Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

ريفان ماجير: أحلم بمسرح خاص بأصحاب الهمم

$
0
0

حينما يقرر إنسان أن يحلم لغيره، ويهب وقته وجهده لمساعدتهم، حينها قد تتضافر كل الظروف لمعاونته على النجاح وتحقيق الحلم، وهذا ما قام به ريفان ماجير مدرس الموسيقى لذوي الهمم ومؤسس وقائد فريق كورال «إنسانبل دبي» الذي يعد الفريق الأول من نوعه بالإمارات، ونتيجة لإيمانه الشديد بأهمية العلاج بالموسيقى فقد نجح ريفان في تكوين وإعداد الفريق المكون من 18 عضواً من الأطفال والشباب من أصحاب الهمم، واستطاع أن ينمي مهاراتهم، ويطور قدراتهم الفنية والشخصية بوقت قياسي، عبر الموسيقى والغناء، وبعد نجاح حفلهم الأول بدبي، ومواجهتهم الجمهور بثقة وثبات، وخلق حالة فريدة من الإعجاب والتأثر بين الجمهور بحجم موهبة وقدرات هذا الفريق المكون من الملائكة الموهوبين، كان لنا هذا اللقاء مع ريفان ماجير مايسترو ومؤسس الفريق؛ للتعرف إلى أفكاره وطموحاته وهدفه من هذا المشروع الفني والإنساني.
*من أين جاءت فكرة تكوين كورال من ذوي الهمم؟
- أقيم في دبي منذ عام 2010، وطوال هذه الفترة اخترت العمل في مجال تعليم وتدريب الأطفال والشباب من أصحاب الهمم، وكلما اقتربت منهم أكثر اكتشفت قدراتهم واحتياجاتهم أكثر، وأصبح لدي حلم كبير في مساعدتهم على التغلب على إعاقتهم، عبر تعليمهم الموسيقى، وجعلها وسيلة للتعبير عن ذاتهم ووجودهم في الحياة، وكبر حلمي عندما شاركني فيه صديقي وزميلي الموسيقي دوسان بوبوفيك، وقررنا معاً تكوين فرقة موسيقية، تضم هؤلاء الموهوبين، وإدخالهم عالم الفن والموسيقى الراقية، وبعد عدة سنوات من التحضير قررت في مارس/‏‏ آذار من العام الماضي تحقيق هدفي وإطلاق مشروعنا إلى النور، وهو أول كورال لأصحاب الهمم في تاريخ الإمارات.
*هل واجهت صعوبات في تحقيق هذا المشروع الفني؟
- كأي مشروع آخر، واجهت بعض العقبات والتحديات، ومن أكبر التحديات كان توفير التمويل اللازم للمشروع؛ حيث إنني لم أرغب في أن يتحمل أولياء الأمور أي تكاليف؛ لعلمي بحجم النفقات التي يتكبدها الأهل لتوفير العلاج والرعاية اللازمة لأطفالهم، أما التحدي الثاني الذي واجهني فهو أن الأطفال يعانون درجاتٍ مختلفة من الإعاقات الذهنية، الأمر الذي يجعل درجات تقدمهم وتطورهم تختلف بين بعضهم وبعض.. وبمساعدة زملائي في المركز روبرت فيليب المعالج السلوكي وباربارا دافيدز اختصاصية التخاطب، نجحنا في الوصول بجميع الأطفال إلى مستوى واحد في استيعاب الموسيقى والأداء الجماعي الذي يتطلب الكثير من الالتزام.
*كم عدد الأطفال في فريق الكورال وأعمارهم؟
- حتى هذه اللحظة لدينا 18 عضواً في الفريق، تتراوح أعمارهم بين 8 وحتى 26 عاماً.. ونحن نسعى لزيادة هذا العدد، من خلال إقامة جولة ثانية من تجارب الأداء لكل من يرغب في الانضمام، بغض النظر عن عمره أو درجة إعاقته، فنحن لا نفرق بين الأطفال حسب العمر أو نوع الإعاقة، فنحن نحتضن بفريق الكورال أنواعاً مختلفة من الإعاقات؛ لأن الغرض من هذا الفريق هو فتح عالم جديد، ليكتشفوا قدراتهم الدفينة، وليثبتوا للعالم أنهم قادرون وفاعلون، ولهذا لابد أن أشكر هيئة المعرفة والجامعة الكندية بدبي؛ لتقديمهم كل العون والدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع وتسخير كل الإمكانات لنا.
*ماذا عن طموحاتك للمستقبل؟
- حلمي أن أستطيع توفير مسرح خاص بأصحاب الهمم؛ لتقديم فنونهم المختلفة، وليستطيعوا تقديم أنفسهم بشكل جيد للمجتمع من حولهم..نحلم بأن نرى هذا الكورال يشارك في منظومة التقدم والتطور الإيجابي للمجتمع الإماراتي العظيم، كرواد في التعبير الإيجابي وتحدي الإعاقة. وأتمنى أن يصل الكورال لأكبر شريحة من محبي الفن والموسيقى، وأن يحظى بالاهتمام والدعم، وأن يشارك في أهم الفعاليات والمهرجانات الفنية عالية المستوى، التي تقام بجميع أنحاء الدولة؛ لأنني أؤمن أن فريق «كورال إنسانبل دبي» يستطيع أن يكون صوت من لا صوت له.
*كيف تصف لنا موهبة وإمكانات هذا الفريق؟
- كل فرد في الفر يق يتمتع بقوة خاصة به رغم ضعفه الظاهري، ولكن السر في تميزهم وانصهارهم جميعاً في بوتقة الفريق هو أنهم يتمتعون بالشغف وحب الموسيقى، وحينما يشترك الجميع بالاهتمام يصبح من السهل اكتشاف طاقات وإمكانات كل فرد فيهم.

