ترامب يتقرب من أفريقيا ويطلب تعاوناً لوقف النووي الإيراني

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة في منتدى دافوس الاقتصادي أن «أمريكا أولاً ليست أمريكا وحدها» في خطاب خصصه لطمأنة الشركاء الدبلوماسيين والتجاريين للولايات المتحدة القلقين من مواقفه السابقة، ودعا إلى تعاون دولي لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي كما وجه تحيات حارة للقادة الأفارقة وشن هجوما جديدا على الصحافة الشريرة التي تناصبه العداء بأكاذيبها التي لا تنتهي.
وطالب ترامب في الكلمة التي ألقاها في المنتدى العالم بالعمل على منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأكد أنه سيقوم بكل ما هو ضروري لمواجهة الإرهاب وحماية المواطنين الأمريكيين منه. وأشار إلى أن إدارته ستستمر في الاستثمار في القطاع العسكري لجعل العالم أكثر أمناً. وعن المهاجرين، أكد الرئيس الأمريكي أنه سيقوم بضم أفراد الأسرة إلى عائلاتهم في الولايات المتحدة.
ورغم انه التزم خطابه بحرفيته طوال خمس عشرة دقيقة وحصد تصفيقا هادئا، غمز ترامب على عادته من قناة الصحافة «الشريرة» ووجه إليها انتقادا جديدا، ما أثار صيحات استهجان في قاعة تتسع ل1500 شخص ضاقت بمسؤولين كبار في مجال الاقتصاد والسياسة وكذلك بصحفيين.
فخلال حديثه مع كلاوس شواب عن مسيرته قال «الصحافة كانت جيدة جدا معي حين كنت رجل أعمال. لكنني لم أدرك إلى اي مدى يمكنها ان تكون شريرة وكاذبة إلا حين أصبحت سياسيا». وسرعان ما قوبل كلامه بصيحات استهجان.
وكان نفى في وقت سابق أنباء نشرتها وسائل إعلام وقالت انه أمر العام الماضي بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق باحتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية، قبل ان يتراجع تحت الضغوط.
وقال أمام الصحفيين عند وصوله إلى المنتدى انها «أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من «نيويورك تايمز»، «اخبار كاذبة»».

ويتولى مولر التحقيق في الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين خلال الانتخابات الرئاسية في 2016 وهو ما نفاه ترامب مراراً واعتبره تعديا على شرعية رئاسته.
إلى ذلك، طلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاغامي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي ان ينقل «تحيات حارة» إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات «المهينة» بحق دولهم والمنسوبة إلى الرئيس الأمريكي. وهنأ ترامب كاغامي بتوليه الرئاسة الدورية للكتلة التي تضم 55 دولة، والتي قال إنها «شرف عظيم».
وتجاهل الرئيس الأمريكي أسئلة وجهها صحفيون بشأن تصريحات نسبت إليه في وقت سابق هذا الشهر مهينة بحق دول إفريقية وصفها «بالحثالة» خلال اجتماع مع قادة الكونجرس حول الهجرة. وأثارت تصريحاته غضباً في انحاء العالم ودفعت بالعديد من الحكومات الإفريقية إلى طلب توضيحات من السفراء الأمريكيين لديها.
وقال ترامب انه أجرى «محادثات رائعة» مع كاغامي الذي بدوره قال انها كانت «محادثات جيدة» حول الاقتصاد والتجارة.
ولم ترض هذه التصريحات رجل الأعمال الجنوب إفريقي بونانغ موهالي الذي قال انه قاطع مع العشرات من رجال الاعمال خطاب ترامب في دافوس.
وكان الاتحاد الإفريقي الذي يعقد قمة في 28 و29 يناير في اديس ابابا، ندد منتصف يناير بتصريحات ترامب عن «الدول الحثالة» في القارة الإفريقية.
من جهة أخرى، صرح الرئيس الأمريكي انه مستعد للاعتذار عن إعادته نشر تغريدات تتضمن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة «بريطانيا أولاً»، ما أثار جدلاً في المملكة المتحدة.

وقال في مقابلة مع قناة «آي تي في» البريطانية للصحفي بيرس مورغان الذي يحاوره «اذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد اذا رغبتم في ذلك».
ولم يغب تنظيم «داعش» المتطرف عن كلمة ترامب أمام المنتدى اذ أكد أن «التحالف ضد التنظيم المتطرف استعاد 100% تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا». وأضاف ان «معارك» أخرى ما زال يتعين خوضها «لترسيخ» هذا التقدم. (وكالات)