Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

مشهدية لافتة في «غصة عبور».. والنص بطل «تشابك»

$
0
0
تونس: عثمان حسن

بحضور سالم القطام السفير الإماراتي في تونس وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة وإسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، شهد مساء أمس الأول في مهرجان المسرح العربي في تونس العرض الإماراتي «غصة عبور» من إنتاج مسرح الشارقة الوطني، العمل من تأليف تغريد الداود وإخراج محمد العامري وتمثيل: إبراهيم سالم وعبدالله مسعود وحميد سمبيج وبدور ورائد الدالاتي وأحمد أبو عرادة.. كما قام بدور ظلال الشخصيات: المهدي المنصوري وراشد المعيني ومحمد عادل وعبدالعزيز الزرعوني، وصمم الماكياج ياسر سيف، التأليف الموسيقي لإبراهيم الأميري وصمم الإضاءة والأزياء محمد علي جمعة وساعد في الإخراج مهند كريم، وصممت الأداء الحركي هبة مصطفى ونفذ الإضاءة جعفر محمد وصمم الديكور ماجد الجويعد، كما نفذ الصوت ماجد المازمي.
بدأ العرض بتشكيل سينوغرافي لافت لشاشة في الخلفية تعكس وجوه من في الخشبة والصالة وتعرض مشاهد من سماء وعواصف وبحر عنيف الموج، وجسر متحرك في منتصف الخشبة يفصل بين ضفتين، ثمة مسافرون عالقون على الجسر هاربون من أوطانهم وآخرون يريدون العودة كناية عن تصوير المعاناة الإنسانية، معاناة التشرد والألم والكوارث والحروب.
لكل واحد من هؤلاء حكاية، تعبر عن وجعه وشتاته وضياعه، فكل منهم يحاول العبور، إلى الضفة الأخرى، غير أن الجهات كلها مغلقة، وهو الذي يصور حيرة الشخصيات وقلقها، وعلى الجسر يقف حارس يتحكم بمصير هؤلاء ويمنعهم من التوقف عليه بحجة أنه جسر آيل للسقوط وقد ينهار في أية لحظة.
بهذه المشهدية العالية يؤثث العامري فضاء مسرحيته التي تحتشد بمجموعة من الحكايات الحزينة في محاكاة واضحة للشعوب المضطهدة، والرازحة تحت نير الاستبداد الغاشم والجهل، فهناك الشاب الذي اندفع فجأة على الجسر محاولا العبور، وها هو يقف على الحافة مترددا وغير قادر على التقدم، فر من جحيم القتل والدمار وتسمر على الجسر لأن الضفة الأخرى تشتعل بنار ستحرقه، وهذه الحيرة تشبه حكاية المرأة الحامل، هي حاولت الانتحار، لأنها فرت من زوج إرهابي أغواها حتى هربت معه وتزوجته، فلا يمكنها العودة لأهلها خوفا على سمعتها، وهناك الرجل العجوز من أفنى 30 عاماً في الغربة، التي أكلته، هو الآن يحنّ إلى وطن، غادره، لكنه وطن مجهول بالنسبة إليه، فزوجته ماتت ولا أحد في انتظاره.. لا أولاد، ولا ذاكرة، ولا يحزنون، وهناك الشاب العربي الذي يحمل جنسية بلد أجنبي، هو يود العودة إلى وطن سجن وعذب فيه وقطعت أصابع يده، لأنه يكتب الشعر، لا يستطيع العودة، فبقي معلقا خشية على حياته من موت محقق بانتظاره.
الحارس، هو شخص انتهازي مستغل، يستثمر ضعف المعلقين على الجسر، فهو في مرة يقايض الشاب الأول بحاجياته، مقابل سلاح ليواجه به المسلحين في طريق عودته، وعندما يعود إلى الجسر، تبدو عليه ملامح القتل وآثار الدم والمجزرة.
انتهازية الحارس تغري المرأة بالذهاب إلى مدينته، فلديه معارف سوف يدفعون لها المال، ويوفرون لها فرصة البدء من جديد، تتوالى المشاهد فيقتل الشاب الحارس بذات السلاح الذي قايضه بحاجياته، أما الشاب العربي المجنس، فيتحول هو الآخر إلى انتهازي يلعب على آلام المعلقين وحاجاتهم.
وهكذا تستمر متوالية من الاضطراب والفوضى والآمال المشروخة بانتظار ضوء يلوح في نهاية الأفق.
يسجل العرض مرحلة جديدة في تجربة العامري الباذخة بالإبهار والمشهدية العالية، كما ينجح الممثلون: إبراهيم سالم وحميد سمبيج وعبدالله مسعود وبقية المؤدين في تقديم أدوار لافتة حازت عل إعجاب جمهور الصالة بما حملته من تجربة تضاف إلى مسيرة الشارقة الوطني.
في ختام العرض نظمت ندوة نقدية، أشادت بالعرض تمثيلا وأداء، كما نوهت بتجربة العامري الذي قدم عرضا على تماس مما يحدث الآن، وفي ساحات عربية كثيرة، كما نوهت بالبعد الإنساني الذي أبرزه العرض، وكان ثمرة تعاون جيدة بين المؤلفة تغريد الداود والمخرج محمد العامري.

