Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

«المسرح الثنائي».. مختبر إبداعي جديد للفنان الإماراتي

$
0
0
الشارقة: عثمان حسن

تحتفي الشارقة بكافة أنواع المسرح، وتقيم مهرجانات ومواسم متخصصة مفتوحة للمسرحيين الإماراتيين والعرب، وهي بهذه النافذة تشكل مظلة فنية عربية راسخة، على مستوى تأصيل «أبو الفنون»، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بوصفه؛ أي المسرح، رافعة النهضة الثقافية والفنية، وتحقيق الازدهار والتنمية المنشودة في كافة المجالات.
من المهرجانات المهمة في هذا الإطار، يبرز «مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي»، الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة بالشارقة، وتنطلق دورته الثالثة خلال الفترة ما بين 22 إلى 26 فبراير/شباط المقبل.
والمسرح الثنائي، اصطلاحاً هو «الديودراما»، الذي يعتمد على المواجهة الأدائية بين ممثلين فقط، وهو على صعيد التجربة الإماراتية، يفتح المجال واسعاً أمام الفنان المحلي، ليطلق مخيلة التجريب في نوع مسرحي معروف عالمياً، ولكنه جديد على الساحة الإماراتية، مقارنة بالمهرجانات الراسخة مثل: أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان المسرحيات القصيرة، والمسرح المدرسي، وغيرها من المهرجانات المعروفة.
الفكرة الرئيسية في المسرح الثنائي، تختبر قدرة التمثيل على الخشبة، من خلال بطلين يدخلان في حوار متواصل عبر مشاهد العرض، ويمكن القول إن نجاح العرض يعتمد على أداء هذين الممثلين، وقدرتهما على توصيل فكرة النص؛ أي أن حبكة العرض ومحمولاته النفسية والدرامية، ترتبط بقدرة هاتين الشخصيتين على التواصل في ما بينهما، في إطار من التناغم النفسي، في ضوء ما تمتلكانه من قوة في الأداء التعبيري والحركي، وأيضاً اللفظي أو الصوتي.
من الناحية الفنية، يُبرز النص كإحدى العلامات الفارقة في المسرح الثنائي، فهو بحسب المختصين، عرض يقع بين مفهومين للدراما.. العادية والمونودراما؛ إذ يتنامى الحوار بين الشخصيتين، فتدخلان في صراع خارجي يختبر قدرة الممثل على الأداء والمواجهة، على أرضية التداعي الحر لأفكار الشخصية، في مقابل الشخصية الثانية، وهو ما يميز الديودراما، ويجعلها فناً قابلاً للتشخيص وجديرة باهتمام الفنانين.
يتكفل بطلا الديودراما؛ أو المسرح الثنائي في العادة، بمحاكاة مختلف الشخصيات الغائبة التي يحملها النص، وهذه مهمة عسيرة يتكفل بها مخرج العرض، الذي يجب أن يكون واعياً بكل تفاصيل الحوار الدرامي بين بطليه، حيث يقع عليهما عبء توصيل فكرة العرض بحرفية عالية، تراعي دراما النص، وتحاكي شخصياته وتقنع المتفرج بمآلات الشخصية، وتحولها على الخشبة.
ثمة تجارب عربية لافتة في المسرح الثنائي في مصر والسعودية والبحرين وغيرها من البلدان العربية، ويأتي مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، ليؤصل هذه العروض، ويمنح فرصة للكتاب والممثلين الإماراتيين، ليشاركوا في هذه التظاهرة.
انطلقت الدورة الأولى لمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في 11 فبراير/ شباط 2016، وكانت هذه الدورة تمثل حدثاً كبيراً في تاريخ المدينة، حيث افتتح العرض الإماراتي «الجزيرة»، من تأليف أثول فوغارد، وإخراج أنس عبدالله، لجمعية دبا الحصن للفنون الشعبية والمسرح، هذه الدورة وهو من تمثيل: سعيد الهرش، وإبراهيم القحومي، ومن إخراج أنس عبدالله، الذي سبق له أن شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، بعرض «قضية ظل الحمار» لفريدريش دورينمات، بعرض أدهش الحاضرين.
وحفلت الدورة الأولى ببرنامج مصاحب، يهدف إلى إثراء الجمهور والمشاركين بكافة أشكال الحوار والتواصل الفني، كما اشتملت على ورش عديدة في الديكور والأزياء والمكياج، فضلاً عن الندوات المتخصصة وعناوينها المختلفة مثل: «المسرح الثنائي.. تقنيات وجماليات».
أما الدورة الثانية للمهرجان فنظمت بمشاركة خمسة عروض من الإمارات والبحرين ولبنان وتونس وسوريا، بهدف تعريف الجمهور بهذه التظاهرة المهمة، وهو ما يؤكد اهتمام الشارقة بدعم وتشجيع التجارب المسرحية وسعيها لاستحداث وتطوير المسرح المحلي والعربي.
وشارك في هذه الدورة العرض الإماراتي «إسكوريال»، لفرقة مسرح الشارقة الوطني، وهو من تأليف الكاتب الإسباني ميشيل دوفلدرود، وإخراج حميد سمبيج، كما شاركت البحرين بـ «النافذة»، تأليف إيرينيوس ينسكي، وإعداد عبدالله السعداوي، وإخراج غادة الفيحاني، ومن لبنان «صفحة 7»، من تأليف وإخراج عصام بو خالد، وفادي أبو سمرا، ومن تونس مسرحية «عقاب أحد»، المعدة عن «قصة حديقة الحيوان» للكاتب إداورد آلبي، وأخرجها غازي زغباني، بينما شاركت مسرحية «حلم» من سوريا، من تأليف وإخراج ساري مصطفى.
ومن بين الأنشطة التي استضافتها الدورة، ملتقى الشارقة الرابع عشر للمسرح العربي تحت شعار: «المسرح والرواية» بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين، حيث ينعقد الملتقى بصفة سنوية، بهدف إثراء المهتمين بالرؤى النظرية الجديدة وإتاحة الفرصة أمام الباحثين المسرحيين الشباب.
وقد حفلت فعاليات الدورة الثانية للمهرجان، بسهرة مسرحية عنوانها «حصاد المسارح العربية 2016»، وسلطت الضوء على مسارات المسرح العربي، ورصدت توجهات العروض والأبحاث المقترحة، والتقنيات الإدارية والفنية للمسرح في ضوء التحديات المستقبلية، وشارك في الدورة الثانية نحو 100 ضيف من المسرحيين والنقاد، من مختلف الأقطار العربية، من مصر والمغرب والكويت وتونس والعراق والأردن والجزائر والإمارات.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>