افتتح الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، مساء أمس الأول في منارة السعديات، المعرض المصاحب لفعاليات مهرجان أبوظبي، بعنوان: «من برشلونة إلى أبوظبي»، وذلك بحضور هدى إبراهيم الخميس، مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مديرة المهرجان، وآينوا غرانديس، رئيس مؤسسة متحف برشلونة للفن المعاصر، وأنطونيو ألفاريث بارته، سفير إسبانيا في الإمارات. ويتضمن المعرض أعمال أكثر من 70 فناناً تشكيلياً، من متحف برشلونة، للمرة الأولى في العالم العربي، فضلاً عن أعمال 20 فناناً إماراتياً، ويشرف على المعرض فيران بارينبليت، مدير متحف برشلونة، وناصر عبد الله، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ويستمر المعرض حتى 17 مارس/آذار المقبل.
قال الشيخ نهيان بن مبارك ل«الخليج»: «يتضمن المعرض مقتنيات وأعمال فنانين من جميع أنحاء العالم يتضمنها متحف برشلونة، وعرضها في الإمارات كأول دولة عربية، يؤكد مكانة بلادنا في الساحة الثقافية العالمية التي نعتز بها، ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تعزز الروابط البشرية والإنسانية من خلال أعمال الفنانين، ونحن جميعاً نهدف إلى عمل الخير والتعبير عن ثقافتنا، وفي الوقت نفسه تأكيد القيم والمبادئ التي تجمع كل البشر، وهذا ما حثنا عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي اهتم ودعم وأسس هذه الصروح العالمية التي توجد في الدولة، كافتتاح متحف لوفر أبوظبي في العام الماضي، والذي وضع الإمارات على خريطة الثقافة العالمية، ما يؤكد نهج الإمارات في التعايش مع الجميع».
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: «أصبحت الإمارات مركزاً عالمياً يأتيه الناس من جميع أنحاء العالم، ليطلعوا على مختلف الثقافات، وشجعت المواطنين الإماراتيين من أبنائنا وبناتنا على أن يعبروا من خلال الفنون المختلفة عن واقعهم وتاريخهم، مما يسهم في تعريف العالم بثقافتنا وديننا وسماحته. نحن نقدر ونحترم ثقافة الآخرين، ومن جانب آخر، فإن المعرض يؤكد عمق الصداقة بين الإمارات وإسبانيا».
وقالت هدى إبراهيم الخميس: «للفن قدرة عظيمة على بناء جسور التواصل الفكري والتقارب الوجداني، ففي مساحة الجمال تلتقي الأفكار وتبدع العقول، ويكون للذائقة الدور الأكبر في استشراف مسارات الخطاب الحضاري بين الأنا والآخر، بل علاقات الدول في ما بينها، وصولاً إلى ترسيخ وحدة أنماط التعبير الثقافي الإبداعي والفني العابرة للحدود؛ تلك الأنماط التي تُعلي القيم الإنسانية، وتحمل رسالة التسامح والتنوير والانفتاح».
وتابعت: «ولأننا نؤمن بأنّ المستقبل ترسم ملامحه الثقافة، وتجعله الفنون نابضاً بالحياة والأمل، فقد عملنا طوال 22 عاماً، على ترسيخ دور الفنون مجتمعياً، لإدراكنا أننا بالفنون وإمكانات التعبير الثقافي الخلاق، نستكشف الآفاق الإبداعية ونفتح الأبواب المغلقة أمام الفكر الإنساني الحر».
وختمت بالقول: «يأتي تنظيم المعرض ليترجم التزامنا بإثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وعملنا على تحفيز الإبداع المحلي مقروناً بالعالمية، عبر الحوار بين الثقافات، وتبادل الخبرات والمعارف، في لقاء تكمن أهمية انعقاده في كونه جسر وصل بين ثقافاتنا وتجاربنا والعالم، ومساحة خلق فني بأدوات التعبير والتشكيل، بما يعكسه من أصالة وعراقة، وحداثة ومعاصرة معاً».
وقالت آينوا غرانديس: «يؤسس المعرض لحوار بنّاء بين أعمال من مجموعة مقتنياتنا الفنية وأخرى من الشرق الأوسط، وبذلك يسلط الضوء على الثراء الفكري الذي يتمخض من هذا التعاون بين الثقافتين. إنه لشرف كبير لنا أن نشارك في مهرجان أبوظبي هذا العام، ونحن نثمن عالياً جهود مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في تنظيم مثل هذا المعرض الفني الراقي، والمساعدة في تقديم الموسيقى والفنون إلى شرائح أوسع من الجمهور».
ولفت أنطونيو ألفاريث بارته، إلى أن المعرض يجمع أعمالاً فنية بارزة من مقتنيات متحف برشلونة الدائمة، مع أعمال ل 20 فناناً إماراتياً معاصراً، وذلك بهدف إطلاق حوار من شأنه تجديد وتعزيز الروابط بين إسبانيا والإمارات من جهة، وبين الغرب والعالم العربي من الجهة الأخرى.
ويقدم المعرض الذي يأتي احتفاء بمرور 15 سنة على انطلاق مهرجان أبوظبي، أعمالاً من إبداعات كوكبة من الفنانين الأوروبيين من الحقبتين الحديثة والمعاصرة، من بينهم ألكساندر كالدر، وسول ليويت، وبييرو مانتسوني، وأنطوني تابييس، والتي ستدخل في حوار مع أعمال فنية من إبداعات روّاد إماراتيين، من بينهم الراحل حسن شريف، ومحمد كاظم، وابتسام عبد العزيز وغيرهم. وتطرح الأعمال المشاركة في المعرض المعرض مجموعة من الأسئلة التي تتساءل عن ماهية الإنسانية، وأين وكيف نعيش؟ وما هو الفن؟
ويوجه المعرض دعوته للزوار لخوض تجربة استكشافية لدور الفنون المعاصرة، عبر العديد من أعمال الوسائط المتعددة التي تغطي الأفلام والنحت والتلوين والتركيب، والرسم والتصوير، والقطع الفكرية التي تعكس هويات متفردة.
أبوظبي: نجاة الفارس