لماذا لا نلتزم؟

يبدو الأمر غريبا عندما لا نسعى طواعية لتحقيق مصالحنا الخاصة في بعض الأحيان، ولا نلتفت إليها إلا بقوة القانون، ونتحين أية فرصة لتعاود عدم الالتزام من جديد، في سلوك عنيد وعشوائي ومتهور نؤذي عبره أنفسنا والآخرين، والأمثلة على ذلك أكثر من ان تحصى.
لسنا بحاجة لمن يعلمنا أنه إذا ارتدنا مكانا نظيفا ومرتبا يجب أن نغادره وهو على الحال نفسه، فلا يجوز أن نعبث بأشيائه كيفما شئنا، ومن العيب أن نترك خلفنا مخلفات ونغادر، وكأننا نطلب من الغير أن يقوموا هم بتنظيفها، أو على الأقل نحرمهم الاستفادة من المكان كما فعلنا نحن.
وسائق السيارة والمركبة الثقيلة والحافلة والدراجة النارية، جميعهم مدعوون للالتزام بالسرعات المحددة للشوارع والطرق، خارجيا أو داخليا، فتجاوز السرعة القانونية خطر قاتل بلا جدال، طريق إلى الموت السريع والعاهة المستديمة أيضا، ويجب أن نصل إلى مرحلة الاستغناء عن حملات التوعية المرورية التي تنظمها إدارات المرور بقيادات الشرطة، بالوصول إلى مرحلة الوعي الذاتي بالسلوك الإيجابي والسلبي، وبينهما الكثير.
عندما تغتنم الفرصة وتخرج في نزهة مع أسرتك، لست بحاجة لمن يلوح لك بالعقوبة إن أهملت طفلك وغفلت عنه وتركته يلعب على هواه، سواء في حوض سباحة بعيدا عن رقابتك، أو في ألعاب حديقة عامة قد لا تكون آمنة أو يساء استخدامها فتصبح خطرا، أو تسمح له بالمرور من جانب شارع إلى الآخر بين السيارات، أو يلهو بألعابه الخاصة في شرفة الشقة التي تقع في الطوابق العليا للبناية السكنية فيسقط، واللعب بالنار والأدوات الخطرة وغيرها من السلوكيات.
ولا تهدأ السلطات المختصة عن الحديث بكل اللغات لكل من يركب مركبة، رجاء اربط حزام الأمان، ففيه حماية لك لو تعرضت لحادث مروري لا سمح الله، ورغم ذلك لا يلتزمون، ويجب أن يجلس الصغار في المقعد الخلفي للسيارة حماية لهم من حوادث الصدم، فلا حياة لمن تنادي، بل إن بعض المفرطين في تدليل أبنائهم يقودون سياراتهم وهم يجلسون على أرجلهم خلف المقود!
وتحرص الحكومة على استقرار الأسعار وعدم المبالغة فيها، ليكون لكل منتج ما يستحق من سعر، وتنتشر فرق التفتيش والرقابة، لكن الجشعين لا يستمعون لصوت العقل الحكومي، ويصرون على تحقيق أعلى درجات الربح غير المشروعة، على حساب استقرار المجتمع وسلامة بنيانه الاقتصادي.
عندما تغادر سيارتك احرص على غلق أبوابها ونوافذها جيدا، ولا تترك أشياء مهمة ولا ثمينة بداخلها، لأنها تدفع ضعاف النفوس لارتكاب جريمة السرقة، بسبب الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية، رغم التحذيرات المستمرة من الأجهزة الأمنية.
كفى، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نكون دائمي الحاجة إلى التوعية في أمور باتت من المسلمات ، والخطأ والصواب فيها واضحان، ويجب أن نعزز السلوك الإيجابي ونلتزم، لمصلحتنا والجميع.

ebnaldeera@gmail.com