Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

ستودارت: فوائد استكشاف الإمارات للمريخ تتجاوز الوصول إليه

$
0
0
دبي: عبير حسين

أشاد البروفيسور السير فريزر ستودارت الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء 2016 بمشروع الإمارات الطموح لاستكشاف المريخ، مؤكداً أن الفوائد التي ستحصدها الدولة أبعد بكثير من مجرد الوصول إلى الكوكب الأحمر، فوضع خطة طموحة وضخمة مثل تلك التي أعلنتها الحكومة سيستنفر كل الطاقات العلمية والشابة، ويشحذ كل الهمم نحو الهدف الأكبر الذي سيجمع الكل في رحلة مثيرة يكتشف خلالها أموراً غير متوقعة، ويقدم مجالات مختلفة للبحث، وفرصاً متعددة للعمل.
وأضاف: الأهداف الكبرى تحتاج أوقاتاً طويلة لتحقيقها، وأن جني ثمار المشروعات الطموحة لا يتوقف عند الوصول إلى الهدف النهائي، بل يتم حصد منافع ثانوية على طول الطريق ربما تفوق أحياناً الغاية النهائية. وأعطى مثالاً على ذلك بما تعلمه من أستاذه الجامعي قبل أكثر من 50 عاماً بعد تخرجه في جامعة أدنبرة واستعداده للبدء في أولى خطواته البحثية العلمية في إحدى الجامعات الكندية والذي أهداه نصيحة ثمينة ما زال يعمل بها وهو على مشارف الثمانين عندما قال له «ابحث عن المشاكل الضخمة، ليس مهماً نوعية المشكلة سواء كانت شخصية أو علمية المهم أن تكون كبيرة وحقيقية حتى تسعى إلى حلها بكل جهدك وطاقتك، حتى إذا لم تنجح في حلها بشكل نهائي، فستكتشف خلال سعيك لحلها مواطن قوة خفية، وإمكانات داخلية تظهر نتائجها على نحو غير متوقع وربما تفوق أهمية رغبتك في تخطي الأزمة أو المشكلة».
قال ستودارت الحاصل على لقب سير في عام 2006 وجائزة اينشتاين للعلوم في 2007 تقديراً لعمله المتميز والرائد في المركبات الجزيئية في حواره مع «الخليج» أمس خلال زيارته إلى دبي إن ابتكاره للآلات الجزيئية التي حاز عنها جائزة نوبل في الكيمياء 2016 وهي أصغر آلة يتم إنشاؤها من قبل الإنسان لا يمكن التنبؤ بكل المجالات التي يمكن استخدامها بها، لكن تبقى فائدتها الأساسية في تغيير الطريقة التي تحدث بها التفاعلات الكيميائية وتحسينها، أما أهم التطبيقات التي تعتمد عليها اليوم فهي الاستفادة منها في إنتاج بطاريات ذات كفاءة هائلة في تخزين الطاقة.
وأشار إلى أن التطور العلمي الهائل الذي تتقدم به أبحاث «النانو تكنولوجي» يجعلها قاسما مشتركا في كثير من الاستخدامات العصرية، فعلى سبيل المثال تعد تكنولوجيات النانوية الهندسية الجزيئية المتقدمة حلولاً جذرية واعدة لتحلية المياه وتوليد الطاقة الخضراء وتخزينها، إضافة إلى استخدامات غير اعتيادية مثل الأجهزة القابلة للارتداء، والملابس. كما يمكن الاعتماد عليها بشكل متزايد الأعوام المقبلة عند تطوير مهام فضائية متطورة تحمل الرحلات المأهولة، مدللاً على ذلك بإمكانية الاستعانة بها عند تصميم بدلات رواد الفضاء، وحفظ وتغليف الأطعمة، إضافة إلى الاعتماد عليها في إضافة مواد عازلة على السفن الفضائية لحماية الإنسان من الإشعاعات الكونية الضارة.
وحول أهميتها في تطوير عقاقير لعلاج مرضى السرطان، أجاب البروفيسور متأثراً بأن زوجته رحلت قبل عدة أعوام متأثرة بسرطان الثدي، وقال إنه شاهد عيان على التطور الكبير الذي يمر به العلم في مواجهة المرض الخبيث الذي يمتاز بالتحور والتغير بشكل يضع مزيداً من الصعوبات أمام محاولة القضاء عليه.
ورداً على سؤال «الخليج» حول المجالات العلمية الأكثر حيوية التي يجب البدء بالتفكير بها لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، قال البروفيسور ستودارت إنه لا يمكن تفضيل مجال علمي على الآخر، فالعلوم تمتاز بالكلية والشمولية، وإن النقطة الأهم من وجهة نظره هي التركيز على بناء قاعدة علمية جذابة تستقطب القطاع الأكبر من الباحثين الشباب وتمكينهم من إجراء دراساتهم وتجاربهم في بيئة علمية محفزة، مؤكداً على أن مهمة الحكومات هي دعم البحث العلمي وتمكين الشباب وليس فرض تخصصات بذاتها ومنحها الأولوية دون غيرها.اختار ستودارت دبي كمنصة للإعلان عن ابتكاره العلمي الجديد «مكعب النانو العضوي ONC» مع أول تطبيقاته الخاصة بمكافحة الشيخوخة، وقدم شرحاً علمياً للكيفية التي تعمل بها هذه التقنية المصممة للسيطرة على معدل إطلاق المكونات النشطة المقاومة لعلامات التقدم بالسن، وقال عنها: مكعبات النانو العضوية هي جوفاء صغيرة، حجم كل منها أصغر ب 1000 مرة من خلية الدم الحمراء الواحدة، وهي مصنعة من المواد الخضراء الصالحة للأكل.
وأضاف: سمحت براءة اختراع مكعب النانو العضوي للوصول إلى حلول للعمل على الجلد من خلال الدقة الجزيئية بطريقة لم تكن ممكنة من قبل. نحتاج إلى مثل هذه الابتكارات التي تصبح منتجات تجارية تحسن نوعية حياة الناس على أساس آمن، ومتجدد، وعضوي من قبل المواد الحيوية النانوية القابلة للتداول. أطلق ستودارت على المنتج الجديد «نوبل» ليصبح باكورة إنتاج شركته «باناسيا نانو» ومقرها كاليفورنيا بالولايات المتحدة. الدكتور يسري بطرس المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة قال إن «مكعب النانو العضوي» ثورة جديدة في عالم مكافحة الشيخوخة إذ أظهرت الاختبارات السريرية أنها أكثر فعالية بنسبة تتراوح بين 8 إلى 12 مرة من المنتجات المطروحة بالأسواق، مؤكداً أن هذه الخزانات المجهرية توفر فترة طويلة من مدة العلاج الفعالة عبر الإفراج باستمرار عن المزيد من مكونات العناية بالبشرة على الجلد. وأضاف أن تقنية ONC الواعدة يمكن استغلالها مستقبلاً في استخدامات أخرى خاصة صناعة الأدوية، والطرق المبتكرة لعلاج أنواع مختلفة من مرض السرطان، إضافة إلى مجالات مثل التغذية والطاقة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>