بمشاركة كبيرة من المثقفين المصريين والعرب والأجانب شهدت قاعة النيل للآباء الفرنسيسكان التابعة للمركز الكاثوليكي للسينما بالقاهرة، الاحتفال بتقديم «جائزة الشعب» للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، وهي مبادرة شعبية تبناها وساهم في قيمتها المالية التي بلغت أربعمئة ألف جنيه، مجموعة كبيرة من المثقفين من محبي الكاتب الكبير وجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، واتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، في مبادرة أولى من نوعها يجتمع فيها المثقفون والشخصيات العامة المصرية لتكريم أحد رموز الأدب العربي المعاصر.
شملت الاحتفالية التي قدمتها الإعلامية منى سلمان تقديم درع التكريم للكاتب الكبير، وعدة فقرات فنية وكلمات للمشاركين في تأسيس الجائزة افتتحها محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مشيراً إلى أن هذه أول مبادرة للمجتمع المدني بهذه الكيفية لتكريم أحد الرموز وبقيمة تعادل مالياً كبرى جوائز الدولة، وتتميز بكونها جائزة شعبية لتقدير أعمال الكاتب الإبداعية، وإسهامه في الثقافة العربية ودوره كمثقف ملتزم بقضايا وطنه، وهي بادرة تبرز أهمية وحيوية المجتمع المدني، وستكون فاتحة لتقليد يأمل ويسعى لاستمراره.
وألقى صنع الله إبراهيم كلمة عبر فيها عن سعادته بالجائزة، وقال الدكتور زياد بهاء الدين إن جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين يشرفها أن تكون جزءاً من جهد إقامة هذه الاحتفالية، وأضاف أن أعضاء الجمعية رحبوا بالمشاركة في هذه المبادرة تقديراً لدور صنع الله إبراهيم الذي يعبر بشخصه وإبداعه ونزاهته ونبله عن روح الشعب المصري.
د. محمد أبو الغار صاحب المبادرة والجهد الكبير في تجميع شخصيات مختلفة لدعم فكرة الجائزة، شكر صاحب فكرة الجائزة الكاتب رؤوف مسعد وعدداً كبيراً من المساهمين في إنجازها. وقال إن صنع الله قدم أدباً مختلفاً بلغة بسيطة وهو مناضل صاحب فكر دفع ثمن مواقفه سنوات سجن طويلة، وهو الإنسان البسيط المتواضع، وما يجعلنا نتأكد أن جائزة الشعب تذهب إلى مستحقيها فجائزة الشعب ذهبت لابن الشعب.
وقال إنه بدأ يستكشف عالم صنع الله إبراهيم الإبداعي عام 1967 مع مجموعته «تلك الرائحة» التي وجدها صادمة في البداية، لكنها أشارت إلى كاتب مغاير للسائد ومن حينها تابع كل أعماله ونوقش بعضها في نادي الكتاب الذي كان أبو الغار يعقده في بيته، وأشار إلى أن صنع الله كان دوما متقبلاً للنقد والحوار حول أعماله التي تثير الجدل، وسواء أعجبتك، أو لم تعجبك، فإنها تحفز الفكر، وهو أهم ما يقدمه العمل الإبداعي.
وأشار إلى رفض صنع الله جائزة ملتقى الرواية العربية الذي أقامته وزارة الثقافة 2003 وبيانه حينها الذي انتقد نظام مبارك وعبرت كلمته حينها عن معاناة كل المصريين.
تضمنت الاحتفالية فقرات فنية شملت الغناء والعزف على العود للمطرب والملحن أحمد إسماعيل، قدم خلالها أعمالاً من ألحانه لأشعار فؤاد حداد وادواراً من ألحان سيد درويش ومحمد عثمان من التراث الغنائي المصري النادر.
فكرة الجائزة ولدت من دعوة طرحها الأديب المصري المقيم بهولندا، رؤوف مسعد، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في ذكرى رفض صنع الله لجائزة الرواية العربية عام 2003، وتلقفها د. محمد أبو الغار ليصبح محور تحركات نجحت في ترتيب الاحتفالية بدعم شخصيات عامة عرفت بتقاطعها مع المجال الثقافي، منها الراحلة شمس الأتربي.