Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

الملتقى العربي للتراث الثقافي يناقش تأثيرات الاستشراق

$
0
0
ناقش متحدثون في الملتقى العربي للتراث الثقافي في جلسة أمس الأول تأثيرات الاستشراق والاستعمار في مفهوم التراث الثقافي والممارسات الحالية، كما استمر النقاش في جلسات أمس، وتناول المتحدثون دور التعليم والتربية، وكيف تؤثر أنظمة التعليم الحالية بجميع مراحلها الرسمية وغير الرسمية، في فهمنا للتراث الثقافي. كما خصصت جلسة أخرى ركزت على نظرة ورؤية الغرب للتراث العربي. ودار نقاش حيوي في جلسات الملتقى، شكل قيمة مضافة لمحاور الجلسات والملتقى عموماً.
وقال إحسان فتحي، مؤرخ وناقد في الفن والعمارة: لعب المستشرقون دوراً كبيراً في تسليط الأضواء على الموروث الثقافي، والتلاقي في القيم والتراث، إضافة إلى أن صورة العرب عند الأوروبيين مازالت جيدة، كما أن حملات نابليون نتج عنها إصدار 23 كتاباً تراثياً جيداً، وشارك فيها مجموعة كبيرة من العلماء.
وتحدث الدكتور منذر جمحاوي، مدير عام دائرة الآثار الأردنية، عن السياحة الثقافية في الوطن العربي، وأوضح أنها مرتبطة بمعرفة المجهول أو الناقص من المعرفة تجاه المكان والأشخاص، وقال: علينا عدم النظر إلى الحدود السياسية في رسم صورة المكان والتراث، وأن نرتبط بمنظومة معينة للحفاظ على التراث، وربطه بمنظومة التكنولوجيا التي لها دور في إبعاد أبنائنا عن التراث، وقناعاتهم بأنها ستجذب لهم فوائد عديدة أفضل من دراسة التراث.
وقال الدكتور حسام مهدي، معماري وكاتب: إن تأخرنا في الوصول إلى المستشرقين كان بسبب بعدنا عن الاهتمام بالتراث، وعدم تفريقنا بين المادي وغير المادي، والشعبي وغير الشعبي. وبين حمدان طه، الباحث في الآثار في فلسطين، أن التراث جزء من استكمال تاريخ الفكر لتحديد رؤى للمستقبل، والأهم ما في الأمر كيفية استخدام الفكر في المستقبل، ويوجد هناك مواقف عديدة حدثت في الماضي نتعلم منها من أجل المستقبل، وأن هناك مشاريع متعددة نعمل عليها في فلسطين لتحديد ما يستند عليه تاريخها.
ناقشت الجلسة السادسة في اليوم الثالث للملتقى، تأثير الأنظمة التعليمية الحالية بجميع مراحلها في التراث الثقافي، من حيث كيفية تقييم التراث الثقافي العربي في العالم، وكيفية تحسين فهمه في المراحل الدراسية، وإشراك وتعزيز دور الشباب في الارتقاء بالتراث. وتحدث خلال الجلسة كل من الأميرة دانا فراس، رئيس صندوق البتراء الوطني، والدكتور سليمان العسكري، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، والدكتورة راوية مجذوب، المديرة المؤسسة لمركز التعليم العالي المتخصص في صيانة وترميم المعالم الأثرية في بيروت، والدكتورة مينا المغاري، أستاذة الآداب والعلوم الإنسانية في المغرب، وأدار الجلسة الدكتور سعد المسعودي.
تحدثت الأميرة دانا فراس، عن تجربة دور القطاع المدني والمؤسسات المجتمعية في المحافظة على التراث وتطويره، لافتة إلى أنه في الأردن من خلال الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، يتم العمل على بث رسائل توعوية للمحافظة على التراث البيئي في البتراء، حيث إن كل الجهود التي قمنا بها ونسعى إليها، هي من أجل المحافظة على التراث وقيمه التاريخية.
وقالت راوية مجذوب: يجب تدريس التراث في المراحل الابتدائية، كغيره من المناهج الدراسية. وبينت أن الغرض من تعليم التراث، هو التعريف بأنواعه وكيفية حمايته، وأود الإشارة إلى التراث العمراني الشاهد الحي الذي لا يقبل الشك على حضارات على أراضينا، فتركت لنا المباني التاريخية والمواقع الأثرية التي تبرز تتابع التجارب والقيم الحضارية والاجتماعية والدينية بين الأجيال.
وتطرقت إلى مفهوم المعلم التاريخي الذي لا يتضمن العمل المعماري المنفرد، بل يتعداه الى الموقع الحضري أو الريفي الذي يحمل طابعا لحضارة معينة أو لتطور مهم أو لحدث تاريخي، وهو لا يعني الأعمال الكبرى فقط، بل يشمل أيضاً الأعمال المتواضعة التي اكتسبت مع مرور الزمن هوية ثقافية. وعلينا أن نشدد على أهمية النسيج العمراني البسيط الذي تتألف منه المدن والتجمعات التاريخية، وعدم الزهد به لأنه لو لم يكن موجوداً لما كان هناك من داع لاستحداث المعالم الكبيرة.

استدامة معرفية

قال طارق والي، مؤسس مركز طارق والي للعمارة والتراث إن الجهل بالتراث ينعكس على أمور حياتية عدة، موضحاً أن الممارسة المهنية وكل مشروع تراثي يعمل عليه من الممكن أن يكون منهجاً بحد ذاته، لافتاً إلى تطوير المحاجر التراثية التي يقوم به المركز، حيث يستخلصون من المواقع روح المكان لمعرفة آلية تطويره، الأمر الذي يساعد على تحقيق الاستدامة التراثية والمعرفية.
وأضاف: اتخذنا إجراءات متعددة لإعادة الروح لأماكن عدة، من خلال الاهتمام بالمواقع الأثرية وترميمها والبيوت الأثرية.

بحث موضوعي

كشفت الدكتورة مينا المغاري، أستاذة الآداب والعلوم الإنسانية في المغرب، أن حماية وصون التراث يمكن أن يكون من خلال تدابير مختلفة، منها البحث الأكاديمي المنهجي والموضوعي، لتحسين المؤسسات، ويمكن أن تشكل قضايا التراث مواضيع بحث، والجامعة يمكن أن تكون حاضرة فيها، ففي المغرب تم إنشاء مؤسسات مجتمعية انفردت بقضايا التراث بشكل كبير، كون المغرب لديه تراث غني ومتنوع ومتعدد، وهناك مجموعة من المعاهد والجامعات التي توسعت في تخصصات خاصة بالتراث.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>