لطالما كان تخضير الصحراء جزءاً من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجاءت زراعة الغابات لتغطي أجزاء عديدة من الصحراء، بهدف حماية الطرق والمناطق الحضارية من حركة الرمال، ولتعمل كملاذ للحياة الفطرية.
أظهر تقرير هيئة البيئة في أبوظبي، أن إمارة أبوظبي تضم أكثر من 540 غابة، وتحتوي على نحو 20 مليون شجرة تغطي 3.5% من مساحتها، كما تعتبر ملاذاً لما يقارب 55 ألف حيوان من 12 نوعاً مختلفاً من الظباء وذوات الحوافر، من التي لديها قدرة على تحمل الظروف المناخية القاسية، وتعد الغابات ثاني أكبر مستهلك للمياه الجوفية في الدولة بعد قطاع الزراعة،حيث تحتاج إلى 214 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وتتأثر حالة الغابات إلى حد كبير بمستويات ملوحة المياه الجوفية وخصائص التربة التي تنمو فيها الأشجار وطرق إدارتها، إلا أن 79% من الغابات في إمارة أبوظبي مصنفة بأنها في حالة جيدة.
وقد أنشأت هيئة البيئة في أبوظبي قاعدة بيانات جغرافية تسهل إعطاء الأولوية للنشاطات الخاصة بإدارة الغابات، كما عملت على التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى المعدات الكهربائية أو الطاقة الشمسية، ولتقليل الضغط على المياه الجوفية جرى ربط 56 غابة ببدائل كمياه الصرف الصحي المعالجة، وقد نتج عنها تحسن حالة الغطاء النباتي، لأن المياه المعالجة يمكنها أن تزيد مخزون الكربون في التربة.
كما بينت المؤشرات الأساسية لوضع الغابات الحالي، انخفاضا بنسبة 12.6% في جميع استخدامات المياه في الغابات خلال العام الماضي، ويتم استخراج قسم كبير منها من موارد المياه الجوفية، ما قد يؤدي إلى استنزاف موارد المياه الجوفية خلال العقود القليلة المقبلة، ونظراً لأن الغابات في إمارة أبوظبي مزروعة فإن الحفاظ عليها بشكل مستدام يعتمد على التدخل البشري، ما يتطلب موارد مالية كبيرة، إضافة إلى الطاقة والمياه، كما أنها بحاجة إلى فرق صيانة وتشغيل الآليات المختلفة التي ينتج عنها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر على البيئة.
أبوظبي: رانيا الغزاوي