إعداد: إبراهيم باهو
سيطر «آل هابسبورج» أباطرة الإمبراطورية الرومانية خلل الفترة من منتصف القرن الـ15 وحتى أواخر القرن الـ18، على معظم أنحاء أوروبا من بينها هولندا التي حكمها فيليب الثاني ملك إسبانيا بين أعوام 1527 و 1598. وتميز حكم فيليب بالشدة والقسوة بسبب سقوط إسبانيا في هاوية الفقر، مما أدى به إلى رفع الضرائب على سكان محافظات هولندا على وجه الخصوص، ولم يستوعب الشعب الهولندي هذا الأمر، وثار عليه مما كان سببا في بدء حرب الـ80 عاماً بين هولندا وأسبانيا منذ عام 1568 وانتهت في مثل هذا اليوم من عام 1648 بعد توقيع معاهدة مونستر بين الطرفين.
تعد هذه المعاهدة من أهم الأحداث الرئيسية في تاريخ هولندا، فقد أدت إلى استقلالها عن التاج الإسباني، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مكان انعقاد المباحثات وكانت في مدينة مونستر الواقعة في ولاية شمال الراين- وستفاليا في غرب ألمانيا.
بحسب المؤرخين عندما ثار سكان هولندا في محافظاتها السبع وبدأت الحرب بين هولندا وإسبانيا، حاول فيليب الثاني قمع الثورة واستطاع السيطرة على المحافظات الجنوبية إلا أنه فشل في السيطرة على الشمالية، التي نمت اقتصادياً بشكل سريع بحكم الشحن التجاري في موانئها.
يرجع المؤرخون أسباب الحرب إلى تزايد سخط الهولنديين من حكم آل هابسبورج وبالتحديد فيليب الثاني، وكانت الضرائب الباهظة المفروضة على السكان هي السبب الرئيسي لاستياء الهولنديين.
ومن جانب آخر أعيق الدعم والتوجيه من قبل الحكومة بسبب الحجم الهائل للإمبراطورية الرومانية، وتضاعفت الاضطرابات أيضاً بسبب وجود القوات الإسبانية التي طلب منها الإشراف على النظام في المحافظات الهولندية.
كانت المحافظات الهولندية دائماً ما تتعرض للانتقادات لأنها كانت تتصرف دون إذن العرش، في حين أن العرش أيضاً لم يكن عملياً تجاه أي طلبات السكان، فقد كان يستغرق أي طلب ما لا يقل عن أربعة أسابيع للرد.
بعد إعلان المعاهدة التي أنهت الحرب نمت الإمبراطورية الهولندية لتصبح واحدة من القوى الاقتصادية والملاحة البحرية الكبرى في القرن السابع عشر، وفي العصر الذهبي تم إنشاء مستعمرات ومراكز تجارية تابعة لها في جميع أنحاء العالم.
