Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

الموهوبون على طريق الغناء الأوبرالي

$
0
0
ورش عمل تفاعلية أقيمت على هامش عروض وحفلات «موسيقى في الاستوديو»، للاستفادة من وجود فنان أو موسيقي عالمي متخصص في العزف أو الغناء ليقوم بقيادة ورشة عمل قبل حفله بالأوبرا ويتم دعوة مجموعة من المواهب المحلية والهواة الواعدين والطلاب أصحاب الموهبة للاستفادة من النصائح والتوجيهات ورفع كفاءتهم ومهارتهم في مجال الموسيقى. وتم تنظيم هذه الورش الفنية ضمن فعاليات عام التعاون الإبداعي (2017) بين المملكة المتحدة والإمارات لزيادة الوعي بالثقافة والفنون الراقية.
وأقيمت الأسبوع الماضي آخر ورشة عمل في هذا الإطار وقدمتها مغنية الأوبرا العالمية «السوبرانو ريان لويس على هامش حفلها بالأوبرا، حيث شاركت مع مجموعة متميزة من الطلاب من محبي الغناء والمشاركين بفرق الكورال بمدارس الإمارات
قبل بداية الورشة الفنية كان الحضور كاملاً بين الطلاب الموهوبين وذويهم، الكل متأنق في مظهره وفخور وشغوف بكونه سيعرض موهبته لأول مرة في رحاب دار الأوبرا، ورغم أن القلق كان يداعب مشاعر بعضهم لأهمية الحدث وجلال الموقف حيث سيواجهون فنانة عالمية وشهيرة وجهاً لوجه لتختبر أداءهم وتقيم موهبتهم وتوجه كل واحد منهم إلى ما يفيده في مشواره الفني المقبل، ورغم هذا القلق الظاهر على الملامح والوجوه إلاّ أنه لم يؤثر أبداً على الثقة بالنفس والتحكم في الصوت والأداء وحماسهم الذي كان يقودهم لتقديم أفضل ما لديهم من قدرات في الصوت والأداء.
وأثناء الورشة حرصت ريان لويس على تقديم نصائح للطلاب عن أهمية تمرينات الإحماء للجسد والاسترخاء والتركيز وتدريبات التنفس وتنظيمه، وهي تدريبات ضرورية قبل كل أداء ويمارسها المحترفون قبل الحفلات، فالصوت تتحكم به مجموعة من أعضاء الجسم وعضلاته التي تتحكم في التنفس، ولا يمكن للعضلات أن تستدعي كل طاقتها وقدراتها من دون تجهيزها بشكل تدريجي.
وعلى هامش هذه الفعالية المميزة، حدثتنا ريان لويس عن بدايتها وتجربتها الفنية حيث قالت:» لقد كنت محظوظة ببدايتي حيث تم اكتشافي من قبل مخرج الأوبرا الشهير «جوناثان ميللر» الذي كان يحضر بالصدفة عرض مسرحية «لابوهيم» في أحد المسارح الصغيرة بلندن وقد كنت أقوم فيه بغناء دور «موستيا» وفي اليوم التالي فوجئت بمكالمة تليفونية غيرت حياتي تماماً فقد اتصل بي، جوناثان ودعاني لاختبار أداء في دار الأوبرا الإنجليزية حيث حصلت على أول عقد احترافي في مجال الغناء الأوبرالي وكنت وقتها لم أتجاوز ال 21 عاماً من عمري.

