إذا كان الإحباط أحد أكثر الأمراض العصرية شيوعاً بسبب تسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط اليومية إلى الحد الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن مسؤوليته عن وفاة 80 ألفاً سنوياً من بين أكثر من 300 مليون حول العالم مصنفين مرضى به رسمياً، إضافة إلى عشرات الملايين الآخرين الذين يعانونه دون طلب مساعدة طبية، فإن أحدث وسائل علاجه ومحاولة التغلب عليه ستكون باللجوء إلى «المحادثات الذكية» مع التطبيقات الحديثة التي ستؤدي أدوار الأطباء النفسيين لكنها أقل تكلفة ومتاحة في كل الأوقات عبر الهواتف الذكية.
ابتكرت الطبيبة اليسون دارسي طبيبة الأمراض النفسية السريرية من جامعة ستانفورد الأمريكية روبوت محادثة أطلقت عليه «ووبوت» مخصصاً للتعامل مع الإحباط وهو بمثابة تطبيق ذكي يتوسط المحادثة بين المريض والطبيب النفسي، أو يباشر هو بنفسه دور الطبيب.
قالت دارسي لموقع «بيزنس انسايدر»: ليس هناك خيارات متعددة أمام المصابين بالإحباط الذي يؤدي إلى الاكتئاب وربما الانتحار. ماذا عن الأشخاص الذين لا يرغبون في التحدث مع الآخرين، أو زيارة الأطباء. وأضافت: يمثل هذا الروبوت جزءاً من فكرة مقابلة الأشخاص حيثما كانوا.
يستخدم «ووبوت» مبادئ العلاج الإدراكي السلوكي لانتقاء إجاباته في محادثاته مع الأشخاص بدلاً من إعطاء إجابات بسيطة مكررة مثل روبوتات المحادثة الأخرى، وهو نوع من «العلاج بالكلام» يعنى بمعالجة المشاكل النفسية من خلال مساعدة المريض على تغيير نمط تفكيره السلبي.
ويتميز «ووبوت» بقدرته على «إدراك» مدى سوء حالة المصاب بالإحباط، وفي حالة استشعاره خطراً يمكن أن يتعرض له المريض، يبادر بتقديم نصائحه عن أهمية الحفاظ على الحياة، ويزود المحبط بأرقام طوارئ ورابط إلكتروني لتطبيق «تك تك» لمنعه من إيذاء نفسه.
إعداد: عبير حسين