تغلق الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر غداً الاثنين، باب الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر لها منتصف مارس/آذار المقبل، وسط مؤشرات بعدم تقدم أي من المرشحين رسمياً للسباق الرئاسي، في مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يبدو أنه سيخوض السباق منفرداً، في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر، منذ أول انتخابات رئاسية تعددية في العام 2005.
وقررت الهيئة العليا لحزب الوفد أمس على نحو مفاجئ، رفض تفويض الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، في مواجهة السيسي، بأغلبية ساحقة، إذ صوت 42 عضواً من جملة أعضاء الهيئة العليا، البالغ عددهم 60 عضواً برفض قرار الترشح، مقابل موافقة 4 أعضاء فقط. ويأتي قرار الهيئة العليا للوفد قبيل يوم واحد من غلق الهيئة الوطنية للانتخابات باب التقدم بطلبات الترشح في الانتخابات، وسط تأكيدات من قبل الهيئة في بيان صحفي لها أمس بأنها «لن تمدد الفترة الزمنية لتلقي طلبات راغبي الترشح، وستلتزم بالجدول الزمني المعلن».
وقال المهندس أحمد السجيني، عضو المكتب التنفيذي لحزب الوفد، إن غالبية أعضاء الهيئة العليا للحزب، رفضوا أمس ترشح البدوي للانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن الكل أجمع على أن الفترة الأولى لولاية الرئيس السيسي، شهدت إنجازات كبيرة، وبالتالي فإن الوفد يدعم السيسي مرشحا للرئاسة لفترة رئاسية جديدة، ولن يطرح مرشحا في مواجهته، وقال السجيني إن الدكتور البدوي توجه بطلب الترشح بنية وطنية خالصة، لكن الهيئة العليا كان لها رأي آخر، إذ كيف تعلن دعمها للرئيس في الانتخابات الرئاسية، ثم تدفع بمرشح في مواجهته.
ويقلب قرار الوفد أمس موازين اللعبة الانتخابية في مصر، إذ كانت الأجواء مهيأة لمعركة انتخابية تعددية بين أكثر من مرشح، قبل أن يخرج من السباق ثلاثة من أبرز المرشحين لأسباب مختلفة، من بينهم رئيس الأركان الأسبق «الفريق مستدعى» سامي عنان، لأسباب إجرائية تحول دون استمراره في السباق، ومن قبله الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، الذي أعلن انسحابه مبكرا، ثم خالد علي مرشح حزب العيش والحرية تحت التأسيس.
وتنص المادة 36 من قانون انتخابات الرئاسة في مصر على صحة الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية: «حتى لو تقدم للترشح مرشح وحيد، أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقي المرشحين»، ويعلن فوزه في هذه الحالة إذا حصل على 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، فإن لم يحصل المرشح على هذه النسبة، تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فتح باب الترشح لانتخابات أخرى، خلال خمسة عشر يوماً على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة.
وقال الدكتور عماد كاظم، رئيس المجالس الطبية المتخصصة، إن عدد المرشحين الذين حصلوا على خطابات لإجراء الفحوص والتحاليل الطبية، لتقديم أوراقهم للترشح للانتخابات الرئاسية بلغ حتى يوم أمس ثمانية مرشحين، «لم يتقدم منهم سوى اثنين فقط»، هما الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي الذي أجرى بالفعل فحوصه الطبية في مستشفى الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، مشيراً إلى أن المجالس لم تتلق حتى يوم أمس أي توجيهات أو تعليمات من الهيئة الوطنية للانتخابات، بمد فترة قبول طلبات الكشف الطبي أو تلقي التظلمات.
وتغلق مكاتب التوثيق والشهر العقاري وعددها 390 مكتباً، أبوابها ظهر يوم غد الاثنين، وقالت مصادر إن جملة وثائق التأييد لمرشحين بلغت حتى ظهر أمس السبت مليونًا و63 ألف تأييد، لأربعة وعشرين مرشحا من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد.
القاهرة: «الخليج»