أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية»، في إطار رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحول حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل.
جاء ذلك خلال زيارة سموّه، صباح أمس، مقر مؤسسة دبي الذكية في حي دبي للتصميم، يرافقه عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وقال سموّه «نشهد اليوم إطلاق مرحلة جديدة في مسيرة تحول دبي إلى مدينة ذكية بالكامل، عبر الاستراتيجية التي ستترجم بشكل عملي رؤية حكومتنا لآلية عمل الحكومة الذكية التي توظف التكنولوجيا والتقنيات المتطورة، في بناء منظومة متكاملة للعمل الحكومي الخالي من الأوراق، وتركز جهودها وطاقاتها بشكل أكبر على وضع الخطط والاستراتيجيات لترسيخ سعادة البشر وتطوير مجتمعاتهم نحو الأفضل، وبما يتواءم مع متطلبات مدن المستقبل».
وأضاف سموّه «بعد عام 2021 لن يحتاج أي موظف أو أي متعامل مع حكومة دبي لطباعة أي ورقة، وسيسهم ذلك في ترسيخ نظرتنا الشاملة لواجبنا البشري، ليس على مستوى دبي فحسب، بل تجاه هذا الكوكب الذي نعيش فيه، فبإلغاء المعاملات الورقية، سنلغي طباعة أكثر من مليار ورقة في حكومة دبي سنوياً، تكفي كلفتها لتغذية 4 ملايين طفل جائع في العالم، وتنقذ 130 ألف شجرة سنوياً، وتوفر على الأفراد أكثر من 40 ساعة سنوياً لكل منهم، كانت تُقضى في إنجاز المعاملات الورقية».
وقالت الدكتورة عائشة بن بشر، المديرة العامة للمؤسسة «نحن حالياً ضمن مهمة طموحة لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد في العالم، خلال وقت قياسي. ومن هذا المنطلق، فإننا في دبي الذكية نعمل باستمرار على تقديم مشاريع وخدمات جديدة ومتطورة بالكامل، تدعم تحقيق أهداف هذه المهمة وتضمن استدامة هذا التحول، في إطار جهودنا الحثيثة لضمان تقديم تجربة آمنة وفعالة ومناسبة لاحتياجات جميع سكان إمارة دبي وزوارها وتوقعاتهم».
وأضافت «وضعنا نصب أعيننا توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد، للعمل على صياغة الاستراتيجيات والخطط التي تعزز تحول العمل الحكومي إلى عمل خال من الأوراق بالكامل، وكانت البداية بإطلاق «استراتيجية دبي للبلوك تشين» التي تهدف إلى إنهاء عصر المعاملات الورقية في مختلف التعاملات الحكومية بحلول عام 2021، واليوم ومع «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية»، نحن نخطو خطوة أخرى نحو الأمام برقمنة العمليات الخارجية والداخلية في الهيئات والمؤسسات الحكومية. ما سيوفر الوقت والجهد على الموظفين والمتعاملين، ويعزز البيئة العملية ويحقق رضا المتعاملين، ويخفض الكلفة ومستوى النفايات».
واستعرض وسام لوتاه، المدير التنفيذي للمؤسسة، تفاصيل الاستراتيجية وقال: «استراتيجية دبي لحكومة بلا ورق، إطلاق لمستوى جديد من العمل الحكومي الذكي وكسر لقوالب العمل الحكومي الرقمي، كما تعرفها المدن والدول اليوم، ونحن تجاوزنا مرحلة الحكومة الذكية إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولنكون مستعدين لتلبية كل احتياجات المرحلة فإن التحول لحكومة بلا ورق يعدّ أحد ممكنات المستقبل».
وأضاف لوتاه: «التحول 100% لحكومة بلا ورق، سينعكس على اقتصاد الإمارة وجودة إنتاجية موظفي القطاع الحكومي وحجمها، فضلا عن إعادة توجيه الاستخدام الأمثل للموارد الحكومية».
وتقوم الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية: «التقنيات» الذي سيلبي الاحتياجات التقنية ويوفّر البيانات لضمان إجراء كل المعاملات والإجراءات الحكومية بلا أوراق. و«التشريعات»، ويعمل على سن التغييرات التشريعية اللازمة لتمكين المعاملات بلا أوراق في جميع المؤسسات. و«الثقافة»، للمضي قدماً في تخطي العوائق الثقافية لدى الأفراد والمؤسسات، لتعزيز اعتماد المعاملات والإجراءات بلا أوراق.
وستعزز الاستراتيجية تحول المعاملات الحكومية الداخلية ومعاملات المتعاملين إلى معاملات رقمية بشكل كامل، كما ستتوقف الحكومة عبرها، عن إصدار أو طلب الوثائق الورقية من المتعاملين، وإصدار الأوراق أو معالجتها في العمليات الرئيسية أو الداعمة في الجهات الحكومية.
وستعمل على إرساء تغييرات تقنية عدة، تضم رفع مستوى الأتمتة في المؤسسات الحكومية، وتوفير الاحتياجات الخارجية للمتعاملين، والداخلية للأمور التشغيلية والإدارية المشتركة، وستتم بالتواقيع الرقمية وتوفر البيانات ضمن منصات متخصصة، إلى جانب الشهادات والهوية الرقمية. وكذلك تتضمن تغييرات تشريعية، وتتعلق بالحضور الشخصي إلى المحاكم، والحاجة القانونية إلى إبراز وثائق ورقية تضمن صدقية المعاملة، وسيتم ذلك بسن القوانين ووضع اللوائح والأنظمة والسياسات.
وتشتمل الاستراتيجية، على ثلاث مراحل لمخطط التطبيق، بناء على عدد الجهات الحكومية المعنية بعملية التحول إلى حكومة لاورقية.
دبي: «الخليج»