تدريبات التنفس

وعن تجربتها في تدريب الموهوبين بأوبرا دبي تقول ريان:«سعدت كثيراً بهذا العدد من المواهب والإمكانات المميزة لهؤلاء الطلاب فقد لمست فيهم حماساً وشغفاً حقيقياً للموسيقى والفن والغناء وأتمنى أن يكونوا حظوا بنفس قدر المتعة التي حصلت عليها. وقد حرصت على توجيههم فيما يخص تدريبات التنفس وكيفية التخلص من التوتر لأنه يظهر جلياً في طبقات الصوت وحرصت على لفت انتباههم على التركيز على كيفية نطق الحروف بشكل واضح أثناء الغناء ومراعاة أنه يجب في كل مرة نكرر كلمة معينة فيجب تكرارها بإسلوب مختلف حتى تحمل معنىً مختلفاً مع كل تكرار.
وتضيف ريان: «الغناء الأوبرالي يختلف كثيراً عن أنواع الغناء الأخرى، ورغم أن كل أنواع الغناء تتطلب تدريبات للصوت والتنفس إلاّ أن تدريبات الغناء الكلاسيكي والأوبرالي تحتاج لتدريبات أكثر تكثيفاً وصعوبة واستمرارية فهي تشبه إلى حد كبير تدريبات الرياضيين الأولمبيين في شدتها وتكرارها خاصة أن مغني الأوبرا قد يعتمد في كثير من الأحيان على إمكاناته الصوتية من دون ميكروفون».
أما مدرّسة الموسيقى أدريان جوي بالمدرسة الأمريكية في دبي فتقول: أنا من أمريكا وهذه هي السنة الثالثة التي أقوم فيها بتدريس الموسيقى هنا.. ولدي 115 طالباً وطالبة يشاركون في فريق الموسيقى والغناء وكلما تخرجت دفعة نستقبل مجموعة جديدة وأقوم بتدريبهم أسبوعياً ونقدم حفلاتنا داخل المدرسة وخارجها وأكثر ما أحرص على تدريب طلابي عليه هو عدم التوتر والتركيز على الغناء من القلب، وكثير من طلابنا يتخرجوا ليكملوا مسيرتهم الاحترافية في مجال الموسيقى والغناء ويقومون بالتخصص في دراسة الموسيقى، ولذلك فأنا أتصور أن زيارة الأوبرا والعيش في أجوائها الفنية الاحترافية وتقديم الأداء بهذا الشكل أمام فنانة عالمية كبيرة هي تجربة مهمة وفرصة لصقل موهبة هؤلاء الطلاب الذين يمتلكون الموهبة والمهارة.
«الخليج» التقت بمجموعة من الطلاب والطالبات الموهوبين الذين تجمعوا سوياً في حماس شديد بعد أن أنهوا الفعالية واستفادوا منها.
تقول الطالبة أنيا سينج (16 عاماً): أعيش في دبي منذ 7 سنوات وبدأت أتعلم دروس الغناء من عمر 6 سنوات حيث إن والدتي اكتشفت موهبتي منذ الصغر حيث إنني عضو في فريق الكورال المدرسي، وتعرب أنيا عن سعادتها جداً بهذه الفرصة حيث إنها المرة الأولى التي أزور فيها أوبرا دبي وأغني فيها وأعتقد أنها فرصة لا يحظى بها الكثير من الموهوبين أن أحصل على تدريب مجاني على يد فنانة عالمية محترفة تعطيني نصائح خاصة ومفاتيح مهمة في الغناء قد تساعدني كثيراً في تطوير أدائي وتختصر علي كثيراً من البحث والجهد.
و تقول والدتها جيسيكا سينج: أعتقد أنها منحة مميزة وخطوة مفيدة جداً لجميع الموهوبين من الطلاب الذين رأيتهم ينصتون بقلوبهم قبل آذانهم للنصائح والتوجيهات التي ذكرتها لهم «ريان».

فخامة المبنى

تقول لارا زيني من لبنان عن تجربتها: بدأت الغناء في سن السادسة في المدرسة وبعد ذلك واظبت على حضور دروس الموسيقى الخاصة لتعليم الغناء وعزف البيانو، ولكن تجربة اليوم هي أمر مختلف تماماً واستفدت منها جداً وأكثر ما لفت نظري اليوم هو التركيز على الأخطاء الصغيرة التي أرتكبها فقد وجدتها غالباً ما تتكرر عند الآخرين ويجب علي أن أعمل على تلافيها.
وتتدخل كريستو جو (18 عاماً) بالحوار وتقول: هذه أول مرة أزور أوبرا دبي وأعتبرها من المحطات المهمة في حياتي فقد أضافت إلى معلوماتي وخبراتي وانبهرت بفخامة المبنى وجماله واستفدت كثيراً من ورشة العمل وتعلمت الكثير من ريان لويس واكتشفت أن الطريق إلى الاحتراف يتطلب الكثير من التدريب والعمل والجهد. وتلتقط خيط الحديث الطالبة أستر بارك 16 عاماً وتقول: بدأ شغفي بالغناء من عشر سنوات وكنت دائماً أضع الغناء في مرتبة الهواية وليس الاحتراف ولكنني حرصت على الحضور اليوم لتنمية مهاراتي وتطوير أدائي، وتعلمت الكثير من النصائح الثمينة مثل كيفية فتح إمكانات الصوت والتخلص من التوتر والاهتمام بنطق الكلمات وإعطائها معنى باستخدام أصواتنا، لقد كانت بالفعل تجربة ثرية.
وأما ليندرت فانتريت (16 عاماً) فيقول: شاركت بكورال الغناء الأوبرالي منذ عدة سنوات في النمسا وبعد استقرار عائلتي بدبي استكملت شغفي وتدريباتي في مجال الموسيقى فأنا أستمتع بالغناء، وأتمنى أن أصبح موسيقياً وملحّناً في المستقبل حتى لو توجهت لدراسة الهندسة التي أحبها أيضاً فسأظل وفيّاً للموسيقى والغناء وسأحرص على التدريب عليها بشكل يومي كما تعلمت اليوم من ريان، فانقطاع التدريب قد يفقدني مهارة أحبها وأبرع فيها واستمتع بها جداً.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>