دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين، إلى تجاوز مرحلة الجمود في مفاوضات سد النهضة، وشهدا مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، في مجالات التعاون الصناعي والمشاورات السياسية والدبلوماسية، إضافة إلى محضر أعمال اللجنة الوزارية المشتركة.
وأكد السيسي، خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء إثيوبيا، عقب جلسة المباحثات التي عقدت بينهما بقصر الاتحادية، أن نموذج التعاون في حوض نهر النيل، يجب ألاَّ يكون بأي شكل من الأشكال «معادلة صفرية»، وإنما قاطرة لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبنا، من خلال التعاون وتفهم شواغل الطرف الآخر، لا سيما حينما تتعلق تلك الشواغل بشريان الحياة الرئيسي للشعب المصري، الذي يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة، ويعتمد بشكل رئيسي على هذا النهر كمورد للمياه.
وأعرب الرئيس السيسي، عن قلق مصر البالغ من استمرار حالة الجمود التي تعتري المسار الفني الثلاثي لسد النهضة، المعني بإتمام الدراسات المتفق عليها لتحديد الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة للسد، على دولتي المصب وكيفية تجنّبها، مؤكداً ضرورة أن تعمل الأطراف الثلاثة في أسرع وقت ممكن، على تجاوز حالة الجمود الحالية، لضمان استكمال الدراسات المطلوبة، باعتبارها الشرط الذي حدده اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، للبدء في ملء الخزان وتحديد أسلوب تشغيله سنوياً.
وأشار السيسي إلى أن مصر تقدر ما تؤكده إثيوبيا دائماً، من حرصها على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية، إلا أنه من الضروري أن ندرك أن السبيل الأمثل والوحيد لترجمة ذلك، هو استكمال الدراسات المطلوبة والالتزام بنتائجها، بما يضمن تجنب أي آثار سلبية للسد على دولتي المصب.
وتابع السيسي: «لقد تباحثنا كذلك حول فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء ما نلحظه من اهتمام من قبل القطاع الخاص المصري، لزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي»، لافتاً إلى اتفاق مصر وإثيوبيا على أهمية تقديم كافة التسهيلات الممكنة، بغرض دعم تلك الاستثمارات، بما في ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، والتعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، فضلًا على تكثيف الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري، بما يؤدي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب إفريقياً.
وأكد ديسالين اتفاقه مع السيسي حول نتائج اللجنة العليا المشتركة، مشيراً إلى أنها تعد خطوة تاريخية في حد ذاتها، مضيفاً أنه بحث مع السيسي العديد من الموضيع ذات الاهتمام الثنائي والإقليمي، موضحاً أنه تمت مناقشة سبل تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين، والإقرار بالدور المحوري التي تلعبه البلدان في إفريقيا، مضيفاً أنه تمت مناقشة مخاطر الإرهاب والتطرف الديني، كما تمت مناقشة ملف نهر النيل، الذي يشكل مصدراً أساسياً للحياة الشعبين المصري والإثيوبي، ويوفر الفرصة للتعاون بين البلدين، قائلاً إن «نهر النيل لا يمكن أن يكون هدفاً للتنافس أو الصراع بين البلدين»، وإن بلده يشكل أملاً وليس تهديداً لأحد، مؤكداً أن سد النهضة يجب أن يمثل هذا الأمل.
القاهرة: «الخليج»