عيون دبي

مارلين سلوم

من الذكاء أن تعرف كيف تجعل «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المجتمع، وتحوّله إلى حارس يسهر على راحة كل إنسان. حارس أمين، لا تغفل عينه عن كل صغيرة وكبيرة، يعمل بلا انقطاع 24/7، يسجل كل التفاصيل، ويبلغ الشرطة عن أي خلل، أو جريمة، أو سرقة، أو حادثة، أو مخالفة، فيكون صوت الضحية الواصل بلمح البصر إلى مسامع الأجهزة الأمنية.
أن تجعل الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان، لا يأخذ مكانه، أو ينافسه على وظيفة، بل يسد فراغاً يعجز البشري عن ملئه مهما برع، أو تطور في أسلوب عمله، هو مطلب ضروري في هذا الزمن، فكيف إذا كان هذا «الذكاء» مستخدماً لإيجاد حلول لزحمة السير، وللإبلاغ عن المخالفات والجرائم في لحظة وقوعها نفسها، وقادراً على فرز تلك «المخالفات» في ثوان وفق طبيعتها، ونوعها، وتنبيه الأجهزة المعنية لتتحرك فوراً، وهي على علم بما حصل، وأين، ومتى، وكيف؟ إنه التطور الإيجابي الذي نشهده مع تحوّل كاميرات المراقبة في دبي إلى «عيون» لا تغفل عن أي صغيرة أو كبيرة، ساهرة على راحة أبناء المدينة وسكانها على مدار الساعة. إنها «عيون» المنظومة الجديدة التي تدير جميع كاميرات المراقبة في الجهات الحكومية لرصد كل المخالفات والجرائم والحالة المرورية، وحتى القطاع السياحي.
ما يميز «عيون دبي» اليوم عن الكاميرات العادية والمعروفة أنها مزروعة في كل الشوارع، والأماكن العامة، والدوائر الحكومية، المراقبة الشديدة مع سرعة تحويل المشهد إلى بيانات وتحليلها في زمن قياسي، لتتحول إلى إنذار وإبلاغ يتحرك على أساسه القطاع المعني به، لتكون الشرطة وكل الأجهزة الأمنية على بينة بكل التفاصيل، وهي تقوم بواجبها، فتلحق بالمخالفين فوراً، وترصد التحركات، وتنقذ الضحية.
«عيون دبي» التي تسهر على راحة وأمان أبنائها، وساكنيها، وزوارها، صارت ذكية بامتياز، سريعة في اللحاق بأي سلوك محل اشتباه، وليس في التحرك بعد وقوع الجريمة فقط. والمفروض أنها قادرة على إيجاد حلول للاختناقات المرورية، وفي هذه الحال، وإذا أثبتت التجربة جدواها، نتمنى أن يتم تعميمها على إمارات الدولة كافة، للحد من الاختناقات المرورية التي لم تجد طريقها إلى الحل بعد، في حين أن الدولة تتقدم بشكل يبهر العالم في الحد من الجريمة التي تصل إلى معدلات متدنية جداً. فهل تبقى «الزحمة» اللغز الدائم رغم كل التطورات؟

marlynsalloum@gmail.com