لم تعد دبي مدينة الأبراج العالية والعمران المتميز، بل أصبحت مدينة للحياة الفطرية والمحميات الطبيعية أيضاً، فالأماكن الطبيعية والمحميات جزء لا يتجزأ من المحيط الطبيعي لدبي، ولها الدور الأكبر في التنمية المستدامة، ومن ذلك ستكون محمية المرموم الصحراوية؛ الوجهة الرئيسية لمحبي السياحة البيئية بالإمارة، وأماكن للجذب السياحي ومنارة للعلم والمعرفة.
ويهدف مشروع تطوير محمية المرموم الصحراوية، إلى الدمج بين مفاهيم الترفيه المستدام وحماية الطبيعة، عبر إجراء حزمة من التحسينات على البنية التحتية للمحمية ومساحتها، لتحقيق أهداف المحمية بتطوير جانب السياحة البيئية في المحميات الطبيعية، لتصبح المرموم متنفساً للعامة، وصرحاً تعليمياً طبيعياً، حيث يندمج الإنسان مع الطبيعة دون الإضرار بخصائصها البيئة الطبيعية، والتنوع الفطري فيها.
ومحمية المرموم تتميز بالهدوء والسحر والجمال، وتحيط بها كثبان رملية بيضاء ومناظر ساحرة؛ تكونها الكثبان والأشجار المتنوعة، مثل شجر الغاف، ويكتمل المنظر بمرور الحيوانات البرية على الرمال والكثبان المحيطة بالبحيرة، مثل الغزلان والسناجب وغيرها.
مركز عالمي
وكشف المهندس حسين لوتاه، مدير عام بلدية دبي، عن إنشاء مركز عالمي في المرموم، لإدارة المناطق المحمية والعلوم الطبيعية التطبيقية، لرفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على البيئة، إلى جانب صون التنوع، كما يعمل المركز على حماية التنوع البيولوجي في المناظر الطبيعية، مع الهيكل البيئي الأساسي لها، ودعم العمليات البيئية، وتعزيز التعليم والترفيه المستدام، واستراتيجيات صون واضحة، باستخدام أحدث المنهجيات والبرامج لضمان الاستدامة، والحفاظ على جودة الأداء في المستقبل، على المدى الطويل برؤية مستقبلية واضحة، تركز على شبكة دبي للمناطق المحمية، لتتمتع الأجيال القادمة بالتراث الطبيعي والثقافي الغني لدولة الإمارات، ويقدم المركز فرصة نادرة لدارسي التخصصات البيئية، والباحثين وطلاب الجامعات والمدارس، للاطلاع على أفضل الممارسات والدراسات والبحوث العلمية، التي تطبق في المحمية والمحميات الطبيعية المختلفة بالإمارة.
مراقبو البلدية
وأضاف: «يقوم الضباط والمراقبون بالبلدية، بدوريات منتظمة على مدار اليوم، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وللحفاظ على الموروثات البيئية والثقافية وتوعية الجمهور، وتقديم المساعدات والمعلومات للزوار، بجانب مراقبة التنوع البيولوجي والمتغيرات البيئية المختلفة، كخط أول للإنذار المبكر في حال حدوث طوارئ».
وأشار إلى تحديد مواقع للمخيمات في محمية المرموم، بناء على نتائج المسح البيئي، حيث تم اختيار المواقع التي توفر تجربة التخييم الصحراوي بشكل مثالي، مع الحفاظ على الحياة الفطرية بالمحمية، وعدم التأثير عليها، كما تم تصميم وتوزيع أماكن المخيمات للحفاظ على خصوصية الجمهور، مع إمكانية تواصلهم مع باقي المخيمات في حال رغبتهم في ذلك.
منصات مراقبة
وقال لوتاه، إن محمية المرموم تضم منصات خاصة بمراقبة شروق وغروب الشمس، يتم تشيدها في مناطق مفتوحة، تتيح للمهتمين مراقبة منظر الشروق والغروب، وانعكاساتهما على البيئات الطبيعية المختلفة، وتتسع لحوالي 250 شخصاً بمساحة 1500 متر مربع، ومتصلة بطرق فرعية، بجانب منصات مراقبة النجوم التي يتم تشييدها بعيداً عن الأضواء الصناعية، للاستمتاع بمراقبة النجوم في الليالي المظلمة.