صراعات النفس

ومن تأليف فهد ردة الحارثي عرضت المسرحية السعودية «تشابك» وهي من إخراج أحمد الأحمري.
حمل «بروشور» العرض، كلمة للمؤلف جاء فيها «في البداية تشظت الأمور، وأصبحت تجادل بعضها، وتناقشها في تكوينها، وأمورها وتصرفاتها، كان يجب أن يجتمعا هنا، لتصفية العالق بينهما، ننقسم إلى قسمين، ليناقش بعضنا بعضا، علنا نصل لنا».
جسد دوري العرض الممثلان سامي الزهراني وعبدالرحمن المزيعل، وكان لرشاقة دوريهما على الخشبة تناغم انعكس في تواصل جمهور الصالة.
ما يعتمل في الذات من صراعات داخلية، هو الفكرة التي تدور حولها ثيمة العرض، ولا سيما أن النص يتحدث عن شخصية واحدة، أو بعبارة أخرى روحين في جسد واحد.
فتح العرض فضاء السؤال الفلسفي على مصراعيه، التأويل وارد لجهة الكثير مما ورد على لسان الممثلين، وما أدياه من حركة ولعب من خلال بعض الإشارات والرموز التي حملها فضاء المسرحية.
لعب النص دورا مهما في العرض، على حساب التأثيث المشهدي، وهو الذي برره الكاتب فهد ردة الحارثي، بأنه لا يجب الانسلاخ تماما من تراثنا، غير أنه أكد أن عرضه يحمل الكثير من الرمزية والغرائبية، وأن اشتغاله الفني لم يخل من سينوغرافيا وإشارات وأبعاد رمزية وغرائبية.
و«تشابك» فازت بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، في دورته الثانية.

تعبيرية لافتة

وعرض المسرح الوطني في تونس عرض «ألهاكم التكاثر» وهو من تأليف وإخراج نجيب خلف الله، وتمثيل: مريم بوعجاجة وآمنة المولهي وسندة الجبالي ووفاء الثابتي ووائل المرغني ومروان الروين وباديس حشاس ونجيب خلف الله.
العرض يطرح وجهة نظر جدلية حول التعصب الديني، وهو يقوم بالأساس على الحركات التعبيرية من خلال «الكوريغرافي» حيث اجتهد الممثلون في تقديم مشهدية تلقائية تعبر عن حالات القلق والخراب التي تعصف بالمجتمعات، والعرض حاول تقديم أجوبة لكثير من الإشكاليات بمنظور خاص يفكك الراهن ويبعث بصيص ضوء في قتامة المشهد.

زوايا متعددة

ومن تأليف الكاتب الكويتي محمد المسلم وإخراج عبدالله التركماني وتمثيل: عبدالعزيز النصار وسارة التمتامي ومبارك الرندي وخالد الثويني ومحمد اليلي وفهد الخياط عرضت مسرحية «عطسة» التي تستند على قصة الكاتب الروسي أنطون تشيخوف، «وفاة موظف».
صراع الطبقات هو الثيمة الأساسية التي تدور حولها فكرة المسرحية، وقد تراوح العرض بين الكوميديا والتراجيديا التي عبرت عن مشاعر القلق والخوف وفقدان الذات وضياع الحقوق.
ركز مخرج «عطسة» على تقديم ديكور كاريكاتوري، فثمة كراسي ومناديل تتكلم، وثمة إضاءة وكشافات تعبر عن الحيرة والقلق، فأحيانا توجه هذه الكشافات إلى جمهور الصالة وأخرى نحو زوايا متعددة من الخشبة.

خيارات الإنسان

ومن تأليف وإخراج التونسي الأسعد المحواشي عرض المركز الوطني لفن العرائس في تونس «لقاء - عرائس» وتحكي قصة فنان عازف أكورديون، يسعى إلى تحقيق أحلامه من خلال مراسلات يقوم بها للمهرجانات، ذات يوم يحصل على دعوة من بلد أجنبي، فيضطر لبيع أثاث منزله، ليوفر ثمن تذكرة السفر، وعندما يصل يتحقق له حلمه بالشهرة، لكنه يفقد شيئا أكثر أهمية، وهو الاستقرار والدفء العائلي.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 56024

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>