Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

«صورة يافا في الشعر العربي»في اتحاد الكتّاب

$
0
0

أبوظبي: «الخليج»

استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول، الدكتور سمير حاجّ في أمسية أدبية بعنوان «صورة يافا في الشعر العربي الحديث»، بحضور سالم بوجمهور رئيس الهيئة الإدارية للفرع، والروائي علي أبو الريش، وعدد من الكتّاب والمبدعين وجمهور الاتحاد.
أدارت الأمسية الشاعرة والإعلامية نجاة الفارس، حيث قدّمت نبذة عن الضيف، موضحة أنه كاتب وباحث فلسطيني، يعمل محاضراً أكاديمياً للأدب العربي الحديث في المعهد العربي لإعداد المعلمين العرب، كما يحمل شهادة الحقوق، ويعمل في حقل المحاماة في فلسطين.
وأضافت: شارك الحاجّ في عدة مؤتمرات دولية ومحلية للأدب العربي، كما صدرت له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت الكتب الآتية «يافا بيارة العطر والشعر 2004»، «مرايا جبرا إبراهيم جبرا والفن الروائي 2005»، و«بئر الحداثة الموسيقى والرمز في أعمال جبرا إبراهيم جبرا 2012».
أشار الحاجّ في محاضرته إلى أن للمكان أهمية خاصّة في الإبداع الشعري والتشييد الجمالي، فقد يشرحه الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار في كتابه «جماليات المكان» بقوله: «المكان الأليف، هو البيت الذي ولدنا فيه، أي بيت الطفولة، إنّه المكان الذي مارسنا فيه أحلام اليقظة، وتشكّل فيه خيالنا، فالمكانية في الأدب هي الصورة الفتية التي تذكّرنا أو تبعث فينا ذكريات بيت الطفولة، ومكانية الأدب العظيم تدور حول هذا المحور».
وأضاف إنّ يافا من أكثر المدن حضوراً في المتخيّل الشعريّ العربيّ عامة والفلسطينيّ خاصّة، لأنّها كانت أهمّ المدن الفلسطينية، ومركز إشعاع ثقافيّ وسياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ، وميداناً للحداثة، ولأنّها ترمز في الذاكرة الجماعية إلى ضياع وطن وتهجير شعب، وقد لقّبها الشّعراء قبل النكبة ب«عروس فلسطين»، و«عروس البحر»، و«واحة أفلتت من الجنّة»، و«فوّاحة الشّذى».
وأوضح أنها أصبحت بعد العام 1948 تلقّب ب «الفردوس المفقود»، و«أرض البرتقال الحزين»، فقد كانت البرتقالة رمزها، حيث كانت تصدّر سنوياً في ثلاثينات القرن العشرين، عشرات الملايين من صناديق البرتقال.
وقال إن ليافا في التشكيل الشّعريّ صورتين نقيضتين، واحدة قبل النكبة تتمثّل بفسيفساء جميلة مركّبة من «برج السّاعة» و«الميناء»، وأحياء «المنشية» و«النزهة» و«البصّة»، وقناطر بيوت حجر، وبيّارات برتقال وفلّاحين، وأمواج ونوارس.
وقرأ مجموعة من النماذج الشعرية التي تدعم هذه الصورة، كقصيدة «زهرة البرتقال» للشّاعر الفلسطينيّ حسن البحيريّ،التي يقول فيها:
أتسأل عن زهرة البرتقال/‏ عن السر ّفي سحر إزهارها/‏ عن الفجر يوقف ركب الصباح/‏ ليقبس فتنة أنوارها/‏ عن العطر تسكب منه النجوم/‏ سلاف الدّنان لسمّارها.
وتابع أن الصورة الثانية كانت بعد النكبة، تصوّر فيها يافا، مكاناً مفقوداً ومسلوباً من أهله، مسكوناً بالهدم والخراب، موضحاً أن يافا في هذه الصورة تتراءى مثل الأرض اليباب، وهذا ما سمّاه «يافا المشطورة أو المصدّعة»، كما في قصيدة الحب والجيتو لراشد حسين، فقد تحوّلت من مدينة تصدّر البرتقال، إلى مدينة تصدّر اللاجئين:
يافا -لمن يجهلها- كانت مدينة/‏ مهنتها تصدير برتقال/‏ وذات يوم هدمت..وحوّلوا/‏ مهنتها..تصدير لاجئين.
وختمت نجاة الفارس الأمسية بقراءة مقطع للشاعر أدونيس أعطى فيه ليافا رمزاً ومدلولاً شمولياً قال فيه:
غير أنّ النهر المذبوح يجري/‏ كل ماء وجه يافا /‏ كل جرح وجه يافا /‏ والملايين التي تصرخ: كلا، وجه يافا /‏ والأحباء على الشرفة أو في القيد أو في القبر يافا /‏ والدم النازل من خاصرة العالم يافا /‏ سمّني قيسا وسمّ الأرض ليلى /‏ باسم يافا /‏ باسم شعب شردته البشرية /‏ سمّني قنبلة أو بندقية.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>