تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة بفاعلية ومثابرة، في الجهود الدولية المبذولة من الدول المهتمة، لتحقيق حلم الإنسان بالوصول إلى كواكب أخرى غير الأرض، واستيطان الصالح للحياة منها، وتحقيق فوائد علمية تساعد على الارتقاء بمستويات الحياة البشرية.
ومحاولة الاستفادة العلمية من الكواكب الأخرى لصالح الإنسانية جمعاء، هي حق شرعي لها ولكل الدول التي تنفق بسخاء لتحقيق هذا الهدف العلمي، والإمارات تمتلك الكثير من الطموح الذي لا حدود له لقيادة العالم إلى تحقيق خير شعوبه ومصالحها في العيش الآمن والكريم، وفي الوقت ذاته فهي عبر سلوكها العلمي هذا تحقق مصالح وطنية عليا، تظهر من خلال بناء قدرات علمية ومعرفية وطنية، عبر مؤسسات علمية بحثية تتمتع بإمكانيات وقدرات هائلة، تنعكس نتائج نشاطاتها على المجتمع مباشرة..
لقد كان مشروع «المريخ 2117» الذي يعتبر مبادرة وصناعة وطنية بامتياز، والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن القمة العالمية للحكومات في العام الماضي، نقطة انطلاق جوهرية نحو عالم الفضاء اللامتناهي.
وأروع ما في المشروع أنه يتضمن في جوهره بناء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ خلال مئة عام، بكوادر بشرية إماراتية، ومن خلال قيادة جهود دولية وتحالفات علمية بحثية عالمية، لتحقيق حلم البشر بالعيش على كوكب المريخ.
وستبقى الإمارات طليعية بامتياز، يبارك اتجاهها نحو المستقبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بدعمه المطلق لكل الجهود الجبارة التي تصب في مجال الارتقاء بالإنسان الإماراتي وتوفير العيش الكريم له وللأجيال القادمة من بعده.
100 عام ستمر على الإمارات، ستشهد فيها البلاد طفرات نوعية متتالية، حقيقية، ستشمل الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وسوف تطال مساحاته الشاسعة أنوار الاكتشافات العلمية والمشروعات ومراكز البحوث والجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة بالفضاء وعلومه ومستلزمات خوض غماره، وفي المقدمة منها كوكب المريخ.
لقد بادرت الدولة لتجهيز رواد فضاء ليشاركوا زملاءهم من دول العالم رحلات الفضاء، كما أنها تبذل جهوداً خارقة لإعداد علماء إماراتيين من خلال جامعات ومراكز بحثية متخصصة تنفق عليها مئات الملايين من الدولارات لتؤدي المهام المطلوبة منها باقتدار.
وجميع مؤسسات المجتمع، حكومية وأهلية، يجب أن تستوعب الموقف بوضوح تام، وتعمل على مجاراة التطور العلمي للبلاد، وعليها أن تجد لها موطئ قدم في خدمة الاستراتيجية المئوية للإمارات التي ستنقل الإمارات إلى سباق عالمي مشهود، بالتخطيط العلمي السليم، وتوفير مقومات الدعم اللازمة، وتوفير الكوادر البشرية القادرة على إنشاء قاعدة بحثية علمية جبارة، تصنع علماء إماراتيين متخصصين في كل مجالات العلوم المتنوعة وشديدة التخصص، والفضاء واحد منها.
ebnaldeera@gmail.com