Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

105 أعوام على تقديم فيجنر نظرية «الانجراف القاري»

$
0
0
إعداد:  إبراهيم باهو

هل يُعقل أن جميع القارات كانت يوماً ما كتلة قارية واحدة؟ الجواب بحسب نظرية العالم الألماني ألفريد لوثر فيجنر (الانجراف القاري) التي قدمها في مثل هذا اليوم من عام 1912 أمام الجمعية الجيولوجية الألمانية في مدينة فرانكفورت هو نعم.
وتعرف نظرية الانجراف القاري أو «زحزحة أو زحف القارات»، بأنها نشاط جيولوجي تقوم به الصفائح التكتونية للكرة الأرضية، وتتمثل في حركات تكتونية إما بالتباعد أو التقارب أو بالاحتكاك ما بين صفيحتين، لتبدو وكأنها تتزحزح عبر قاع البحر.
وكان رسام الخرائط والجغرافي البلجيكي أبراهام أورتيليوس، أول من افترض أن القارات ربما «تتزحزح»، وذلك سنة 1596، إلا أن الفرضية تطورت واكتملت بشكل مستقل على يد ألفريد فيجنر.
قدّم فيجنر نظريته في فرانكفورت وافترض فيها أن القارات كانت يوماً ما قارة واحدة عملاقة، قبل أن تنقسم وتنجرف إلى مواقعها الحالية، وعلى الرغم من أن فيجنر وضع نظريته باستقلالية وبشمولية أكثر مما اقترحه من سبقوه، إلا أنه أرجع فضل ما توصّل إليه، إلى أفكار عدد من العلماء الذين سبقوه أمثال فرانكلين كوكسوورثي، والإيطالي وروبرتو مانتوفاني، والأمريكيان وويليام هنري بيكرينج، وفرانك بورسيلي تايلور.
بدأت فكرة النظرية عند فيجنر عندما لاحظ تقارب الشبه بين الحدود الخارجية للكتل القارية، كما لو كانت قطعاً في أحجية الصور المقطوعة، فمثلاً، يتلاءم المنحدر القاري للأمريكيتين مع إفريقيا، وتتلاءم القارة القطبية وأستراليا والهند ومدغشقر، مع شرق وجنوبي إفريقيا، إلا أنه لم يبدأ عملياً في إثبات الفكرة إلا بعد أن قرأ ورقة بحثية في خريف عام 1911، رأى فيها التناقض بين غمر المياه للأراضي، وفكرة التوازن بين غلاف الأرض الصخري، وغلافها الموري، وهي منطقة تقع ما بين 100 إلى 200 كيلومتر، تحت سطح الأرض.
وقدم فيجنر نظريته بعد أن حلل نوع الصخور والهيكل الجيولوجي والحفريات على جانبي المحيط الأطلنطي؛ إذ لاحظ أن هناك تشابهاً كبيراً بين جانبي المحيط، وخاصة في أحفوريات النباتات، وبالتالي دعّم فرضيته بقوة بالدلائل المادية، في محاولة رائدة منه باستخدام نظرية التفسير المنطقي.
وزعم فيجنر في نظريته، أن جميع القارات كانت يوماً ما كتلة قارية واحدة، وانجرفت متباعدة عن بعضها بعضاً، وافترض أن سبب ذلك يرجع لقوى الطرد المركزية، الناتجة عن دوران الأرض أو «المبادرة الفلكية» وهي حركة دائرية متغيرة، حول محور يسمى محور المبادرة، وتكهن أيضاً بتمدد قاع البحار ودور «أعراف منتصف المحيط»، وهي سلسلة جبال مرتفعة في قاع المحيط وفي منتصفه، وتمتد بطوله وترتفع حوالي 3 كيلومترات عن قاع المحيط، ويصل عرضها إلى أكثر من 2000 كيلومتر. في البداية عارض كثير من العلماء نظرية فيجنر، لكنه في الخمسينات من القرن الماضي وتحديداً بعد ظهور علم «الباليومغناطيسية»، وهو دراسة البيانات المغناطيسية الأرضية للصخور، سرعان ما توصّل العلماء إلى بيانات تؤيد نظريته.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>