ينسج البنية الدرامية بصورة متناسقة».
وقال در أنوهي، الرئيس التنفيذي للعمليات في القرية العالمية : «إن يوم الاتحاد يمثل لنا كأبناء زايد المزيد من التلاحم والولاء والحب نحو هذه الأرض المعطاء، ولهذا حرصنا على أن يخرج هذا العمل المسرحي على أكمل وجه من خلال التجهيزات الفنية واللوجستية التي تليق بعرض «بلاد الخير»، ويعد العرض علامة فارقة في المسرح الغنائي.
↧
فنون كلاسيكية بنغمات الفخر
↧