Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

الدراسة بلا كتب

$
0
0
ابن الديرة

التعليم بلا كتاب مدرسي أسلوب جديد تنتهجه بعض المدارس الخاصة، على مرأى ومسمع وزارة التربية والتعليم والهيئات التربوية المسؤولة، التي لا تجد غضاضة في ذلك، لأن بعض مدارسها تأخرت هي أيضاً في توصيل الكتب المدرسية لطلابها، على الرغم من أن التخطيط للعام الدراسي الجديد يفترض أن يتم توزيع الكتب على الطلبة في اليوم الدراسي الأول لبدء العام الدراسي.
سؤال ليس بريئاً لمن يعنيه الأمر: ماذا يعني أن يتم في بعض المدارس الخاصة استكمال توزيع خمسة كتب كانت ناقصة بتاريخ 18 يناير/ كانون الثاني 2018 والعام الدراسي بدأ في سبتمبر/ أيلول 2017؟
الكتب التي تم تسليمها للطلبة مؤخراً هي العلوم والرياضيات والتربية الرياضية والعربي والحاسوب للصف الثامن، وقد مضى فصلان دراسيان كاملان والطلبة محرومون من هذه الكتب، وبعد مضي عدة أيام من الفصل الدراسي الثالث والأخير جاء الفرج وتم حل المشكلة، التي لا يوجد ضمان واحد لعدم تكررها في الأعوام المقبلة.
فطالما غاب التخطيط عن العمل فكل شيء يتوقع حدوثه بلا استثناء، لأن نقيض التخطيط هو الفوضى والعشوائية والسلبية وللأسف كلها عوامل محبطة، وتجر إلى الخلف، ولا تساعد على التقدم للأمام قيد أنملة، فالعام الدراسي طويل وخلاله يجب التحضير للعام الدراسي الجديد، واللجوء لحجج المطبعة ومواعيدها مبررات واهية وعذر سلبي كما الذنب نفسه.
قبل دوام الهيئتين التدريسية والإدارية في السنة الجديدة، يجب أن تكون أعمال الصيانة انتهت تماماً ولا ذيول وتوابع لها تنغص نظام اليوم الدراسي، والمرافق المدرسية جاهزة لتأدية الخدمات المطلوبة منها، والكتب المدرسية في مخازن المدرسة، كاملة غير منقوصة، والمعلمون كاملو العدد بالتمام والكمال وفي كل المواد.
إذا كانت هناك جدية في العمل وفي الوصول إلى مستويات تعليمية راقية، ونجاح العام الدراسي، يجب أن نستعد جيداً وهذا أضعف الإيمان وجزء من الطريق، لأننا مطالبون بعد ذلك أن نعمل ونجتهد ونتطور لنستطيع تربية وتعليم أجيال من الطلبة قادرين على مسايرة العصر وثورته التكنولوجية التي طالت تفاصيل الحياة الإنسانية.
لا يجوز تحت أية ذريعة أن نعيش الفصل الأخير من العام الدراسي وعدد كبير من الكتب لم يشاهده الطلبة بعد، ولم يلمسوه بأيديهم، وهل يقيم هؤلاء الطلبة الذين حرموا من الكتاب المدرسي كالذين تسلموه في اليوم الأول لبدء العام الدراسي؟
الحقيقة أن المشكلة ليست فقط تأخر توزيع الكتب حتى لو طال هذا التأخر وامتد عدة شهور، لأن الخطر الأكبر هو غياب منهجية التخطيط العلمي، وهذا سوف يمس جوانب أخرى من العملية التربوية التعليمية، وفي غياب التخطيط تنتشر العشوائية وتستفحل، وتصبح تجربة الصواب والخطأ قمة الطموح، وهذا ليس سبيلنا ولا يخدم استراتيجياتنا وأهدافنا وطموحاتنا الحاضرة والمستقبلية.
يجب أن تمارس السلطات التربوية الحكومية مسؤولياتها، وتعالج كل تقصير وتهاون في مؤسسة التعليم الخاص، الشريك كامل الأهلية ليكون نصف المجتمع المنافس بشرف، وبلا عيوب قاتلة.

ebnaldeera@gmail.com

Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>