أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس السبت، رفضه مواقف «حزب الله» التي تمسّ العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. وقال إن التريث في الاستقالة هو لإعطاء فرصة لمناقشة مطلب تحييد لبنان عن الحرائق في المنطقة. وجاءت تصريحات الرئيس الحريري خلال اجتماعه في مقرّه في بيت الوسط بالعاصمة بيروت مع وفد من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. وقال الحريري بحسب مصدر رسمي لبناني، «ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث الذي اتخذناها بناء على طلب رئيس الجمهورية ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس عملياً بالممارسات والسياسات المتبعة والتزام اتفاق الطائف كما أعلنا أكثر من مرة. وأضاف، «نحن لن نقبل بمواقف «حزب الله» التي تمس أشقاءنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. هناك جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا وعلينا أن نبني عليها».
من جهته قال نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي الذي تحدّث باسم الوفد «جئنا لنؤيد مواقفك الوطنية ونعبر عن دعمنا لمسيرتك في الحفاظ على أمن البلد واستقراره في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية». وتابع مسقاوي «ما سمعناه منك في اليومين الماضيين من مواقف يطمئننا إلى أننا نسير على الطريق الصحيح الذي يجنب لبنان المخاطر المحدقة به، وكلنا أمل في أن يوفقك الله في تحقيق ما نرجوه لوطننا من استقرار وعزة وازدهار وما يعزز أواصر الوحدة بين اللبنانيين واجتماعهم لمصلحة بلدهم».
وكانت أزمة سياسية قد نشأت في لبنان بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته بعدما شنّ هجوماً على «حزب الله» وإيران. وأعلن الحريري في وقت لاحق تريثه في تقديم استقالته نزولاً على طلب رئيس الجمهورية ميشال عون لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها.
في غضون ذلك، علم أنّ الرئيس ميشال عون أنهى جولة الاتصالات الأولى التي قام بها خلال ال72 ساعة الفائتة، ويعمل على جَوجلتها وإجراء تقييم أولي لمقاربة العناوين الثلاثة المطروحة للحوار، أي: الطائف والنأي بالنفس والعلاقات مع الدول العربية.
وبحسب المعلومات فإنّ عون سيباشر بداية الأسبوع سلسلة لقاءات ثنائية لبلورة تصوّر أوّلي للحل، تلتزم فيه كل الأطراف ولا يكون مُجتزأ.
وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات، إن المشكلة الحالية لا تكمن باستقالة الحكومة أو تعويمها أو تشكيل حكومة جديدة، إنما تكمن في الاتفاق النهائي على النقاط الثلاث هذه، والالتزام بها للسير قُدماً من دون مطبّات جديدة.
بيروت: «الخليج»