مصدر طاقة 

*حدثنا عن دور أولياء أمور الطلاب في نجاح هذا الفريق؟
- أهالي أعضاء الفريق من ذوي الهمم هم الأساس والعمود الفقري في إنجاح هذا المشروع، فقد دعمونا بصبرهم ومواظبتهم على جلب أطفالهم للدروس، وتضحيتهم بوقتهم وجهدهم معنا، فهم مصدر طاقة إيجابية داعمة، تشجيعهم لنا ولأبنائهم على الاستمرار وبذل المزيد من الجهد والاهتمام كان له بالغ الأثر في نفوس الأبناء وفي نفوسنا نحن أيضاً، وهذا التأثير هو ما آتى ثماره بالنجاح، وأتمنى استمرار دعمهم للمشروع، وتحفيز أبنائهم على التقدم.
*ماذا عن تمويل هذا المشروع حتى الآن؟
- إلى الآن أقوم أنا وشريكي «دوران» بتحمل تكاليف المشروع، وإضافة للدعم الذي حصلنا عليه من الجامعة الكندية وبعض رجال الأعمال الذين تبرعوا بتكاليف الزي الموحد للكورال وبعض التفاصيل الأخرى.. إلا أننا نأمل في مواصلة خطوات نجاح هذا الكورال، ونشر الفكرة في كل أنحاء الإمارات.
*هل هناك نية لتوسيع نشاط الكورال؟
- أفكر في تنفيذ هذه الخطوة في المستقبل، وعلى استعداد تام لإعطاء الأطفال دروساً خصوصية فردية، من دون أن يتحمل أولياء الأمور أي تكاليف، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والإمكانات المادية الخاصة بالتعليم، وتوفير الآلات الموسيقية.
*هل تعتبر أن تكوين الكورال وسيلة علاجية لهم؟
- بالفعل أؤمن بذلك، ومن خلال تجربتي معهم اتضح تأثير الموسيقى الإيجابي في حالة كل منهم، فالكورال بالنسبة لهم مكان رحب يمكنهم من التعبير عن ذاتهم من دون تمييز، وهو وسيلتهم للحصول على حب وتشجيع وإعجاب الناس بهم.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>