Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

«المسرح الصحراوي».. فكرة رائدة تؤسس لمسرح عربي أصيل

$
0
0
الشارقة: علاء الدين محمود

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، نظمت أمس الأول في منطقة الكهيف، جلسة فكرية تحت عنوان: «مضامين المسرح الصحراوي وأساليبه: بين الكائن والممكن»، بحضور أحمد أبو رحيمة، مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة، وبمشاركة مجموعة من النقاد والمخرجين.
وشهدت الجلسة تقديم أوراق نقاشية لكل من: عبد الكريم بالرشيد من المغرب، والممثل الكويتي ناصر كرماني، والناقد المصري أحمد خميس، والكاتب والمخرج المسرحي اللبناني عبيدو باشا، وهدفت الأوراق إلى تناول وتقييم تجربة المسرح الصحراوي، ومستقبل المسرح العربي.
في ورقته اعتبر عبيدو باشا، تجربة مهرجان المسرح الصحراوي، تجربة طليعية يجب أن تعمم، مشيراً إلى أن وجود 4 عروض فقط، يعتبر قليلاً على هذا المهرجان، الذي من الممكن أن يستوعب في فكرته الكثير من العروض، كما أن المهرجان يعد حالة فريدة في العالم العربي، وهو صرح جديد تترتب عليه متطلبات جديدة.
وأكد باشا ضرورة إطلاق النفس وتحرير الطاقات، واستخراج كل المخزون من أجل مسرح رائد ومبتكر، لافتاً إلى أن المهرجان يعتبر مقترحاً عربياً يقدم للعالم، حيث إن العرب لو ذهبوا سابقاً إلى المسرح كفكرة لما وقعوا في التناقضات والعودة إلى الأشكال الغربية في طرائق العرض؛ لذا فإن المسرح الصحراوي يعتبر تغيراً في الذهنية المنتجة للفعل المسرحي، ويترتب عليه تغيير في التفكير وفي الذهنية، واستخدام طبائع علمية في التعاطي مع فكرته، وكل ذلك يتطلب عملاً جاداً يستهدف توسيع التجربة، بحيث تشمل أشكالاً جديدة وفتوحات مختلفة في العرض المسرحي وأساليبه.
وأثار الكويتي ناصر كرماني سؤالاً مفاده: هل هو مسرح في الصحراء أم مسرحٌ صحراوي؟، ويجيب على ذلك مستعيناً ببعض القراءات في الأفكار المسرحية العالمية، مشيراً إلى أن مسرحة المكان تعني إيجاد مكان ذي خصوصية للعرض المسرحي، فالمكان هو الفضاء الذي يشكله المخرج، أو الفضاء الدرامي الذي يحمله المشاهد في ذهنه، بينما «المسرحة» تشير إلى المكان الذي يمكن إعداده كمسرح.
وأشار إلى أماكن كثيرة في العالم العربي يمكن تسميتها بالمكان الحدث مثل: الصحراء، والأماكن العامة، وساحات المناسبات، والاحتفالات الطقسية، مؤكداً ضرورة أن تتضمن العروض ما يحفز على الفرجة مثل الرقصات الشعبية والفولكلورية والفنون التعبيرية، التي من شأنها أن تجعل الجمهور متفاعلاً مع العرض.
وتناول أحمد خميس، قضية عزوف الجماهير عن الذهاب إلى المسرح، مشيراً إلى أن جمهور المسرح يتراجع يوماً بعد يوم، وهذا يتطلب أفكاراً جديدة تجذبه، مشيداً بفكرة مهرجان المسرح الصحراوي الذي يعتبر واحداً من الحلول الكبيرة التي تقدم تجاه قضية «الجمهور».
وشدد على ضرورة الاهتمام بالمسرح في الأماكن المفتوحة؛ لأن المسرح يذهب إلى الناس، ويطرح قضاياهم، متناولاً التجارب المصرية في مسرح الأماكن المفتوحة، الذي نجح في جذب جمهور كبير جداً إلى المسرح.
وأكد عبد الكريم بالرشيد أن العرب اهتموا بعبقرية المكان، وأن الصحراء ليست مكاناً محايداً، بل هي كائن حي يؤثر ويتأثر وله فكر، فهي ليست فراغاً عريضاً، بل دنيا من الحيوات، وأن المسرح الصحراوي يمثل إضافة جديدة للحركة المسرحية العالمية، ولابد من التأسيس له جيداً، مشيراً إلى اهتمامه الشخصي بمسألة التأصيل، فقد اشتغل على عدد من البحوث في هذا الإطار مثل: نحو تأصيل المسرح العربي، وتعريب المسرح العربي، والمسرح العربي يبحث عن المسرح العربي، معتبراً أن المسرح الصحراوي هو نقطة انطلاق جيدة نحو التأصيل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>