Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

أمل التلاوي: «تربيع أول»مجموعة من التداعيات الفكرية

$
0
0
أبوظبي: نجاة الفارس

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول بمقره بالمسرح الوطني أمسية أدبية للروائي سعيد الحنكي بمناسبة صدور روايته الأولى «تربيع أول» كما قدمت الدكتورة أمل التلاوي قراءة نقدية علمية جادة حول هذه الرواية، وذلك بحضور الشاعر سالم بوجمهور رئيس الهيئة الإدارية للفرع والروائي علي أبو الريش وجمع من الكتاب والأدباء وعدد من أفراد أسرة الكاتب.
أدارت الأمسية الزميلة نجاة الفارس، حيث قدمت نبذة عن سعيد الحنكي موضحة أنه عضو مؤسس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كتب ونشر القصة في دوريات متعددة منها شؤون أدبية، له ثلاث مسرحيات مكتوبة، مارس كتابة المقال بشكل متواصل على مدى عشرين عاما في دورية 999، وله كتب ومحاضرات في الإدارة والقيادة، حاصل على جائزة هارينجتون 2009 لأفضل بحث علمي في الجودة الشاملة من جامعة حمدان الإلكترونية، وترأس العديد من المؤتمرات الدولية في مجال الاستشراف الأمني.
كما قدمت الفارس نبذة عن الدكتورة أمل التلاوي مبينة أنها باحثة وأكاديمية وناقدة من الأردن، عملت في مجال التدريس والبحث العلمي، ولها عدد من الأبحاث أبرزها في مجال النقد الأدبي والصوتيات.
عقب ذلك قرأ الحنكي بضع صفحات من روايته «تربيع أول» ثم قرأت الدكتورة التلاوي ورقتها النقدية موضحة أن الرواية تقف عند لحظة إنسانية وجودية يمرّ بها كل إنسان في حياته لتطرح أسئلة تتعلق بفلسفة الحياة والمصير والاختيار، هذه اللحظة تختلف حدتها ومدتها وتأثيرها من شخص لآخر.
وناقشت الناقدة عناصر الرواية ومنها المكان الذي أولاه الكاتب عنايته الفائقة، واهتم بأدق تفاصيله، إذ شكل كل جزء من أجزاء المكان رمزًا وذاكرة، حيث يعود البطل لمنزل أهله القديم بعد هجره سنوات طويلة، وتحدد الرواية كل إحداثيات المكان في قرية «المعيريض».
وأضافت التلاوي أن عنصر الزمان هو الصراع الوحيد الذي ينهزم فيه الإنسان دائما، فيبدو زمن الحدث الفعلي قصيراً ممتداً من لحظة الأصيل في بداية دخول البطل لبيته وينتهي بمشهدية أذان المغرب مع أخبار الخامسة وبدء هبوط الليل، هذا الزمن القصير تلاعب به الكاتب فجعله ممتدا ليشمل أعواما طويلة وذكريات ممتدة وصراع طويل بين رغبة البطل في تحقيق طموحه والعودة إلى صناعة القوارب، فقام البناء السردي الزمني على الاسترجاع وتقنية التنقل بين الأزمان، فبين التذكر والعودة إلى الماضي يقطع الكاتب الزمن ويجمده ليعود فيصف زاوية من زوايا البيت ثم يرتد إلى الماضي.
وأوضحت الدكتورة أمل أن تربيع أول رواية بطولة فردية، وإن مر في الرواية بعض الأشخاص، مضيفة أنه بالوقوف على عنوان الرواية واسم الشخصية المنتقاة يبدو اسم الشخصية معادلا موضوعيا لعنوان الرواية: تربيع أول (حالة القمر بعد كونه هلالا في أول الشهر) واسم الشخصية (راشد بن هلال) وهذه القصدية الجامعة بين العنوان واسم البطل في صورة أطوار القمر، تختصر فلسفة الحياة وأطوارها التي تبدأ وتنضج ثم ترجع تختفي وتعاود الكرة، هذه سنة الحياة التي اختزلت الرواية فلسفتها.
وذكرت الناقدة أن الرواية اعتمدت على تقنية الاسترجاع وتيار الوعي، من خلال مجموعة من التداعيات الفكرية والفلسفية، ولعل الرواية خرجت عن الصورة التقليدية لتيار الوعي فمنحت الأسماء والصور والأزمنة رمزية وقصدية مكثفة مما أدى إلى تعميق هذا الوعي، إذ لم تعد الأحداث مجرد تداعيات عابرة بل هي موغلة في بعد رمزي وقصدية أرادت الرواية أن توجدها دون صدفة عابرة بل بقصدية مدروسة، من ذلك اختيار اسم البطل، اختيار الزمان، وصف المكان رمزية الغبار وحركته وأثره على البطل، اختيار مشاهد وذكريات محددة بقصدية دفع الحالة النفسية للبطل نحو مزيد من التأزم والتأمل.
وأثنى الشاعر سالم بوجمهور على الرواية وأشاد بالقراءة النقدية التي قدمتها التلاوي.
وفي ختام الأمسية وقع الروائي سعيد الحنكي روايته للحضور.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>