القلم سفير العقل في «مهرجان الفنون الإسلامية»

ضمن برنامج ورش ومحاضرات مهرجان الفنون الإسلامية، استضافت بيوت الخطاطين، صباح أمس، ندوة بعنوان «القلم وأدواته» قدمها الدكتور عبد المنعم خيري حسين رئيس قسم الخط العربي والزخرفة في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.
تناول حسين خلال الندوة أهمية القلم كأداة في حياتنا، والدور التاريخي الذي لعبه، والأهمية الكبيرة التي يتمتع بها «القلم» في الإسلام، كما عرج على أنواعه وأدواته التي استخدمها الخطاطون المسلمون عبر العصور المتلاحقة.
ابتدأ حسين من تأكيد أهمية القلم من الناحية الدينية، بما ورد في القرآن الكريم من سور وآيات تؤكد عظمة هذه الأداة، فجاء ذكره في سورة (العلق): «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».
وأضاف: «القلم هو ما يحرك باليد والأصابع بتوجيه القلب والعقل، كما وضحه حجة الإسلام الغزالي، ونؤكد هنا ما للقلم من أهمية وقدسية؛ إذ إن جلال الله أقسم به، وجعل تعلم الإنسان به فهو آلة الكتابة إذا رمي بمداده فوق الطرس ليفصح عمّا يجول بخاطر الكاتب من علم وفن وأدب، وقد اختلف في اشتقاقه، فقيل: سمي قلماً لاستقامته. وقيل سمي قلماً لقلم رأسه، وأنه لا يسمى قلماً حتى يبرى، أما قبل ذلك فهو قصبة، كما لا يسمى الرمح رمحاً إلا إذا كان عليه سنان، وإلا فهو قناة».
وبيَّن حسين أن آلات القلم والتي تشتمل عليها الدواة، هي سبع عشرة آلة، أول كل آلة منها يبدأ بحرف الميم وهي:
«المزبر»: بكسر الميم، وهو القلم، «المقلمة»: وهي المكان الذي توضع فيه الأقلام، «المدية»: وهي السكين، وسميت مدية أخذاً من مدى الأجل وهو آخره؛ لأنها تأتي بالأجل في القتل على آخره، وسميت سكيناً لأنها تسكن حركة الحيوان بالموت، «المقط»: هو قطعة صلبة من العاج أو الصدف أو النحاس، يستخدمها الوراقون لتشذيب أَطراف الأَقلام.
«المحبرة»: وهي وعاء، وكانت تصنع قديماً من قرون الحيوانات والجلد والخشب أو الفخار، ثم تطورت وصنعت من المعادن كالبرونز، يوضع بداخلها الخيوط الحريرية وهي ما يعرف (اللّيقة)، ثم يوضع الحبر فوقها، ويستمد المداد منها.
«الملواق»: وهو ما تحرك به الدواة، وأحسن ما يكون من الآبنوس، ويكون مستديراً مخروطاً عريض الرأس، «المرملة»: وهي أداة يوضع فيها الرمل الذي كان مستعملاً عند قدماء الخطاطين، «المنشاة»، «المنفذ»: وهي آلة تشبه المخرز تتخذ لخرم الورق وينبغي أن يكون محل الحاجة منها متساوياً في الدقة والغلظة، أعلاه وأسفله سواء؛ لئلا تختلف أثقاب الورق في الضيق والسعة، «الملزمة»: وهي آلة من النحاس لها دفتان، وتسمى الملزمة؛ لأنها تمنع حركة ما في فكيها فتلزمه مكانه.
«المفرشة»: تصنع من خرق الكتان أو الصوف، وتفرش تحت الأقلام، «الممسحة»: تصنع من خرق متراكبة ذات وجهين ملونين من صوف أو حرير يمسح القلم بباطنها عند الفراغ من الكتابة؛ لئلا يجف عليه الحبر فيفسد، «المسقاة»: وهي آلة تتخذ لصب الماء في المحبرة، «المسطرة»: وهي آلة من خشب مستقيمة الجنبين يسطر عليها ما يحتاج إلى تسطيره من الكتابة، «المصقلة»: وهي التي يصقل بها الذهب بعد الكتابة، «المهرق»: بضم الميم وفتح الراء، وهو القرطاس الذي يكتب فيه، «المسن»: هو آلة تتخذ لإحداد السكين.
وختم حسين محاضرته ببعض ما قيل في القلم وآلاته، منها قول ابن أبي داود: «القلم سفير العقل ورسوله ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل»، وقال طريح بن إسماعيل الثقفي: «عقول الرجال تحت أسنان أقلامها»، وقال أيضاً: «ببكاء الأقلام تتبسم الكتب».
ديالوج الفن
استضافت الجلسة المسائية من ندوة «ديالوج الفن»، أمس الأول، عشرة فنانين تناولوا أعمالهم المعروضة في المهرجان.
تحدث الفنان مجدي الكفراوي عن تجربته وعمله الذي يحمل اسم (جرافيتي- تجليات)، وقام بعرض فيلم توثيقي تضمن كواليس معرضه الذي أقيم في القصباء.
وتناول الفنان المصري محمد عبدالعزيز صاحي عمله «جرافيتي»، وتحدث بيتر تريفلان صاحب عمل «معلقة المثلثات الكروية»، عن اهتمامه بنظرية المنظور الذي يخلق خيالاً واسعاً، وعرض العديد من أعماله منذ بداياته، موضحاً كيفية عملها بكل مراحلها.
تشوي وشان صاحبا «المسجد الطائر»، تحدثا عن مشاريعهما المعمارية السابقة، وكشفا كواليس عملهما المشارك بالمهرجان، وكيفية القيام به منذ بداياته.
تلتهما الفنانة الإماراتية نجاة مكي، معربة عن شكرها لمشاركتها في المهرجان، وتحدثت عن دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، لها منذ بداية انطلاقتها كفنانة تشكيلية، وعن العمل الذي شاركت به، شاكرة الفنان مارتن لكل ما قدمه لها من مساعدات في جمع المواد الخام.